في الزمن الماضي كانت هناك امرأة تدعى (ام كريم) تدور من بيت الى بيت، تعرفها نساء الحي، من طرقتها للباب، ببساطة ادواتها ومعرفتها في التجميل لكنها كانت تعرف كل ما هو مفيد للبشرة، تجلب معها حقيبتها المرقعة ومعها (المقص، والخيط، الملقط، المشط الخشبي، الحنة، الباودر، وعلبة فيها الكحل البدوي الاصيل، ومجموعة من الخلطات)، يطلق عليها في المنطقة (ام كريم الحفافة)، نساء الحي قد تعودن على الحفافة (ام كريم) تزورهن باستمرار، وفي حال العرس تحضر ام كريم قبل يوم تجهز العروسة بنقش الحنة، وتنظيف وجهها من الشعر بوسائل بسيطة جدا وتستخدم الخيط والملقط، ولم تقتصر الحفافة على العروس فقط، بل اقرباء العروسة ايضا وتحصل مقابل ذلك على مبلغ من المال.
مهنة (ام كريم) لاتزال تمارس الى الان تحت عنوان (الحلاقة النسائية) ومع اختلاف الاجيال والادوات فلم تعد صاحبة المهنة تعمل بتلك الادوات البدائية، بل تطورت التقنيات الجديدة والأدوات حديثة الابتكار، ومراهم وزيوت للشعر وللبشرة، وقد تفننت اصحاب الصالونات في ممارستها، حتى انها اصبحت مركز لتجميل السيدات ولم تقتصر فقط على الحفافة!.
تجاذبنا اطراف الحديث مع صاحبة الصالون (زهرة الخليج) (د.. ا)، حيث قالت:
مهنة الصالون في هذا الوقت اصبحت مهنة من لا مهنة له، انتشرت بكثرة، وهناك اقبال من قبل النساء خاصة في المناسبات والاعياد، مما يجعلنا نتأخر في اغلاق الصالون في الليل لكثرة الزبائن، المعروف ان الصالون هو بيت لأسرار النساء فأسمع القصص واشاهد بعضها، خاصة ان كانت الزبونة عروسة، تحكي قصة خطبتها وتفاصيل حياتها القادمة، ويرحل الكلام معها، السنوات التي قضيتها في هذه المهنة (9) سنوات تعلمت اشياءا كثيرة، وعرفت ان النساء اذواق منها ما تحب ان تكون جميلة مدى الايام، واخرى تأتي للمناسبات فقط، والنوع الاخير من لديها الوهس التجميلي، تأتي كل اربعة ايام وتعمل (مناكير) وتعيد الخلطات وتنظف بشرتها، مع مساج خاص، النوع الاخير هم من متابعين الموضة ويبحثون عن كل ما هو جديد، الصالون اليوم هو عبارة عن كل ما يخص المرأة من فستاتين والماركات، تختلف الاسعار من الحفافة والقص الى صبغ الشعر وتخصيله، لكنها تبقى ضمن المقبول والمتعارف عليه.
وتقول السيدة (سارة عبد الحسين): من النادر ما تجد صالون نسائي محترف، وان كان محترفا فالسعر سيكون اغلى، عن نفسي لا اذهب الى الصالون إلاّ في حال المناسبات منها زواج اخي، او اقربائي، اما عن صبغ الشعر والحفافة انا من اقوم بها بنفسي فقد تعلمت ذلك من والدتي، فأغلب امهاتنا يعرفن الحفافة وطريقة الصبغ، والان كل شيء متوفر في الاسواق، وعن طريق الانترنت تعرف كل طرق الصالون، فكل ربة بيت هي صالون.
مواد التجميل وتطويرها عبر العصور
الملكة كليوباترا اول من استخدمت زيت الحلبة للعناية ببشرتها حيث أثبتت التجارب حالياً أنه يقاوم التجاعيد ويقضي على النمش.
يُعتقد أن النساء في حضارة سومر، هم أول من استخدم مستحضر التجميل أي قبل نحو (5000 سنة) حيث كسَروا الأحجار الكريمة واستخدموها لتزيين وجوههم، وتحديداً حول العينين والفم.
أحمر الشفاه: ذكر موقع (inventor spot) أن تاريخ أحمر الشفاه يعود إلى بلاد ما بين النهرين والتي تعرف بإسم العراق اليوم منذ أكثر من 5000 عام، حيث كانت النساء تطحن نوعًا من الأحجار الكريمة وتضعها على شفاهها وأحيانًا حول العين لغرض التجميل، وقد اخترع المصريون القدماء نوعًا من أحمر الشفاه ذي اللون الأحمر المائل للبنفسجي وصنعوه من أعشاب البحر واليود والبروميين والذي كان نوعًا سامًا من أحمر الشفاه ويؤدي لمضاعفات خطيرة على الجسم.
