• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أمير السلام..

فهيمة رضا / الثلاثاء 20 حزيران 2017 / منوعات / 3241
شارك الموضوع :

الهيام يا له من لص محترف يأكلني في ركن هذه الحجرة ببطء كالجذام، حين يتحدثون عنه تقف غصات متتابعة في حلقي لا أقوى على ابتلاعها، ففقدان الأب في

الهيام يا له من لص محترف يأكلني في ركن هذه الحجرة ببطء كالجذام، حين يتحدثون عنه تقف غصات متتابعة في حلقي لا أقوى على ابتلاعها، ففقدان الأب في الطفولة نار تحرق القلب..

لاتوجد كلمات في قاموس البشرية، كي أعبر عن إحساسي بفقد الامان... فأبي  ذلك الرجل الذي لن أنساه أبداً ولن يأخذ مكانه أحد... أيام جميلة مضت بلاعودة طوتها أغبرة الحنين، شاء القدر أن يشتعل قلبي بنارين نار الحب ونار الحرب!.

لازلت أتذكر لحظة وداعه عندما عزم على الرحيل إلى الجبهة كان في عجلة من أمره وكنا في حيرة من أمرنا، قال: أحارب كي تعيشوا بسلام ثم ذهب..

ولازلت أبحث عن معنى كلامه، عن أي سلام تكلم؟

وهل  كان يوجد السلام أصلا أم وعدني هكذا؟

 أظن انها كلمة توجد في قاموس الخيال (حقيقة) وفي قاموس الواقع (مجازا)! مع مرور الوقت أيقنت بأن هذه الكلمة أسطورة! لست متأكدة من صلاحيتها في واقعنا، بعد رحيله لم أنعم بلحظة راحة وأدركت ان أبي كان هو نفسه (السلام).. سلب مني كل شيء دون أن يشعر حين ترك حبيبته وحيدة..

ليته لم يرحل، مؤلمة هي الحياة عندما تصفعنا بواقع مؤلم، عندما تأخذ منا من نحب دون رحمة نبقى نحن فقط وكومة من الذكريات القاتلة، تمنيت أن لا يعيش أحد آلامي، من يعرف ماذا يعني الفراق غير ذلك القلب الذي تحمل الوجع القاتل؟

ولفراق الأب قصة جرح لا يشعر به إلا من عاش تفاصيلها، تمنيت أن لا يكتب أحد تفاصيل هذه القصة من جديد كي لا يشعر بالنزيف في خلايا جسده الهزيل.

الأب هو ذلك الجبل الذي يحفظك من قسوة الأيام.. ولكن ربما الأيام أقسى بكثير وتقسو علينا بشدة...

 ستغمض عينيك كي تجبر نفسك على النسيان ولكن دون جدوى، في كل مرة تجد نفسك بين تلك الصفحات العطرة من سجلات حياتك الممتلئة بالعنفوان الممزوجة بحب صادق وفجأة تفتح عينيك وتجد نفسك في سجنك البارد في ظلام أبدي..

يصبح جليسك الهم ويحتضنك الألم بقوة وتتشبث بك الدموع كي لاتبقى وحيدا، برأيك ياأمير ألم يكفيني هذا القدر من الألم؟ لازالت كلماتهم الجارحة مترسخة في خلايا دماغي عندما كانوا يسألونني ليس لديك أب؟!

وكنت أختنق من حجم الفراق الواقف في مجرى تنفسي وأتمتم، كان لي ولكن ذهب !

ذهب لأجل... ماذا؟

لأجلنا؟

لأجلكم؟

لأجل السلام؟

لم اعرف!!

لازلت غير قادرة على الوقوف، لم تَقْوَ ساقاي على النهوض ولكن بعد دخولك في حياتي، أشعلت نار الحياة في جسدي وأعطيتني الحياة من جديد، انت من علمني الطيران بعد ان كنت في سجن الوحدة وبمساعدتك إستطعت أن أنهض من جديد من تحت رماد الخيبة.

تعرف أنك لست سكنا فقط، أنتَ لِي روح الحَياة والحَياة كلهّا تختصر فيك، الم تقل لي، لن تشعري بالوحدة مجددا ماذا دهاك أنسيت؟

قلت بصوتك الرجولي أعرف مدى ألمك ولكن لو يتراجع الجميع من سيدافع عن الوطن؟

أجهشت بالبكاء بينما أسئلة كثيرة كانت تدور في خلايا دماغي، قلت لمَ أنت؟

هل إختفى الجميع كي تذهب أنت؟

لماذا في كل مرة أنا من يجب أن يتحمل الوحدة والغربة، أدركت حينها بأن الآلام قادمة كي تمزق آمالي، قلت سنعيش بسلام في يوم ما..

تعتريني قشعريرة وشعور غريب حين يذكر أحد هذه الكلمة أمامي ربما لم أتحمل سماعها لأنها في كل مرة تأخذ مني أغلى ما أملك !أو ربما وجدتها مجرد أسطورة لا تحمل في جوفها شيء! هيمن رعب عنيف على قلبي المسكين...

ذهبت أنت أيضا كي تهدي لنا السلام ولكن لازالت الأرض تنحب! ولكني فخورة بك لأنك لو لم تذهب لما بقيت الكرامة في هذا البلد، كنت من الممهدين للسلام العالمي، سيصفو الجو ذات يوم ويظهر الحبيب ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. 

عندي لك خبر سار؛ دمك لم يهدر أبداً، رجع داعش من حيث أتى ولم يبقَ منه شيء سوى نفايات على قارعة الطرق، سيرجع العراق كما كان بل وأفضل لأنه يحمل أسود شجعان يدافعون عنه، بذور السلام التي أودعها أبي وأمثاله  بين أحضان تراب الوطن في طريقها إلى نماء، سننعم برؤية جمالها ورونقها قريباً.

نم قرير العين يا أمير العطاء، عليك مني آلاف التحية والسلام.

العراق
الحروب
الارهاب
الشهيد
الوطن
السلام
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    شيء من براءة الأطفال

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    ‏حين تبدأُ الحياة... من الحياة!

    رايات تعانق السماء... تتجه صوب كربلاء

    آخر القراءات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    النشر : الخميس 14 آب 2025
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    نبات البيلسان.. فوائد وأضرار

    النشر : الأربعاء 08 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الضوضاء البيضاء: هل هي حقا وسيلة نافعة؟

    النشر : السبت 29 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    خفايا العقل: اكتشف كيف تحجب النقاط العمياء الحقيقة عنك!

    النشر : الأحد 29 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    بُعث رحمة لحياتكم فلا تجعلوا منها نقمة

    النشر : الخميس 04 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الحساسية الربيعية... تمنعنا من الاستمتاع باجواء الطبيعة

    النشر : الأثنين 16 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1317 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 814 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 717 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 413 مشاهدات

    علمتني كربلاء: مذكرات طفلة في طريق الأربعين

    • 396 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1317 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1242 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1200 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1057 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين
    • الأحد 17 آب 2025
    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟
    • الأحد 17 آب 2025
    شيء من براءة الأطفال
    • الأحد 17 آب 2025
    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء
    • الأحد 17 آب 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة