يشعر كثيرٌ من الشباب والفتيات بالانزعاج من الأصدقاء الغيورين، الذين ينافسونهم ويحرصون دائماً على أن يكونوا أفضل منهم، بل ولا يترددون أبداً في إلحاق الضرر بهم، وضرب علاقاتهم الاجتماعية، ومنع تقدمهم وتفوُّقهم.
هذه النماذج من الأصدقاء نجد منها الكثير في الحياة، وغالباً ما يكونون فاشلين، لأن اهتمامهم بتدمير الناجحين، ينسيهم الاهتمام بأنفسهم، وتطوير أدواتهم.
أوضحت أمل الحامد، الاختصاصية النفسية، أن هناك تأثيراً كبيراً للعلاقات الاجتماعية على الحالة النفسية لأي إنسان، سواءً علاقته بالأشخاص الموجودين في محيط أسرته، أو عمله، أو دراسته، والمجتمع بشكل عام.
وقالت الحامد: «ما يجعل الشخص أكثر صحةً من الناحية النفسية القدرة على التكيُّف مع كافة الظروف النفسية والاجتماعية في بيئته، والتعامل مع جميع الأشخاص فيها، أما حينما يحدث العكس، فإن هذا الشخص يتضرر نفسياً، ويصل إلى مرحلةٍ، يحتاج فيها إلى العلاج النفسي». وأضافت: «يتعامل كل شخص مع الأشخاص المحيطين به وفق سماته الشخصية، وقد تم إجراء بحوث عدة فيما يتعلق بهذه السمات، لكنها لم تصل إلى استنتاجات وإجابات نهائية، لأن الشخصية الإنسانية ظاهرة معقدة جداً، الأمر الذي جعل المختصين في علم النفس يقدمون تعريفات عدة لها، ويجرون عديداً من الدراسات حول العوامل المؤثرة فيها، وقد تطرق إلى هذه السمات ابن خلدون في مقدمته». وبيَّنت الحامد، أن الإنسان فُطر وجُبل على العيش مع الجماعة، والتعامل مع الآخرين، ولأن لكل شيءٍ حدوداً في الحياة، ومنها العلاقة مع الناس.
1- تقبُّل حقيقة أن هذا الصديق غيورٌ، فهذا التقبُّل أولى خطوات سلامك الداخلي، ومعرفة أن الغيرة من سماته الشخصية، لذا لا داعي للتوتر، أو مهاجمته في حال تصرَّف، أو تحدث معك بشكل سلبي، فهو يأخذ كل تصرفاتك وأفعالك على محمل الجد، ويتعامل معها بشكل شخصي.
2- التواصل معه بشكل مرن وإيجابي وفاعل، مثلاً أخبره بما تشعر به، وعندما تتحدث معه، ابدأ جملتك بالضمير «أنا»، لتقنعه بمشاعرك الطيبة نحوه، قل مثلاً: «أنا أشعر يا صديقي بأنك تبالغ عندما تتحدث عني للآخرين، وهذا الأمر لا يريحني».
3- أخبره بالسلوك الذي يُغضبك منه، وتحدث معه عن هذا السلوك، وليس الدوافع التي تجعله يتصرف هكذا، فهذه أفضل طريقة تصف فيها مشاعرك بدقة دون اتهامه. خلال ذلك، احرص على تجنب التعميم، أو استخدام الألقاب، أو التهديد.
4- اكشف له عن تأثير أفعاله عليك، وتحدث عن مفاهيمك الشخصية، وذكرياتك، ومشاعرك، وتوقعاتك، وحدسك في صداقتكما، مع وضع السلوك «الغيور» في الاعتبار.
5- تجنب إلقاء اللوم عليه عندما تشرح موقفاً ما، مثلاً قل: «أنا أشعر بالتعب والغضب وعدم الارتياح، لذا لا أرد على رسائلك أثناء غضبي».
6- قلِّل من تعاملك الشخصي والاجتماعي معه، لأن ذلك يقلِّل من تأثيره عليك.
7- يقال: «جاور السعيد تسعد». بمعنى صاحب أشخاصاً إيجابيين، يدعمونك، ويعجبون بطريقة حياتك، وفي حال شعرت بغيرة أحدهم منك، اتركه وشأنه.
8- قم بتفاديه عبر تغيير روتينك اليومي ومسار حياتك.
9- ضع حدوداً بينكما، وحاول اكتشاف المصدر الأساس لغيرته، فالغيرة أحياناً تنبع من الخوف، سواءً من عدم الاحترام، أو عدم إيجاد الحب.
اضافةتعليق
التعليقات