ومن اهم ادوات التجميل في العصر الفرعوني الشفرات الحادة، صنعتها من المعادن المختلفة، تحفظ في اكياس من الجلد حرصاً على اهتمامها في التخلص من الشعر الزائد، وهذا دليل على عنايتها ببشرتها ونظافتها، وهناك بعض الأدوات الإسفنجية التي كانت تستخدم في تنعيم الكعبين.
الكحل: له فوائد عدة، كانت المصرية القديمة تستخدم لأجلها الكحل، منها لإبعاد الذباب، منع العدوى، وحماية العين من وهج الشمس، حيث استخدمت عدة أنواع منها كحل الملاغيت، وهو عبارة عن خام أخضر من خامات النحاس، بالإضافة للكحل البلدي، الذي يحضر بإحراق بذور الكتان أو قشر اللوز.
الكحل من زمن الفراعنة: من أهم منتجات التجميل التي لا تستغني عنها أية امرأة، وكانت المرأة الفرعونية أول من استخدمت الكحل منذ أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وذلك بحسب ما ذكر موقع "Good housekeeping"، وكان الرجال أيضًا يستخدمون الكحل في مصر القديمة، بهدف آخر غير توسيع العين وهو حماية العين من آلة الشمس و"العين الشريرة"، وعاد الكحل ليصبح موضة منذ عشرينات القرن الماضي، بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، حيث كان شكل الكحل في الماضي مختلف عن شكله المتطور الآن، حيث كان كثيفًا للغاية وثقيلاً وأسود غامقًا "سموكي"، أما الكحل السائل فقد ظهر عام 1950 وفي وقتنا الحالي فقد تطور شكل الكحل وأنواعه ما بين السائل والقلم وغيرها وتطورت منتجات أخرى مثل: مظلل الجفون (آيشادو) ومحدد العين (آيلاينر)، وتعددت الألوان والأشكال بتطور مستحضرات التجميل.
تاريخ مستحضرات التجميل
الفراعنة أول من اخترعوا الكحل والحنة والماسكرا، أول قلم روج في التاريخ ابتكرته كليوباترا، استخدمت "روج" من مسحوق الخنافس والنمل.
أدوات التجميل: كان المشط أهم أدوات الزينة عند المرأة الفرعونية، صُنع من الخشب أو العاج، على شكلين مختلفين، أحدهما ذو صف واحد من الأسنان، والآخر ذو ناحيتين؛ واسعة لفرد الشعر، وأخرى ضيقة للتنظيف والتسليك، وهذا النوع الأخير موجود حتى الآن، ويصنع من البلاستيك، وتسمى “الفلاية”.
في العشرينات من القرن العشرين بدأ المكياج ينتشر مع رواج وشهرة السينما في هوليوود، وبدأت تظهر شركات تجميل جديدة، وفي عام 1930 بدأ انتشار أحمر الشفاه وأصبح أكثر شعبية ثم ظهرت ما سكرا "Mabelline"، وما بعد الحرب العالمية الأولى كانت تجرى جراحات تجميلية لإزالة آثار الشيخوخة، أما الفترة منذ عام 1960 وحتى عام 1970 ظهرت حركة نسوية ضد استخدام مستحضرات التجميل.
مسائل متفرقة في حكم التجميل
السؤال: هل حف الحواجب لغير المتزوجة حرام؟
الجواب: لا مانع منه اذا لا يعدّ زينة امام الاجنبي.
السؤال: هل يجوز حفاف المرأة؟
الجواب: يجوز بشرط أن لا تكون بارزة مفاتن وجهها للأجنبي.
السؤال: هل يجوز اخذ الشعر الزائد في الوجه بواسطة الخيط او الملقط وهل هو حرام او فيه كراهة؟
الجواب: يجوز ازالة الشعر النابت على الخدين بأي وسيلة نعم، ولا يجوز للرجال، على الاحوط، ازالة الشعر النابت على اللحيين والذقن الاّ مع عذر شرعي.
السؤال: هل يجوز عمل الوشم الملون على الحاجبين المسمى (التاتو) للنساء؟
الجواب: يجوز في نفسه ويجب ستره عن نظر الاجنبي ان عد زينة عرفا.
السؤال: سؤال عن الوشم اريد وشم اسم الامام علي (عليه السلام) على يدي، مالحكم؟
الجواب: لم يثبت استحباب ذلك شرعاً والاولى العناية بالاقتداء به بورع واجتهاد وعفة و سداد كما اوصى به (عليه السلام) ليكون الانتماء اليه (ع) زيناً له ولا يكون عليه شيناً.
اضافةتعليق
التعليقات