• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

روح الحسين.. وضياء العباس

منى المالكي / الأحد 10 آب 2025 / حقوق / 323
شارك الموضوع :

كربلاء ليست ذكرى تُبكى فقط، بل مشعل هداية، ومدرسة أبدية تُعلّمنا أن الرسالة أغلى من العمر

كيف أبدأ الحديث عمّن لا تفيه الكلمات؟ كيف أصف من كانت كل خطوة من خطاه نورًا يهدي الأحرار، وصرخة في وجه الطغيان؟ هل يكفي القلم، وهل يقدر القرطاس أن يخطّ ما يليق بمقامه؟

تقف الحروف خاشعة، ويجفّ المداد حياءً حين تُذكر كربلاء، ويُذكر الحسين، ويُذكر العباس (عليه السلام).. هناك، في تلك البقعة الطاهرة، ترقد بطولةٌ لا تنام، وتُروى ملاحم خالدة لا تعرف الفناء.

تأخذنا كربلاء من ضجيج الدنيا إلى سكينة الروح، ومن اضطراب الحياة إلى طمأنينة الإيمان، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الحق، ولا نور يُرى سوى نور الفداء.

العباس… روح الحسين وضياء البطولة

في عمق هذه المأساة العظيمة، يسطع نجم أبي الفضل العباس (عليه السلام)، حامل اللواء، وكافل العقيلة زينب، وقائد جيش الوفاء. هو روح الحسين، وسنده، وجدار الطمأنينة الذي احتمت به قلوب الهاشميات.

تعلّق به القلوب، وذابت فيه الأرواح حبًا وهيبة، لما رأت فيه من شجاعةٍ تُدهش، وكرمٍ يُدهش أكثر. لم يكن مجرد أخٍ، بل كان الوديع الأمين الذي تركه الإمام علي (عليه السلام) أمانةً لدى زينب، فلم يخنها لحظة.

حين افتقدته، قالت زينب وهي تتحسّس ألم الغياب:

“ضَيَّعت أخو يكسر الظهر… ساعد الله قلبك يا زينب، وقلوبنا معك.”

أيُّ قلبٍ هذا الذي يحوي كل هذا النبل؟ وأيُّ وفاءٍ هذا الذي جعله يرفض الخلود والملك في سبيل مرافقة الحسين؟ حين عرض عليه العدو القيادة والولاية، ارتجف العباس غضبًا وقال كلمته الخالدة:

“أتساومني بين الجنة والنار؟ بين النور والظلام؟ بين العلم والجهل؟”

فما كان منه إلا أن رجع إلى أخيه الحسين، يحمل بين كفّيه ضياء الموقف ووهج الإيمان، كأنهما الشمس والقمر وقد اجتمعا في لحظة قدر.

من مواقف التاريخ… حكمة بني هاشم

حين رأى أبو طالب عمّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، قريشًا تضع الأذى على رأسه الشريف، لم يحتمل المشهد. سأله بحزنٍ وغضب:

من فعل هذا بك؟

فقال: كبار قريش وسادتها.

فانتفض أبو طالب غضبًا، وأمر بالقصاص منهم، ليعلّمهم أن النور لا يُطفأ بالتراب، وأن شمس محمد لا تُحجب بأيدي الظالمين.

وهكذا كانت الهاشمية نبلاً وشرفًا وموقفًا، منذ أولهم إلى آخرهم… فالمعدن واحد، والرسالة واحدة، والدم النقي لا يَقبَل الذل.

كربلاء… الدرس الخالد

كربلاء ليست أرضًا فحسب، بل جغرافيا للألم الإنساني، وتاريخ للكرامة والإباء. لم تكن السيوف وحدها تتكلّم، بل تكلمت القلوب المؤمنة، وتكلم الصمت حين عجزت الكلمات عن وصف المأساة.

الحسين (عليه السلام) لم يحمل سيفًا فقط، بل حمل رسالةً إلهية، وسار نحو الموت الواعي لا عن جهل، بل عن وعيٍ بأن هذه التضحية هي التي ستحيي الأمة.

في كربلاء، سقطت كلّ الأقنعة، وتجلّى الحق في أبهى صوره. كانت الحرية تنادي، والكرامة تصرخ، والدم الطاهر يكتب على وجه الأرض:

“أن الحياة الحقيقية لا تُقاس بالسنين، بل بالوقوف مع الحق، ولو كنت وحدك.”

من أراد أن يفهم… فلينظر إلى الحسين، من أراد أن يفهم الحرية، فليتأمل في صرخة الحسين: “هيهات منّا الذلّة!”، من أراد أن يعرف العزة، فلينظر إلى رأس الحسين مرفوعًا على الرمح، لكنه أعلى من كلّ السلاطين.

من أراد أن يعرف الوفاء الحقيقي، فلينظر إلى العباس، وهو يُقدّم كفّيه فداءً، دون أن يشتكي، فقط ليحمل الماء لأطفال كربلاء.

ليلةً الحزن ونوحُ الأرض قد عَلَنا فيها العباسُ خرَّ وسيفَهُ انحنى، ساقي العطاشي قضى ظمآنَ مُحتسبًا، والنهرُ بكى دماً والدمعُ ما سكنا عباسُ سيف انكسرْ والنهرُ ممتلئّ، لكنْ عطاشى الحمى ما ذاقَهُ أبداً.

ختامًا… كربلاء ليست ذكرى تُبكى فقط، بل مشعل هداية، ومدرسة أبدية تُعلّمنا أن الرسالة أغلى من العمر، وأن الوقوف مع الحق لا يحتاج جيوشًا، بل قلوبًا لا تساوم.

السلام عليك يا أبا عبد الله، وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك، عليك مني سلام الله أبدًا ما بقيتُ وبقي الليل والنهار…

الامام الحسين
ابو الفضل العباس
عاشوراء
كربلاء
التاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    ماذا تعرف عن انصباب الجنب؟

    النشر : السبت 24 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    أرض البقيع تفوح بعطر الهاشميين

    النشر : الأحد 24 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    ملفات تفتح من جديد.. انتهاكات تعرضت لها المرأة البحرينينة أثناء الانتفاضة

    النشر : الأثنين 30 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    ماذا تعرف عن قبعات التفكير الست؟!

    النشر : الجمعة 08 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الثورة العلمية والإمام الصادق

    النشر : الثلاثاء 08 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    التفكير الإيجابي والثقة بالنفس في دورة من أنا الربيعية في جمعية المودة

    النشر : السبت 17 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 732 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 647 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 361 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 353 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 352 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 755 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 732 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 19 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 19 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 19 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة