النظرة الأولى لأنفسكم بالصور الجماعية، المرور بجانب المرآة كل يوم والتدقيق والتمعن بكل ملمح وكل تغيير، التحسر على سوء الحال والبحث المدام لتحسينه، السعي لبلوغ القمم بكل إصرار.. ولو لاحظنا أيضاً أن أول أمر يتصدر تعليمات وقوانين الطائرات هو النجاة بالنفس أولاً لو وقع سوءاً ومن ثم مساعدة البقية لو أُتيحت الفرصة.
إذاً كل هذه الأمور ليست بالسيئات ولكنها تترجم أنانية النفس والتي جُبل عليها الإنسان فطرياً والتي من الأخلاق أن يسعى بالتعامل مع هذه الأنانية بلا إفراط ولا تفريط..
ولكن المؤسف هو أن يقوم البعض بالتعدي بأنانيتهم على الناس دون أن يرى الآثار المترتبة إثر تصرفاته الهمجية والشنيعة!.
وهذا القول نراه في الكثير من مواقف الحياة وبكل مجالاتها إجتماعية كانت أو عملية أو أُسرية.
إن البشر بطرق عدّة وأساليب متكررة يساهمون بصنع مستقبل غيرهم من الناس وهذا ما لا نستطيع نكرانه والجدير بالذكر أن البعض قد فُطِر بخصلة التأثر والبعض الآخر بالتأثير فترى من يملك خصلة التأثير فطرياً يتصرف بها بحسب أهوائه ومصالحه الشخصية وقد يأتي بأفعال قد تهدم حياة غيره بالكامل وعلى أثر أنانيته يعتقد بأن ما أتى به غير ضار ولا مبالغ به!.
خُلِقوا البشر سوياً ليتكاتفوا ويآزروا بعضهم في مسيرة الحياة وليسند بعضنا الآخر بمجرد الميلان والسقوط، وليحرر بعضنا الآخر من السجون المعنوية والمادية التي نسقط بها أو تسقطنا بها الحياة، ولكن يأتي البعض وهو من يضع غيره بهذه السجون دون شعور..
أن تختار لغيرك طريقة حياة على حسب مزاجك وأهوائك الخاصة مثلاً، أن تمارس عُقدك النفسية أمام من لا يملك القدرة على تخطيها وحماية نفسه منها كالظلم والقهر كالتنمّر، كالشتيمة، كالقذف والسبائب بلا جرم..
أن تمنع الغير من الخروج من حياة فاشلة إلى بر السلام حفظاً من نظرة الناس وآرائهم عليك أو حتى على جدك الخامس فقط حفظاً لعادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان، أن تخاف الناس أكثر مما تخاف الله فتسعى لصنع صورة ترضيهم وإن كانت تغضب ربك وربهم، والأدهى أن تظلم ممن وقعوا تحت يدك وترسم لهم خريطة حياة لا تناسبهم بحجج كثيرة إلى أن يغدو أحدهم حبيس الأمراض المعنوية متكبلا بها غير قادر على التجاوز والنسيان والتعايش.
إن دخول الانسان للقبر ولوحده هو بمثابة رسالة إلهية مفادها بأنك المسؤول الأول عن حياتك وبأنك المُختار لكيفية عيشها واستمرارها فهي صفحتك الخاصة التي ستحاسب لوحدك على ما ملأتها، إن كنت ذو رأي سديد وحكمة شاملة ساعد غيرك لينمو ويتجاوز عتبات الحياة وإن لم تكن توقف عن صنع الضحايا.
اضافةتعليق
التعليقات