تعد ظاهرة العنف ضد المرأة من الظواهر البشرية القديمة قدم البشرية، والعنف يشمل كل أنواع الإيذاء الجسدي والنفسي المتعمد الذي تواجهه المرأة من المجتمع بشكل عام والزوج بشكلٍ خاص.
ورغم سن القوانين ووضع التشريعات التي تجرم هذا الفعل ومطالبات جمعيات حقوق الإنسان لم تقطع جذور هذه الظاهرة، ولكنها تقلصت بعض الشيء إلاّ أنها موجودة إلى يومنا هذا وتنتشر بنسب عالية في المجتمعات الفقيرة والأمية وتقل نسبتها في المجتمعات المثقفة.
وفي الآونة الأخيرة ظهرت على السطح ظاهرة خطيرة وغريبة ألا وهي العنف ضد الرجل وراحت وسائل الإعلام تتداولها، فهل عنف المرأة ضد الرجل ردة فعل لعنف الرجل ضد المرأة الذي تجرعته منذ الأزل؟ وهل يمكن اعتبار حالة عدم المساواة التي تطالب بها بعض النساء سبب في ممارستها العنف ضد الرجل؟، أم سببه انحلال أخلاقي وفكري أم مجرد تهويل إعلامي لحالة نادرة الوجود؟.
الدكتورة النفسية بشرى حسون عبرت عن رأيها قائلة: العنف الموجه على كل دابة على الأرض يرفضه الدين والقانون بشكل قاطع، أما عنف الإنسان لأخيه الإنسان فالأصح يقال عنف أسري أو مجتمعي أياً كان المستهدف لما يسببه من إيذاء جسدي ومعنوي وتبعات نفسية تحطم شخصية الفرد، وبهذا الخصوص الأمر يعود لشخصية الرجل فمهما حاولت المرأة أن تتنمر عليه لا تستطيع إيذائه إذا كان صاحب شخصية قوية والمرأة التي ترى شخصية الرجل ضعيفة ومهزوزة وليس صاحب قرار سيحفزها لعدم احترامه واستغلاله.
وأود أن استشهد بالقانون الفيزيائي القائل (لكل فعل ردة فعل) فربما يكون عنفها دفاع شرعي ضد ممارسات عنيفة تواجهها من قبل الزوج، فالمرأة العنيفة في تصرفاتها مع زوجها بالتأكيد هناك خلل ما يدفعها لتستخدم تصرفات سيئة وهذا الخلل إما يكون سببه الزوج أو مشاكل نفسية تواجهها في حياتها ولكنه بكل الحالات يعد سوء تصرف، وأنا أرى إن العنف ضد الرجل مجرد تهويل إعلامي لا أكثر.
السيدة شيماء علي تقول: عندما تكون المرأة كارهة لزوجها لأي سبب سواء كان لضعفه أو قسوته أو بخله أو يكون زواج قد تم بالإجبار أو يستغلها ماديا فتكون ردة فعلها انتقامية فتتجاوز عليه لفظيا وتجرح مشاعره أو تنتقص منه أمام المجتمع وهناك سبب آخر وهو تأثر البعض بالحياة الأوربية لما تنقله لنا العالم الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن المرأة التي تراعي الله في تعاملها مع زوجها بالتأكيد لا تتجرأ على هذه الأفعال مهما تلقت السوء من زوجها، وربما هناك عنف معنوي من الزوجة مثل الألفاظ الخشنة أو المسيئة ولكن لا أعتقد هناك عنف جسدي ضد الرجل من قبل المرأة وإن كان فإنه نادر الوجود خصوصا في مجتمعاتنا العربية.
المحامي خالد الشباني يقول: العنف ضد الرجل موجود ولكنه قليل في العراق وخصوصا في المناطق الوسطى والجنوب لأنه لازال يحافظ على التقاليد والعادات وللرجل هيبته أمام زوجته والمجتمع ومن يقول في العراق هناك عنف ضد الرجل فهذا تهويل اعلامي، أما في كردستان فهناك نسب العنف في زيادة ملحوظة والأسباب هو المساندة الكبيرة لحرية المرأة والمطالبات بحقوقهن وهذا الأمر سخرته بعض النساء بشكل سلبي, فقد أعلن سكرتير إتحاد رجال كردستان برهان علي فرج يوم 7-1-2019 في مؤتمر صحفي في مدينة السليمانية، عن إرتفاع معدل العنف ضد الرجال في إقليم كردستان حيث قال أن لجان الاتحاد سجلت 585 شكوى تخص العنف ضد الرجال إضافة إلى 150 محاولة قتل وتم تسجيل 5 حالات قتل في عام 2018 بحق رجال في إقليم كردستان.
أما رأي الناشطة فاطمة عبد الله فكان: العنف بكل أشكاله مرفوض لأنه دمار للبناء الاجتماعي والعنف موجود ويضرب بجذوره في عمق التاريخ وما نلاحظه في الآونة الأخيرة هو زيادة مساحة العنف حتى وصل حد تعنيف المرأة لزوجها وهذا سببه ضعف الوازع الديني ونفور القيم والأخلاقيات المجتمعية الصحيحة ولكننا لا نريد أن نضع العنف بخانة المرأة أو بخانة الرجل، فالرجل والمرأة لهم حقوق وعليهم واجبات ويجب مراعاتها والعمل بها، وكلما اقترب الإنسان من الله ابتعد عن السلوكيات الخاطئة.
السيدة أم محمد أبدت رأيها مستغربة كيف يطرق هذا الموضوع قائلة: أولا النساء بالمجتمع العربي هن المهمشات بكل شي ولو أردنا أن نعد العنف والظلم الموجه ضد المرأة لامتلأت القواميس، أما حرية المرأة فهو مجرد اسم غير مطبق للأغلبية العظمى، والرجل بالمجتمع الشرقي بيده السلطة العليا وهو المتنفذ وهو من يضرب ويعنف ويهمش المرأة والمجتمع يعطيه الحق في كل أفعاله على مر العقود، والعنف ضد الرجل مجرد تهويل إعلامي ولا وجود له من الصحة.
العنف بكل أشكاله يحتاج إلى تشريعات قانونية رادعة، واهتمام من قبل علماء النفس والتربية والاجتماع من أجل إجراء دراسات علمية تسعى لوضع حلول ناجحة والعمل على تطبيقه، والعنف ضد الرجل من الظواهر التي تبعث الخوف والقلق في نفوس الناس لأن انتشارها دليل على ضعف الدين والعقل والانحلال المجتمعي.
اضافةتعليق
التعليقات