• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في الطريق اليهم

نجاح الجيزاني / الثلاثاء 14 آب 2018 / منوعات / 2677
شارك الموضوع :

ها انا اليوم ألملم شتات نفسي المبعثرة، استجمع بقايا شجاعتي، امشي بتؤدة نحو ذاك المكان الذي ضمّ ذكريات من رحلوا، وخلّفوا في سويداء قلوب احبت

ها انا اليوم ألملم شتات نفسي المبعثرة، استجمع بقايا شجاعتي، امشي بتؤدة نحو ذاك المكان الذي ضمّ ذكريات من رحلوا، وخلّفوا في سويداء قلوب احبتهم حزنا مقيما، لن يبرحوا عليه عاكفين.. حتى تزول لواعجهم، وحرقة كانت تنغّص عليهم عيشهم، من يدري لعل الزمن يتكفل بمحو الاثار، ويبلسم جراحاتهم المثخنة.

في الطريق اليهم اسعى لان اكون دافئة ورصينة ومتعاطفة، لم ادخل هذا المعترك من قبل، ولم اجرّب حظي لمواجهة كهذه، ها انا الان سمحت بسيل من الاسئلة تقترب من رأسي.. انها تبدو كسكاكين لو اطلقتها هكذا بلا معرفة بما ستتركه من انطباع عند من يسمعها، لكنني لن أسمح لنفسي بطرقها طالما انني لم ارتبها داخل رأسي، ماذا سيقولون عني لو اطلقتها دون مراعاة  لمشاعر ام او اب او اخت او ابن؟! ياالهي كيف الخروج من هذا المأزق الذي اوقعت نفسي فيه؟! ولماذا أبديت اصرارا غبيا للذهاب معها لمقابلة ذوي الشهيد؟ لماذا حشرت انفي في ما لا يعنيني؟  واعلم كم انني افتقد لرباطة الجأش التي ينبغي التحلّي بها في هذه المواقف؟ يا الهي هل اتراجع الان ام اكمل المسير ياترى؟.

سمعتها تقول لي: لقد اوشكنا على الوصول يااختاه.

لقد أُسقط في يدي، وليس هناك متسع من الوقت للهروب او حتى الاختباء.. يا الهي كيف استطيع الصمود في محنة مفجعة الى حد التشظي؟! وماذا يبدو موقفي وانا اوجه اول رصاصة نحو قلب والدة مفجوعة بابنها؟ ياالهي؟! هل سأقول لها: كيف وصلكِ خبر استشهاد ولدك؟ وكيف تلقيتِ خبر ذبحه بدم بارد من يد داعشية آثمة؟ ام اقول لها: ماذا كانت ردة فعلك كأم وانت تستلمين رأس ولدك بلا جسد؟

انني الان في موقف لا أُحسد عليه.

طرقنا الباب، واذا بنا امام رجل كبير.. الوقار سمته والحزن سحنته والدمعة تترقرق في مآقيه.. رحبّ بنا بعد ان سألنا ان كنا نحن المعنيين باجراء اللقاء بشأن الشهيد، اجبناه بالايجاب.. دخلنا وليتنا لم ندخل.

طلب منا ابو الشهيد ان لا نلتقي زوجته، فهي قد اقامت في غرفة الشهيد في الطابق الثاني منذ ان وصل خبر استشهاده، لا تغادر غرفته منذ ذلك الوقت.. انها تنتظر عودته..  فهي لا تصدق انه استشهد، بل هي لا تعرف اننا لم نستلم سوى رأسه!.

هنا فقط توقف الزمن بنا.. دارت عيوننا في افق مكفهر، غصت افواهنا بالكلمات، حتى اننا لم نحسن استخدام اي كلمة تضامنية لهذا المشهد المأساوي الذي وضعنا انفسنا فيه.. ربّاه رحماك اي الهي.. ايّ قلب يتحمّل هول هذا المشهد؟! ايّ لوعةٍ انطوت عليها جوانح أب مهيض الجناح؟ وايّ فاجعةٍ كبيرة حلّت بهذا البيت الصغير؟!

انصرفنا بعد ان نالت عيوننا قسطا من البكاء، في حضرة والد رُزء من دنياه بأثنتين.

الشهيد
العراق
قصة
الحزن
الوطن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    آخر القراءات

    التنمية الإدارية في عهد الإمام علي

    النشر : الأربعاء 29 آب 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الإمارات تطلق أول روبوت عامل نظافة يقدم الخدمات في ميترو دبي

    النشر : الأثنين 18 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف تجعل نفسك أكثر جاذبية وتأثيرا؟

    النشر : الأربعاء 24 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    داخل الإطار الذكوري تصرخ حرية المرأة

    النشر : الأثنين 01 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    إفطار الدم وعيد الدموع..

    النشر : الأربعاء 06 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    حقوق المرأة وحرياتها: شعارات جميلة لمضمون قبيح

    النشر : الخميس 17 آب 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 828 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 735 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 414 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 412 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1244 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1208 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1058 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي
    • منذ 8 ساعة
    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات
    • منذ 8 ساعة
    فن الاستماع مهارة ضرورية
    • منذ 8 ساعة
    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة