ناقش نادي أصدقاء الكتاب في إجتماعه الشهري (كتاب سبايا آل محمد) لمؤلفه الأستاذ نبيل الحسيني.. يبحث الكتاب عن أصل خروج النساء إلى المعركة عند العرب قبل الإسلام وبعده.. ومعنى السبي وتاريخه لدى العرب وغيرهم.. وكيفية تعامل رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع سبايا المشركين واليهود.. ويبحث في معنى المشيئة الإلهية والرجوع إلى القرآن والسنة المحمدية ودراسة هذا الوجود العلوي والنبوي لبنات رسول الله المسبوق بمشيئة الله والذي كان بحاجة إلى التأمل والتفكر والبحث كي نضع أيدينا على منهل جديد من مناهل المعرفة العاشورائية نشفي به قلوب المؤمنين بعد جدب الشبهات وتراكم التخرصات التي يتبوّق بها أشياع آل أبي سفيان بين الحين والآخر وهم يظهرون بمقاسات جديدة وألوان متعددة تتناسب مع الأزمنة..
وعليه: كانت هذه الدراسة ضمن مباحث خمسة حاول الكاتب فيها الإحاطة بما يشتمله العنوان من محاور ليفي بها حق هذه الدراسة وحسبما يفرضه عليه المنهج العلمي للبحث فبدأ بدراسة أصل خروج النساء إلى المعركة عند العرب قبل الإسلام وبعده لنعلم من أين نشأت هذه الفكرة؟ وهذا أولاً .
وثانياً: إنعطف على معنى السبي وتاريخه لدى العرب وغيرهم لنعلم أدخيلٌ هذا العمل على المجتمع العربي أم هو وليد هذا المجتمع؟
ثم توقف مع كيفية تعامل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع سبايا المشركين واليهود كي نضع أيدينا على الجرح في أن الطريقة التي تعامل بها (المسلمون) مع بنات نبيهم ليس لها مثيل في الأديان؟!
ثالثا: بحث في معنى المشيئة الإلهية والرجوع إلى القرآن والسنة المحمدية في بيان معنى المشيئة ودلالة قول سيد الشهداء عليه السلام: "شاء الله أن يراهن سبايا".
وهل هذا ينفي وقوع العقاب على الجناة؟
رابعاً: دراسة هذه الشخصيات التي أُبتليت بالسبي ومعرفة نسبتهن من علي بن أبي طالب عليه السلام فخلصت الدراسة في هذا المبحث إلى أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام سبيتُ له يوم عاشوراء عشر بنات تتقدمهن عقيلة الطالبيين وزينة أبيها علي أمير المؤمنين وابنة سيدة نساء العالمين وهو ما لم يقع لنبي من الأنبياء سوى سيدهم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تتعرض حرمه لهذا الابتلاء وبهذا العدد!.
خامساً: ثم ختم الدراسة بالبحث عن العلة في هذا الخروج للعيال وما هي الآثار التي حققها وجود النساء والأطفال؟ فكانت النتيجة: أنهن حققن من الإصلاح ما يوازي تلك الدماء الزكية التي سقت عقيدة الإسلام وحفظته..
ولم تزل عاشوراء بما حوتـه مـن مفردات وأحداث ومشاهد ومواقف وشخصيات محطة للتزود الفكري والدنيوي والأخروي وذلك أنها كانت ـ وبحق ـ خلاصة حركة النبوة والأنبياء (عليهم السلام) من نبي الله آدم (عليه السلام) وإلى أبي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أن التزود من هذه المحطة يعتمد على الوارد إليها فمنهم من يجد ضالته في الإلهام الشعري ومنهم من يجد ضالته في النجاة في الآخرة ومنهم من يجد ضالته في شحن روح حركته الجهادية ومبادئه التحررية ومنهم من يجد المتنفس لآلامه وهمومه ومنهم من يجد الحياة ولذلك: ضمت شخصيات اختارتهـا المشيئة الإلهية لتتجسد في حركتهـا حركة الأنبياء (عليهم السلام) في إعلاء كلمة التوحيد وحفظ الحياة التي عبث بها الطواغيت ..
فكان من بين هذه الشخصيات بنات النبوة وربيبات الرسالة وسليلات علي ابن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام ..
فمنذ أن قدر الله تعالى أن يختم النبوة بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن يجعلها من نسل عبد المطلب كذا شاء سبحانه أن يكون ذكر أبي طالب رضـوان الله تعالى عليه ملازماً لهذا السير النبوي والنـور الأزلي ليتشاطر الاثنان رزء يـوم عاشوراء وحفظ شريعة خاتم الأديان. فأبو طالب رضوان الله عليه قدم في يوم عاشوراء ثمانية عشر رجلاً شهيداً مـن أحـفـاده وخمسة عـشـر امـرأة مسبية شـاء الله أن يراهن مسبيات ومسلبات ومصلحات وشـاء الله أن يرى رجالهن وإخوانهن وأبناءهن مصلحين ومجاهدين ومبلغين لرسالات ربهم وشهداء مضرجين بدمائهم..
الجدير بالذكر أن الكتاب يعد ثروة علمية وأدبية كبيرة قد أثرى بها الكاتب الفاضل مكتبتنا الحُسينية ولابد لمن يبحثُ عن الحقيقة ولمن تدور في ذهنه تساؤلات عن هذا الفصل العاشورائي من مطالعة هذا الكتاب حتى يتزود من منهله النقي ..
وجدير بالذكر أن نادي أصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات