قيلَ بأنهُ لا يمكن أن تعطي للشيء ما يستحقه من الحق مالم تعرفه حق المعرفة..
لذلك في كثير من الأحيان قد تعطي وتبذل الكثير، وتجتهد وتقدم، وتعتقد بأن هذا هو الصواب، وأن هذا العطاء هو الذي سينجيك وينقذك ويعود عليك بالنفع المادي أو المعنوي، الدنيوي أو الأخروي.. - جهلا منك -، وأذا بهذا العطاء يكون هو لسبب أو لآخر هو سبب شقائك وهلاكك، ويكون حالك كالذين يحسبون أنهم يُحسنون صنعا، وهم من الأخسرين أعمالا الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا..
بل ويكون - سعيك - هو من السبب في الأساءة والتشويه لمن تعتقد أنك تفعل ما تفعل لخدمته..
وهذا ما نراه في واقعنا مع الكثيرين ممن -يعتقدون - أنهم منتمون الى رسالة ومبادىء الأسلام عامة والامام الحسين ورسالته -خاصة- .
ربما هو ذنبهم وليس ذنبهم!! وذلك لأسباب تعود الى ما آنفنا من الذكر وهو -قلة المعرفة - أو الجهل الذي يلف مجتمعنا في أغلب المواضيع ومنها قضية الأمام الحسين -عليه السلام - وأهدافه ومبادئه ذات القيمة العالية التي نعلم كما يعلم أعدائه بأنها اذا ما طُبقت في مجتمعٍ ما، فأنها سوف تكون كفيلة لنهضة هذا المجتمع وأرتقائه وأصلاحه، حيثُ لا سلطانٌ جائر، ولا جائرُ يطغى، ولا طاغٍ يحكم ولا يدٌ تُعلى على يد الحق..
حيثُ المساواة والكرامة التي تقاس بمقياس التقوى فقط "أن أكرمكم عند الله أتقاكم " وليس أغناكم، ولا أكثركم نفوذا ولا أوفركم أتباعا ولا أسمعكم كلمتا..
حيثُ لاقوّة تسود على الضعف، وحيث الضعيف عزيزٌ حتى يؤخذ الحق له، والمستبد ضعيفٌ ذليلٌ حتى يؤخذ الحق منه..
لذلك نحنُ بأمس الحاجة الى أن نلبي نداء - ألا من ناصرٍ ينصرنا -
هذا النداء الذي يتعدى الزمان والمكان، هو كالضوء السرمدي الذي يخترق التأريخ ماضيه، حاضرهُ ومستقبله ويمتد بأمتداد الأجيال..
كدعوة مجانية أبدية من الأمام الحسين -عليه السلام- لنا أن اجيبوا واعيتنا وكونوا معنا وأنصرونا، بخُلقٍ عظيم، بوعيٍ ورُقي، بمجتمعات نباهي ونضاهي بها الأمم على أن محمد وأهل بيته منها..
لكن هيهات لهذا ان يتحقق إلا عن وعي ومعرفة، والمعرفة بالأمام الحسين صنفين مهمين كلاهما يدعم أستمرار الآخر:
- معرفة عاطفية -قلبية-
- معرفة عقلية - وعي وأدراك -
وكلتاهما يمكن أحيائهما بطريقين:
الأول: الأحياء الوقتي- المناسبات والشعائر-
الثاني: الأحياء الدائمي -في كل مجالات الحياة وتعاملاتها- وتطبيقها تطبيقا عمليا على ارض الواقع في كل حركة وسكنة، اذ لاخير في ابتعادك عن الاثم والتزامك بالفرائض أو بالخلق الفاضل إجلالا للموسم أو للذكرى، وانت تنوي العودة اليها بعده.. أو تعلن التزامك وانتمائك للحسين -عليه السلام- ومبادئه إسما ولقلقة لسان، وحالك وأحوالك كلها تنطق بأنتمائك ليزيد، فتكون كالذين قالوا للأمام سلام الله عليه- قلوبنا معك وسيوفنا عليك.
اضافةتعليق
التعليقات