في الفترة الأخيرة وما نشاهده اليوم من الزخم الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي يمكننا الجزم بأن المواضيع التي أثارت جدلاً كبيراً بين أوساط الرجال هو موضوع الانتخابات العراقية، وبلا شك هذا الأمر يبدو طبيعياً مع اقتراب موعد الانتخابات في العراق.
لكن هل نلاحظ نفس هذا الجدل في الاوساط النسائية؟
من المعروف أن المواضيع التي تثير الأوساط النسائية هي مواضيع الطبخ والموضة والمشاكل الاجتماعية التي لا تتعدى اطار المنزل، ولكن في نفس الوقت لا نستطيع ان ننكر وجود نساء فاعلات بالقضايا السياسية والاجتماعية في العراق، الاّ ان موقف النساء من العملية الانتخابية بشكل عام ينقسم إلى موقفين، الأول يتمثل بموقف ناشطة في السلك السياسي أو الإعلامي، تحاول جاهدة فرض موقعها من خلال الترشيح المباشر في البرلمان، او التفاعل الإعلامي المؤثر، فتجدها كتفاً بكتف الرجل تحاول إدارة شؤون البلد والقضايا التي تتخصص بها من خلال موقعها النسوي المشرف، حتى لا ينقطع صوت المرأة وتبقى بعيدة عن متغيرات الوضع الحالي، وتتفرد الساحة بالرجال فقط.
أما الموقف الآخر، فيتمثل بنساء لا يجدن ما يربطهن بالسياسة شيء سوى الحبر الأزرق الذي ستلون به اصبعها صبيحة يوم الانتخابات بعدما يقرر عنها زوجها أو المقربين منها اسم المرشح الذي سترسم بجانبه علامة الصح، هذا إن لم تلتهي بأمور المنزل وتنسى موعد الانتخابات وتقف دور المتفرجة وتتحجج بأن مصير العملية الانتخابية لن يقف على ابداء صوتها، وهـذا كـثـير ما نسـمعه من الذين لا يبـالون في الـتصـويـت ويعـترضون على النتائج!.
هذان هما أبرز المواقف التي شهدت للنساء في العملية الانتخابية من كل مرحلة، مع سلبياتها وايجابياتها، ولكن في الفترة الأخيرة وبعد النهضة التوعوية والإعلامية التي مر بها العراق، لاحظنا لمسة تثقيفية عامة على المجتمع وبالأخص الشريحة النسوية، فبعدما دخل العراق منطقة الخطر بسبب الإرهاب وداعش شاهدنا تكاتف الطاقات وبالأخص الشبابية منها والنسوية في الجوانب العسكرية والإعلامية والسياسية.
فكانت هناك ناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي مُحيطات بالوضع السياسي والعسكري اتم الإحاطة، تمثلنّ بجنود الكترونيات، تصدّينَ للغزو الثقافي بكل ما يملكّنَ من ايمان، خصوصاً بعد الهجمات الفكرية التي تعرض لها المجتمع من قبل داعش، بالإضافة الى كاتبات سخرّنَ اقلامهن في سبيل اعلاء كلمة الحق وتسليط الضوء على الأفكار التكفيرية والتشهير بالتضليل الإعلامي الذي يدعو إليه العدو للوصول الى المبتغى الاسود.
ومن المهم جداً استمرار هذه الحركات التوعوية في مواقع التواصل وحث النساء على استيعاب العملية الانتخابية، والخروج من دائرة التهميش وانكار الذات والتقليل من القدرات النسوية تحت مبدأ ان المرأة نصف المجتمع ويمكنها تغيير الواقع!.
والاهتمام بالمرأة والتركيز على دورها في هذا المجال سواء في اعداد مرشحات كفوءات أو التثقيف الانتخابي للمرأة في جميع مراحله ممن درسن القانون أو المهتـمات والناشطات بالجـانـب الانتخابي.
صحيح بأن البلد عاش حقبات زمنية صعبة جداً تحت قيادة أناس لم يستحقوا ثقة المواطن الذي ابدى صوته لهم، ولكننا نعيش اليوم وضعاً مختلفاً مع التصديات الكبيرة التي واجهها أبناء الوطن خلال هذه المرحلة، فما نأمله اليوم هو اختيار قادة اثبتوا وجودهم بأصعب الظروف التي عاشها العراق وراهنوا بأرواحهم عندما كان الوطن يحتاج وقفتهم المشرفة، ليكملوا المسير من الجبهة العسكرية الى الجبهة السياسية.
ومع وجود هذه الثلة الرائعة من النساء اللواتي اصبحنّ بتماس مباشر مع الاوضاع التي يعيشها العراق، نستطيع أن نطمئن على مستقبل البلد، لأن الأصوات التي سترفع هي أصوات حقيقية ومدركة للحق، وتعلم جيداً أهمية التصويت في هذه المرحلة، تسبقها دراسة والمام بالشخصيات المرشحة لتصعيد الشخصية التي تستحق قيادة العراق الجديد.
اضافةتعليق
التعليقات