في الواقع إن معظم الأشخاص لديهم جانب متشائم في داخلهم إلى جانب المتفائل ذو عقلية النمو التي في داخلهم، ومن المهم إدراك ذلك لأنه من السهل ارتكاب خطأ تغيير ما نقوله من دون أن نغير لغة جسدنا وتعابير وجهنا وتصرفاتنا، ليخيل لمن يستقبل.
فالإنسان معرض لمواجهة كمية من الإخفاقات في بداية مسيرته الحياتية لكن ذلك لا يبرر وصفه بأنه غبي أو عديم الفائدة أو لا يتمتع بالموهبة لأن الحياة تأخذ اتجاهين متعاكسين، فمنهم من يرغب ببذل جهد ليرى تأثير ذلك وهذه الحالة جداً طبيعية حيث تقول أحد الأمثلة الرياضية "سابق نقاط قوتك ودرب نقاط ضعفك" ومنهم من يلهمه الضعف الذي يتملكه فيصبح ذات مهنة متميزة لأنه عمل على تقوية المساحة الضعيفة في شخصيته، وأبدع ليلمع اسمه في سماء الإنجازات ويكون مثالاً يحتذى في همته التي أوصلته إلى هذه النقطة.
أما القسم الآخر يكتفي بالنظر نادباً حظه منساقاً لـ "هذا ما ألفينا عليه آباءنا" أي بمعنى أنه هذا ما وجدناه وعرفناه وهكذا نعيش لا نرغب ببذل المزيد من الجهد لتطوير ذواتنا والاحتذاء بغيرنا من الناجحين الذين سبقونا وخطوا أسماءهم في أفق النجاح.
إن التجارب السابقة هي برهان كبير لنصدق حقاً أن الأشخاص يستطيعون أن يتعلموا لكن حاجتهم لكيف أن يتعلموا قد تكون أكثر أهمية لولا ذلك لاحتذينا بثقافة القطيع ولابد من أن نقدم يد العون لأنفسنا والعمل على تغيير ماهو غير مرغوب به في مواطن الشخصية بشكل عام ومواطن اظهار الموهبة بشكل خاص ليكتمل بناء الشخصية في ظروف الأزمات التي تعترض طريق النجاح للوصول إلى الهدف.
ومن المهم أيضا النظر إلى رغبة الإنسان الفطرية التي تميزه عن غيره دون إبداء الإهتمام للأصوات المثبطة لعزيمته ومساندة نفسه للنهوض بما تمليه الرغبة الملحة إتجاه الهدف الذي يصبو إليه ليحلق بعيداً عن إيقاع المعتقدات التي ترسم صورة غير حقيقية للإنسان والتي تجعله يفعل ما يرغبون أن يروه فقط دون إظهار هويته الحقيقة.
كذلك أثر قوة الثقافة التي تجعل الفرد تتشكل هويته على المدى البعيد وفي الظروف الصحيحة والوقت الصحيح تستطيع أن تجعل من موهبته أقوى دون التأثر بما يواجهه وأيضاً الإنضمام إلى فرق تعزيز المواهب يجعل الشخص مستلهماً لما يتلقاه لينفذ أموره بطريقة صحيحة ومؤثرة، لا ينبع شغفنا ومثابرتنا في أغلب الأحيان من تحليل بارد يحتسب تكاليف البدائل وفوائدها، بل يكون مصدر قوتنا هو الشخص الذي يجب أن يكون نحن.
فيستطيع الإنسان أن يحلق بنفسه إذا ما بنى لها أجنحة قابلة للطيران لا أن يكون كابن فرناس يرمي نفسه لتجربة ما بيده فقط، وهذا البناء يحتاج إلى معرفة بمقومات البناء وأدواته وتلك المعرفة تحتاج إلى جهد، فأول ما يجب أن يقوم به هو إغلاق باب الكسل الذي هو مفتاح كل شيءـ وفتح باب لذة التعب والعمل والعلم، هذه الأبواب التي تصنع كينونة الإنسان وتأخذه تجاه نفسه بشكل أفضل، حتى يبدأ ينظر لكل ما مرّ به وكأنه عبارة عن مضيعة لوقته فيحتقر تلك الأوقات التي ضيعها في عالم المحسوسات ويرتقي إلى عالم المعرفة.
اضافةتعليق
التعليقات