قصيدة "هذا الغريب منين؟" هي واحدة من القصائد الرائعة والمؤثرة التي تصف حجم الظلم الذي تعرض له الإمام موسى بن جعفر الملقب بالكاظم (عليه السلام)، سابع الأئمة الاثنا عشر. يُذكر أن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) استُشهد في اليوم الخامس والعشرين من شهر رجب الأصب، وكان عمره 55 عامًا. نسأل الله أن يعظّم لنا ولكم الأجر في ذكراه.
بالإضافة إلى الاحتفاء بذكرى الإمام الكاظم (ع)، يجب أن نسعى للتعلم من أحاديثه المباركة. فإنهم لم يرحلوا لنبكي عليهم فقط، بل هم قدوة لنا في الدين والأخلاق والمبادئ.
أدعوكم ونفسي إلى أن نُذكِّر بهذا اليوم أحاديث الإمام الكاظم (ع) وأن نسعى جاهدين للتأثر بها وتطبيقها في حياتنا، حتى نكون أتباعًا حقيقيين لديننا الإسلامي. وسأذكر لكم بعضها:
1_ من وصية له (عليه السلام) لهشام :
" يا هشام مكتوب في الانجيل: طوبى للمتراحمين أولئك هم المرحومون يوم القيامة، طوبى للمصلحين بين الناس أولئك هم المقربون يوم القيامة، طوبى للمطهرة قلوبهم أولئك هم المتقون يوم القيامة، طوبى للمتواضعين في الدنيا أولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة ".
في ظاهر الحديث، إنه لهشام. أما في واقعه، فإنه لكل أتباعه عليه السلام. هذه الوصية تحثنا على الاهتمام بالأمور الروحية والأخلاقية. وتذكرنا بأهمية التسامح والعطف والرحمة، وأن المتراحمين هم الذين سيكونون محظوظين في الآخرة. كما تشجعنا على المصالحة والإصلاح بين الناس، وتؤكد أن المصلحين سيكونون قريبين من الله يوم القيامة. وتشدد على أهمية تطهير القلوب، فالأشخاص الذين يحققون هذا التطهير هم المتقون الذين سيحظون بالتوجه والسعادة في الآخرة. وأخيرًا، تشجعنا على التواضع في الدنيا، وتذكرنا أن الذين يتواضعون في الحياة الدنيا سيحظون بالمكانة العالية والشرف في الملكوت السماوي في يوم القيامة.
2 _ قال الإمام الكاظم (عليه السلام): "ان العبد السيء جداً لله هو من كان له وجهان ولسانان. فهو أمام أخيه في الدين يثني عليه، وبمجرّد ان يغيب عنه يقذع في هجائه، أو اذا مُنح اخوه المسلم نعمة حسده عليها وان تعرّض لمشكلة تخلّى عن نصرته."
هذا النوع من السلوك مع الأسف موجود وهو مؤشرً على ضعف الإيمان والصبر وعدم الاستقامة في العبادة. يجب على المسلمين أن يسعوا جاهدين لتحقيق التوازن في سلوكهم وأفعالهم وأن يكونوا مخلصين في إيمانهم وتعاملهم مع الآخرين.
3 _ قال الإمام الكاظم (عليه السلام): (التواضع هو في أن تسير مع الناس بنفس السيرة التي تحب أن يعاملوك بها).
التواضع هو سمة حسنة يجب أن نسعى لتطويرها وتجسيدها في حياتنا اليومية. فعندما نسير مع الناس بتواضع وتقدير، نصبح أشخاصاً أكثر قدرة على بناء علاقات صحية ومثمرة مع المجتمع من حولنا.
الآن بحق موسى ابن جعفر، أناديك أيها القارئ العزيز . انظر إلى داخلك، هل ترى قلبًا ينبض بالصفات النبيلة والإيمان الصادق؟ أم أن الدنيا قد سلبت منك هذا النقاء وهدمت حصونك الروحية؟ احرص على حماية نفسك من سموم هذه الدنيا الفانية، وألقِ بذور الخير في قلبك الطاهر. احفظ صفات العطاء والنبل والتواضع والرحمة في قلبك، ولتكن قلوبنا محطة لنشر الخير في هذه الأرض. لا تسمح للدنيا أن تعبث بقلبك وتبعدك عن القيم النبيلة التي يحمله.
اضافةتعليق
التعليقات