العقيدة الراسخة والمعرفة السديدة والاعتقاد بالموعود وظهوره يستلزم الاعتقاد بأحقية الدين الاسلامي وما يجري عليه من توابع وضرائب فهناك من يقتل هذه الاعتقادات وهناك من يزرع الشك في قلوب الضعفاء فمازال الصراع قائم بين الحق والباطل وسفك الدماء التي حرم الله سفكها تجد أن الشيعي المنتظر مهدور الدم كما حصل قبل أيام من قتل مجموعة من الشباب المنتظرين في مدينة القطيف والتي لا تزال دمائهم ترتفع مع كل صوت (الله أكبر). لم نسمع عن اعتصام العرب أو حتى بيان حول هذه الكوكبة التي قتلت قبل أيام .
بينما على طفل صغير وقع في بئر نقلت وسائل الاعلام أدق التفاصيل بالدقائق عن أوضاعه حتى خروج جثته واعلان حالة من الاتحاد العالمي على قضية قد تكون سوقت أكبر بالاعلام بينما سقوط كوكبة في عمر الزهور وفي مدينة تعتبر من المدائن العربية لا نجوى ولا ضمير .
والجواب كما هو معروف منذ سالف الأزمان أنهم شيعة وهذه ضرائب ولائهم حتى أصبحنا نسير بسائر الأئمة هم أيضا كانوا في الأغلب يعيشون في غربة ومظلومية، وكانوا محرومين من حقوقهم فكيف نحن في زمن الانتظار .
حينما سُئل الإمام العسكري (عليه السلام) عن حال ضعاف الشيعة في زمن الغيبة كان حديثه صلوات الله عليه بأنّ ثمّة من سيقيّضه الله سبحانه وتعالى لكي يستنقذ هؤلاء..
من هو هذا الذي سيقيّضه الله سبحانه وتعالى لكي يستنقذ هؤلاء؟ ومن هو هذا الذي يقيّض الله سبحانه وتعالى له هذا التوفيق في أن ينقذ يتامى وضعاف الشيعة..
هذا الغيور الذي ينبري للدفاع عن عقيدته وإيضاح هذه العقيدة في مقابل كلّ هذا الجهل الذي تشترك به قوى الحرب الناعمة والحروب الحاقدة والجهلة والمنافقين والمنحرفين وما إلى ذلك..
ولكي نصوّر طبيعة الغيرة هنا نشير إلى ظاهرة يمكن أن نتلمّسها حينما نُستَفَز في أيّ قضية تتعلّق بقضية شخصية أو قضية سياسية نؤمن بها، كيف يمكن أن نرى اندفاعنا للوقوف أمام هذا المسّ وقطع دابر هذا المسّ؟
سنحمل الهموم وتعترينا الكثير من الحالات النفسية التي تعبّر عن تألّمنا من هذا المس الذي حصل مع أنّها من الأمور التي لا قداسة فيها، ويمكن أن يختلف فيها الإنسان مع غيره، وليست من الأمور الجوهرية.
التساؤل الذي يُفترض بالمنتظِر أن يقف أمامه طويلاً هو لماذا ترتفع غيرته حينما يُمَسّ بشخصه ولا ترتفع غيرته حينما تُمسّ عقيدته؟
ولماذا تأخذنا كل أسباب الهمّة للدفاع عن شخوصنا وأوضاعنا السياسية الخاصة والحزبية ولا تأخذنا تلك الهمة حينما يجب علينا أن ننبري للدفاع عن إمام زماننا صلوات الله عليه وعن عقيدته؟
حينما تجد في نفسك أنّك غيور على ذاتك أكثر من إمامك فلست بمنتظر.. وحينما تجد في نفسك أنك تغار على ذاتك بمقدار إمام زمانك فلست بعاشق.. وحينما تجد نفسك غيوراً على إمام زمانك أكثر من غيرتك على شخصك.. عندئذ أبشر فقد التحقت بمسيرة أصحاب الحسين عليه السلام..
اضافةتعليق
التعليقات