قبّلت دميتها واستأذنتها للانصراف، اخبرتها بانها ستعود قريبا فهي ستخرج مع والدتها لشراء متعلقات عيد الميلاد، تخبرها: لوكنت استطيع حملك لأخذتك معي لكي نختار دميتي الجديدة معا، فقد وعدتها والدتها بأن تشتري لها دمية جديدة، تخبر دميتها بحب: ستكون لديكي رفيقة اخرى.
علامات الفرح والسرور قد بانت على وجهها المتوّرد، فاليوم عيد ميلادها الخامس، ويصادف في أيام مباركة من شهر مبارك أيامه كلها افراح.
خرجت تركض مسرعة، اخذت بيد والدتها، شدّتها بقوة وقبّلتها بحب.
أمي انتظري لحظة.. لا تتركيني فقد نسيت ان اضع قبعتي على رأسي وحرارة الشمس تؤذيني، انتظريني سأعود على الفور.
ليتها تركتها وذهبت.. لكانت ماتزال تلاعب دميتها الصغيرة..
لكانت لاتزال تسدل شعرها الاشقر فوق وسادتها كأميرة..
لكانت تنام وهي تستمع لحكايات سندريلا وسالي مثل كل ليلة..
آه من القدر.. و يا له من قدر!!
حملت بيدها دميتها الجديدة ذات الرداء الزهري.. تُكلم دميتها عن ما ستجده في المنزل وكيف انها ستعيش بسعادة معهم.
تخبرها عن رفيقتها في المنزل.. وعن لون فستانها وشعرها وتفاصيل اخرى.
تناديها امها: حبيبتي رقية اسرعي بالسير لنصل الى المنزل مبكرا فالجو حار و عيناكِ العسليتان اصبحتا حمراوين.
نعم فاسمها رقية تيمنا بابنة سيد الشهداء.... فقد حرمت والدتها من الذرية لعدة اعوام وطلبت من الله في ذكرى استشهاد يتيمة الحسين السيدة رقية ان يرزقها طفلة تقرّ بها عينها.
ركضت الصغيرة امام والدتها مسرعة كما طلبت منها... ركضت وليتها لم تفعل ذلك... ليتها لم تسمع ما قالته لها امها... ليتها لم تكن برفقة والدتها.. ولكن هل ينفع الندم!!
انفجرت السيارة وتناثرت اشلاء الطفلة نتيجة هول الانفجار، اما والدتها التي كانت تبعد عنها عدة امتار فرميت بعيدا مصابة بحروق وكدمات وفقدت الوعي نوعا ما.
افاقت تبحث عن صغيرتها لكنها وجدت الدمية مرمية على الارض، قرب جثة صغيرة مزّقت قوة الانفجار جسدها الجميل، وبدّلت لون ما تبقى من جسدها سوادا.
تقلّب أمها جسدها علّها تجدها على قيد الحياة، ولكنها تأكدت انها فارقت الحياة، استشهدت رقية وتركت خلفها أم لاقت الويلات لرؤيتها.
يخبرها القدر لست اول ام ثُكلت بفقد الأبناء والاحبّة، لست الأولى التي افجعها هول ما حدث لفلذة كبدها، لست الضحية الأولى، ففي كل زمان يقتل الأطفال على يد يزيد واولاد يزيد، ففي مجلس الكوفة قتلت طفلة الحسين وفي مدينة الصدر يُقتل أطفال محبي الحسين.
اضافةتعليق
التعليقات