• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وقفة على أعتاب دعاء الندبة

فاطمة الركابي / الأحد 03 كانون الثاني 2021 / اسلاميات / 2815
شارك الموضوع :

فهي تُعطينا مفتاح جميل لفتحِ بابٍ لبلوغ مرتبة جليلة لمن أراد السير على خطى الأولياء صلوات الله عليهم

يُعد دعاء الندبة من الأدعية المهمة جداً لما لها من أثرٍ عميق في توثيقِ العلاقة بولي عصرنا وإمام زماننا(عجل الله تعالى فرجه)، ولما فيه من ثمارٍ كترسيخ معرفتنا العقائدية بما نؤمن به وإيصالنا إلى فهم أوسع للسنن، وما نتبناه من منهج في حياتنا.

إذ نجد أن من الفقرات المعرفية التي تُبين أسباب اصطفاء الحجج الإلهيين والأولياء بشكل عام، والأنبياء بشكل خاص هي هذه الفقرات التي نقول فيها: [...بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الوَفاءَ بِهِ، فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ العَلِيَّ، ...](١).

فهي تُعطينا مفتاح جميل لفتحِ بابٍ لبلوغ مرتبة جليلة لمن أراد السير على خطى الأولياء صلوات الله عليهم الذين اصطفاهم تعالى لنفسه، إذ تُصرح هذه الفقرة بوجود مقدمة/ شرط هو [الزهد]، الذي تحقق فيهم على المستوى العقدي بالامتثال القلبي، وعلى المستوى العملي بالوفاء به.

وتصور لنا كيف إن هذا الشرط [الزُّهْدَ] سهل وبسيط على من عرف حقيقة الدنيا التي عبرت عنها [بالدُّنيا الدَّنِيَّةِ]، تلك الحقيقة الثابتة في وصفها، والتي تَجعل قلب الإنسان المُبصر غير متعلق بأي جمال وكمال ونوال يُمكن تَحصيلهُ، وكل جاه ومال ومُكنة يناله فيها إن كان في الدنيا فقط وفقط، وليس وراء ذلك شيء، بل هو سيزهد فيها.

كمن يأتي في الآخرة ويقال له: "لقد استوفيت كل أجرك، ونلت كل جزائك في الدنيا، وليس لك في الآخرة شيئاً"، فكم سيكون الإنسان قد بخس نفسه إن كان من هذا الصنف؟! كما يُذكَر في القرآن الكريم بقوله تعالى: {مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (البقرة :١٠٢).

فالزهد هنا بمعنى أن يكون مُحفزه لتصبح النفس ذات هَمّ وهِمَة وسعي عال، وطموح أكبر من الاكتفاء بالانشغال بحيازةٍ شيء من الدنيا؛ لأنها تبقى لا شيء بعينهِ التي ترى ما وراء الدنيا من عوالم أوسع، وحياة أبقى، وبالتالي يتطلب الأمر تزود أكثر.

عندها سيكون سعيه/حركته مقبولة كما ورد [فَقَبِلْتَهُمْ]، لأن فيها إقبالا حقيقيا على الوجهة التي عليه أن يوجه وجهه نحوها، والمقصد الذي لأجله يخطو كل خطوة؛ فيبلغ بذلك التقريب كما نقرأ [وَقَرَّبْتَهُمْ]، ليكون بسعيهِ وإلى نوال كماله الحقيقي أقرب، وبعد أن يُقبِل ويَزداد هِمة في التَقرب؛ فإنه سيحظى بأن الله تعالى هو يُقبِل عليه بوجهه الكريم فيُكرمه ويَجود عليه، كما نقرأ [وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ العَلِيَّ].

أي بعد أن كان يُريد أن يَسمع هدى ورشد مولاه؛ الله تعالى هو يريده أن يكون ذاكراً ومرشداً؛ فيُسمعه الذكر، ولكن ليس أي ذكر بل الذكر العلي، فيَجعله آية مُذكرة، ودليل يَدل الخلق عليه، فيُصبح تجلي لنور ربه وهدايته وذكره.

وخلاصة هذه الوقفة: إن من يزهد بالأدنى، يرتقي ويُزود بما هو أعلى، فيبلغ القبول وينال القرب، فيُصبح من الصفوة الأخيار، الذين قد اختارهم الله تعالى بعلمه، لينشروا الخير والهدى والنور، وهي فرصة متاحة للجميع، فلنكن من أهل الإغتنام.

______

(١) مفاتيح الجنان: ص٥٨٨.

الامام المهدي
الايمان
الدعاء
القيم
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    آخر القراءات

    اليوم العالمي للعمل الخيري :رسائل توعوية لمساندة الفقراء

    النشر : الأثنين 05 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    كيف تجعل نفسك أكثر جاذبية وتأثيرا؟

    النشر : الأربعاء 24 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    10 أطعمة سحرية تبعد النوبات القلبية وتصلب الشرايين

    النشر : الثلاثاء 12 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    هدير حسام: الرسم رسالة انسانية

    النشر : الأحد 18 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    تعرف على هذه النصائح البسيطة وغير التقليدية لمنع التسوس

    النشر : الأثنين 04 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    توقفوا عن صنع الضحايا

    النشر : السبت 19 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 890 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 770 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 453 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 375 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 350 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 335 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1364 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1346 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1224 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1144 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1068 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1067 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت
    • منذ 9 ساعة
    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح
    • منذ 9 ساعة
    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟
    • منذ 9 ساعة
    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة