الأعمال التي يمارسها الإنسان تنقسم إلى قسمين القسم الأول أعمال دنيوية، القسم الثاني أعمال أُخروية، أما الأعمال الدنيوية فإنها تهدف لنجاح الإنسان في الحياة الدنيا وتحقيق الرفاه لهُ فيها، وأما الأعمال الأُخروية إنها تهدف للسعادة الأبدية والخلود في نعيم الآخرة وهي تتناول سلوك الإنسان في علاقته مع خالقه ومع نفسه ومجتمعه ومع أُسرته ومِن الخطأ أن يصل الإنسان بين الدنيا والآخرة ذلك أن الله عز وجل جعل الدنيا مزرعة الآخرة فكيف تكون المزرعة منفصلة عن الثمرة.
فمن الضروري أن يجعل الإنسان أعماله الدنيوية بحيث تصب في قناة الأعمال الأُخروية لا خارج عنها فإذن يلزم أن ينظم أوقاتنا وساعات حياته على الأمور التالية حتى يربح الدنيا والآخرة معا.
أولا_ العبادة ومناجاة الرب، قال الله عز وجل: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وجاء في الدعاء المروي عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام): اللهم أجعل لنا في كل ساعة من ساعاته حظا من عبادك ونصيبا من شكرك وشاهد صدق من ملائكتك.
ثانيا_ تصدي المرأة في داخل البيت لتوفير ضرورات الحياة السعيدة ومستلزماتها اما الرجل فعليه بالكسب والتجارة وما شابه خارج المنزل قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): جهاد المرأة حُسن التبعل. وقال (صلى الله عليه وآله): ومضمونه كل امرأة تقوم بنقل شيء من مكان إلى مكان آخر في بيت زوجها قاصدة الخدمة ينظر الله اليها بالرحمة ومن كان في رحمة الله سبحانه وتعالى فهو في أمان من عذاب الله وقال (صلى الله عليه واله): بالنسبة للكسب والتجارة البركة عشرة أجزاء تسعة أعشارها في التجارة وعن الإمام الباقر (عليه السلام) أني لأبغض الرجل أو أبغض للرجل أن يكون كسلانا عن أمر دنيا ومن كسل عن أمر دنيا فهو عن أمر آخرته اكسل وعن الإمام الصادق (عليه السلام): ما من إمرأة تسقي زوجها شربة من ماء الا كان خيرا لها من عبادة سنة. وعن النبي (صلى الله عليه وآله): من كان من كد يده مر على صراط كالبرق الخاطف والكثير الكثير من الأقوال بهذا الخصوص.
ثالثا_ صلة الرحم وزيارة المؤمنين قال رسول الله (صلى الله عليه واله): صلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر. وقال الإمام الصادق (عليه السلام): من زارأخاهُ في الله ولله جاء يوم القيامة يخطر بين قباطي من نور لا يمر بشيء ألا اضاء له.
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): تزاور في بيوتكم فإن ذلك حياة لأمرنا رحم الله عبدا أحيا أمرنا والذي يظهر من هذه الرواية 1000 إن زيارة الأخوان لها فضل بل فضائل كثيرة وفيها الأجر العظيم دنيويا وأُخرويا وينبغي أن تكون زيارات هادفة ومثمرة ومشتملة على ما فيه مرضات الله.
إن هذه الزيارات ينبغي ان تصب في إحياء أمر أهل البيت الاستراحة والترفيه والترويح عن النفس يشترط ان يكون ضمن الضوابط الشرعية يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) :ان ليلك ونهارك لا يستوعبان لجميع حاجاتك فاقسمهما بين عملك وراحتك ويقول الإمام الكاظم عليه السلام إجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات ساعتين لمناجاة الله وساعة لأمر المعاش وساعة لمعاشر الاخوان والثقات الذين يعرفون عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن وساعة تخلون لذاتكم في غير محرم.
رابعا_ التثقيف الذاتي كما وعد لقمان ابنه يا بني اجعل في أيامك ولياليك وساعاتك نصيبًا لك في طلب العلم فانك لن تجد له تضيعا مثل تركه فلابد للانسان أن يخصص ساعاته في اليوم لرفع مستواه من الناحية العلمية والثقافية بالمطالعة والتعليم والتدريس والتثقيف والخطابة وتشكيل المجالس وإلى آخره فليس شيئا أفضل من عند الله من طلب العلم فالعلم رأس الفضائل وغايته وزين الأغنياء وجمال الفقراء وسلاح على الأعداء كما جاء في الروايات، فيقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): تعلم العلم فان تعلمه حسنة ومدارسته وتسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وهو عند الله لأهله قربا لأنهُ معالم الحلال والحرام وسالك بطالبه سبيل الجنة وهو أنيس في الوحشة وصاحب في الوحدة وسلاح على الأعداء وزين الاخلاء يرفع الله به اقواما يجعلهم في الخير ائمة يقتدى بهم ترمق واعمالهم وتقتبس آثارهم.
خامسا_ محاسبة النفس وتسكيتها، يقول الإمام الكاظم (عليه السلام): ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنا إستزاد وإن عمل شيئا استغفر الله منه وتاب إليه. وقت الانسان مع ذاته تعطيه الإنسان فرصة التعرف على اخطائه ونقاط ضعفه وتدفعه لتطوير ذاته نحو الأفضل يقول الإمام علي ثمرة المحاسبة المحاسبة صلاح النفس.
سادسا_ التفكير في نعم الله ومخلوقاته جاء عن أبي عبد الله (عليه السلام): تفكر ساعة خير من عبادة سنة. قال الله تعالى إنما يتذكر أولو الألباب. وقال (عليه السلام) أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته. وذلك لأن ممارسة التفكير تثبت الإيمان والعقيدة في القلب وتنمي العقل وتحسن السلوك.
سابعا_ الناس وقضاء حوائجهم عين الامام أمير المؤمنين أن الله تعالى ان لله تعالى عبادا يختصهم الله بالنعم من منافع العباد فيقرها في أيديهم ما بذلوها فان منعوها نزعها منهم ثم حولها إلى غيرهم.
ثامنا_ تخصيص ساعة في اليوم لتربية الأولاد وتوجيههم دينيا وثقافيا وذلك عبر تشكيل الندوات العائلية وطرح القصص التربوية والهادفة تعليمات فقهية ودينية وعلمية للأبناء تلاوة كتاب الله والدعاء والذكر وزيارة أهل البيت.
وأخيرا حاولوا أن تستفتحوا نهاركم بالخير وتختموه بالخير كما قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله): من استفتح أول نهاره بخير وختمه بالخير قال الله لملائكته لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب، وقال الإمام علي بن الحسين (عليه السلام): ان الملك الموكل على العبد يكتب في صحيفة اعماله فملوا بأولها واخرها خيرا يغفر لكم ما بين ذلك.
والخلاصة إن العمل المتميز من ناحية الكيفية وان كان قليلا والذي يؤدي في ظرفه المناسب وزمانه اللائق به اثمن وأنتج من عمل كثير صدر في وقت غير مناسب. فاحذروا افات الوقت فهناك الكثير من الافات التي تتلف في وقت الانسان وتلتهمه فيلزم التغلب عليها ومنها الفراغ واللغو قال تعالى في وصف عباده المؤمنين (واذا مروا باللغو مروا كراما).
وقال الله تعالى: (ومن الناس من يشتري له الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم).
اضافةتعليق
التعليقات