• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مابعد الرحيل

آلاء هاشم القطب / الثلاثاء 20 ايلول 2016 / منوعات / 3212
شارك الموضوع :

ها قد عاودت الرحيل كعادتها في كل ليلة... وستتركني وحيدة اسامر بقايا خيوط الظلام، الى ان يحين الفجر الجديد الذي اترقبه كل يوم بلهفة اكثر من قبل

ها قد عاودت الرحيل كعادتها في كل ليلة... وستتركني وحيدة اسامر بقايا خيوط الظلام، الى ان يحين الفجر الجديد الذي اترقبه كل يوم بلهفة اكثر من قبلها عله يخبئ لي شيئا من الامل...

ودعتني ورحلت من سماء نافذتي وكأن بريقها يخبرني بانها ستعاود الظهور في الليلة التالية.. لكن قلبي يخاف الوداع... فقد ذقت من قبل وداع فيه اللاعودة... برقت امام ناظري ورحلت وكأنها تخبرني بأنها تعرفني جيدا وتعرف انني صاحبة ذلك الفستان الأبيض بنجومه المتناثرة الذي حُرمت من ارتدائه منذ سنوات مضت... اشعر بألارتياح والفرح ليلا... اراقب النجوم ... اروي للخفافيش المتنقلة بين أوراق الأشجار البعيدة حكاياتي القديمة اكلمها عن امنياتي واحلامي السابقة... فينقضي الليل وانا أتامل الغد عله يخبأ لي نفحة من الامل.

وابتدأ يوم جديد بفطور صباحي يفتقر للعديد من الاصناف... اخذت الممرضة تتكلم معي كعادتها بنبرة حادة طالبة مني عدم الاعتراض على ما تقول او تأمر وان اتناول افطاري بسرعة ومن دون اعتراض او تذمر.. ثم اعطتني العلاج .. رتبت حاجياتي المبعثرة بسبب استيقاظي طوال الليل انصرفت موصدة الباب خلفها...

انها بداية يومي الجديد لا شيء من التغيير... سوى صرخات المرضى التي تعتلي يوما وتنخفض في يوم اخر.. من دون ادنى استفسار من أي شخص فهذه مستشفى الامراض العقلية.. وكل شيء فيها متوقع...

ابتدأت استعد لفترة ما بعد الظهيرة رتبت نفسي وكأني في لقاء مع خطيبي... اسدلت شعري كما يُحب.. ووضعت مساحيق التجميل ذات اللون الترابي التي كان يفضلها لأنها تبرز ملامحي.. ارتديت وشاحا كان قد احضره لي عندما سافر الى زيارة بيت الله الحرام... لكن في هذه الاثناء ابتدأت اشعر بالدوار واخذ نفسي يضيق شيئا فشيئا، وابتدأت الذكريات تتكالب علي من كل حدب وصوب... تذكرت انني لست خارجة الى لقاءه بل سأخرج لأجالس من فقدو عقلهم مثلي.. عادت لي حالة الهستيريا من جديد وابتدأت بالصراخ ومزقت ما كنت ارتديه، واخذت انهال ضربا على نفسي من دون ان اشعر باني بذلك افعل شيئا مخالفا او معيبا.. وما بعد ذلك لم اتذكر ماحدث او يدور في بالي بشكل مشوش لكن دائما بعد ان اعود الى رشدي واستعيد هدوئي يخبرني  الطبيب النفسي بما فعلت... ولا يسعني حينها سوى البكاء..

اعذروني بسبب ما افعل... فقلبي ممتلأ بالخوف والوحدة والالم والآهات.. فمن كان سيصبح زوجي قتل امام ناظري في يوم كانت شمسه دافئة كدفئ منزلنا الذي حلمنا ان نسكن به... قتل امام عيني،  برصاصة غدر تخللت قلبه الذي اعتصر الما عندما شاهد عيناي مغرورقتان بدموع الفراق، وهو مرمي بين احضاني كعود ياس جف من البرد.

لم يسعني حينها ان اقدم له أي شيء... فقد تيبس فيّ كل شيء حتى مشاعري  أصبحت متيبسة كخشبة صلدة... انتهت حياته  بعد ثواني من اطلاق تلك الرصاصة.. وانتهت حياتي معه.. وكأول مشروع نحو النهاية هو وجودي في مستشفى الامراض العقلية. 

انها السنة الخامسة من استشهاد خطيبي "علي" انقضت الأيام العصيبة... وابتدأت حالتي بالسير نحو الاستقرار النسبي لكن ليس تماما، تراودني دائما كوابيس عن تلك اللحظة.. اشعر بأني اعيشها كل يوم... أرى خطيبي في المنام اعاتبه لتركه لي وحيدة وبائسة... يخبرني بانه رحل شهيدا وسيلتقي بي يوما ما في مكان آمن خالي من الطائفية ومن القتل على الاسم والهوية.

الحياة
الموت
الارهاب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    خيوط التحرر أم أغلال الأسر؟

    النشر : الثلاثاء 02 آب 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    معلمة هندية تساعد طلابها المحتاجين على الدراسة.. تعرّف على قصتها

    النشر : الخميس 23 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أهم العادات التي تؤدي إلى تدمير الحياة الزوجية

    النشر : السبت 13 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ضحية حُلم!

    النشر : الأحد 04 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    من مقومات السعادة الزوجية: السكن المستقّل

    النشر : الأحد 28 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف يساعد الشاي على التخلص من دهون البطن؟

    النشر : الأحد 30 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3318 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3318 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2323 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 23 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 23 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 23 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة