اتي اليك كلما ضاق صدري لاعانق فيك السلام واغوص بعالم الشكوى لاذرف دمع مصائبي والنكبات، فأنت الحبيب الوحيد الذي سكن اضلعي منذ ان كنت صغيرة، اقفز امام سلسبيل الماء لارتشف منه قطرات قليلة رغم اني لست بعطشى!.
تغدق باحسانك على كل زائر وتستضيفه عندك حبا وتزيل عنه الالم وتخطف منه العجز، انت يا مولاي لست بصاحب ثورة فحسب وانما انت الضمير الذي يتغذى الحق منه، هناك من يظن اننا نحيي ذكر الحُسين "عليه السلام" لنمجد بطولاته او نبرهن ان حقه قد اغتصب! وهذا العذر يقدمه من لا يعرف ماذا تعني ثورة الحسين والثورة الزينبية والثورة العباسية..
نحن نحيي ذكراه وذكرى كل من والاه لانهم ثورة مقدسة وعظيمة في حق البشرية والعدل واستقامة الدين والحق، انهم ارادوا ان يثبتوا ان الدين حق والاسلام الحقيقي لله تعالى من اهم شرائع الله "جل جلاله" اجمع واستطاعوا ذلك.
آل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام هم ينبوع الفضائل وقائمين في قمة الشهادة.
كلما هممت بزيارة الامامين الشريفين الحسين واخيه العباس "عليهما السلام" اسأل الزائرين في اضرحتهم ماذا يجدون في زيارتهم فأجد اجابات كثيرة ومتلونة جميعها تدل على فكرة واحدة ألا وهي ان المسلمين يستلهمون من زيارتهم ايمان القديسين واحترام الحياة وقوة عظيمة في تفريغ التعب الذي انهك القلوب والاجساد.
ان زيارتهم مهرب من الارهاق العقلي والجسدي، ولمن يرغب ان يفهم قيمة الزيارة ما عليه سوى ان يتمعن التفكير في تلك الجمل التي يرددها الجميع في مناسبات الحزن او الفرح والابتهاج، سيلاحظ ان الافكار الايمانية تصطف امام عينه صفوف طويلة من البطولات والاخلاص وروح التضحية وغيرها من الامور التي ستبني في داخله رمزا للعدل يجسده جند الله الذين قدموا تنازلا عن حياتهم مقابل ان يسمو ذكر الله تعالى.
الحسين راية في النفس ونهضة بالعقل وشريعة في الروح ومنهاجا في الفكر..
ان اتباعه "عليه السلام" يقيمون مجالس العزاء والفخر في قلوبهم قبل ان تقام في الشوارع والطرق، فتاريخ ال البيت اجمع "عليهم افضل الصلاة والسلام" ابيض كالقطن وناصع كخيوط الصباح ورائع كعطر الياسمين.
وكل التواريخ تشهد ان كل صفحات تاريخهم تخلو من الظلم او المعاداة او العداون وماشابه لانهم من انقى الانقياء واسمى خلق الله تعالى وهم قبل كل شيء قضية العدل والمساواة والمؤاخاة وطريق لتحقيق غايات الرؤية الاسلامية الحقيقية قبل ان يكونوا روح لاجسادهم التي تقطعت في سبيل هدفهم السامي.
وروح العالم لن تستطيع ان تمحي القضية التي حارب الحسين "عليه السلام" من اجلها ومات على اثرها تاركا نساءه واولاده سبايا، وان منهج هذه القضية لن يموت ما بقي الدهر.
الذكريات الدينية التي لا تموت طيلة العمر ستكون تركة وارثا لاودلانا حين يتساءلون عن جدوى احياء حبهم وبالاخص مراسيم احياء ذكرى عاشوراء فان لم نترك لهم هكذا ارث سنعتبر خائنين للامانة التي أئتمنها الله لنا، ومن الواجب ان نكون مخلصين لجميع التضحيات التي اقيمت من اجلنا ومن اجل وضعنا على طريق الخير الذي اراده الخالق منا وقد وصلنا اليه حين تقطعت اجساد اصحاب الثورة الدينية.
اضافةتعليق
التعليقات