• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وقفة على أعتاب دعاء الندبة

فاطمة الركابي / الأحد 03 كانون الثاني 2021 / اسلاميات / 2631
شارك الموضوع :

فهي تُعطينا مفتاح جميل لفتحِ بابٍ لبلوغ مرتبة جليلة لمن أراد السير على خطى الأولياء صلوات الله عليهم

يُعد دعاء الندبة من الأدعية المهمة جداً لما لها من أثرٍ عميق في توثيقِ العلاقة بولي عصرنا وإمام زماننا(عجل الله تعالى فرجه)، ولما فيه من ثمارٍ كترسيخ معرفتنا العقائدية بما نؤمن به وإيصالنا إلى فهم أوسع للسنن، وما نتبناه من منهج في حياتنا.

إذ نجد أن من الفقرات المعرفية التي تُبين أسباب اصطفاء الحجج الإلهيين والأولياء بشكل عام، والأنبياء بشكل خاص هي هذه الفقرات التي نقول فيها: [...بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الوَفاءَ بِهِ، فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ العَلِيَّ، ...](١).

فهي تُعطينا مفتاح جميل لفتحِ بابٍ لبلوغ مرتبة جليلة لمن أراد السير على خطى الأولياء صلوات الله عليهم الذين اصطفاهم تعالى لنفسه، إذ تُصرح هذه الفقرة بوجود مقدمة/ شرط هو [الزهد]، الذي تحقق فيهم على المستوى العقدي بالامتثال القلبي، وعلى المستوى العملي بالوفاء به.

وتصور لنا كيف إن هذا الشرط [الزُّهْدَ] سهل وبسيط على من عرف حقيقة الدنيا التي عبرت عنها [بالدُّنيا الدَّنِيَّةِ]، تلك الحقيقة الثابتة في وصفها، والتي تَجعل قلب الإنسان المُبصر غير متعلق بأي جمال وكمال ونوال يُمكن تَحصيلهُ، وكل جاه ومال ومُكنة يناله فيها إن كان في الدنيا فقط وفقط، وليس وراء ذلك شيء، بل هو سيزهد فيها.

كمن يأتي في الآخرة ويقال له: "لقد استوفيت كل أجرك، ونلت كل جزائك في الدنيا، وليس لك في الآخرة شيئاً"، فكم سيكون الإنسان قد بخس نفسه إن كان من هذا الصنف؟! كما يُذكَر في القرآن الكريم بقوله تعالى: {مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (البقرة :١٠٢).

فالزهد هنا بمعنى أن يكون مُحفزه لتصبح النفس ذات هَمّ وهِمَة وسعي عال، وطموح أكبر من الاكتفاء بالانشغال بحيازةٍ شيء من الدنيا؛ لأنها تبقى لا شيء بعينهِ التي ترى ما وراء الدنيا من عوالم أوسع، وحياة أبقى، وبالتالي يتطلب الأمر تزود أكثر.

عندها سيكون سعيه/حركته مقبولة كما ورد [فَقَبِلْتَهُمْ]، لأن فيها إقبالا حقيقيا على الوجهة التي عليه أن يوجه وجهه نحوها، والمقصد الذي لأجله يخطو كل خطوة؛ فيبلغ بذلك التقريب كما نقرأ [وَقَرَّبْتَهُمْ]، ليكون بسعيهِ وإلى نوال كماله الحقيقي أقرب، وبعد أن يُقبِل ويَزداد هِمة في التَقرب؛ فإنه سيحظى بأن الله تعالى هو يُقبِل عليه بوجهه الكريم فيُكرمه ويَجود عليه، كما نقرأ [وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ العَلِيَّ].

أي بعد أن كان يُريد أن يَسمع هدى ورشد مولاه؛ الله تعالى هو يريده أن يكون ذاكراً ومرشداً؛ فيُسمعه الذكر، ولكن ليس أي ذكر بل الذكر العلي، فيَجعله آية مُذكرة، ودليل يَدل الخلق عليه، فيُصبح تجلي لنور ربه وهدايته وذكره.

وخلاصة هذه الوقفة: إن من يزهد بالأدنى، يرتقي ويُزود بما هو أعلى، فيبلغ القبول وينال القرب، فيُصبح من الصفوة الأخيار، الذين قد اختارهم الله تعالى بعلمه، لينشروا الخير والهدى والنور، وهي فرصة متاحة للجميع، فلنكن من أهل الإغتنام.

______

(١) مفاتيح الجنان: ص٥٨٨.

الامام المهدي
الايمان
الدعاء
القيم
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    ألف دينار

    النشر : السبت 24 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    قوانين لا تخلو منها بيوت المؤمنين ٢

    النشر : الأثنين 28 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    السر داخل جسم الإنسان.. لماذا نشعر بالدفء عند تغطية أقدامنا؟

    النشر : الأحد 21 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    كيف نفهم نظرية السمات في الشخصية؟

    النشر : الأثنين 14 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الفيس بوك: وجه الكتاب المظلم

    النشر : الأحد 20 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    مداهمة علاقة مجهولة!

    النشر : السبت 21 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3727 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 449 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 357 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 311 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3727 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1343 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1323 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1192 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 863 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 851 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 22 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 22 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 22 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة