تزامناً مع ولادة منقذ البشرية الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، عقدت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية ورشة مهدوية بعنوان "ثقافة الانتظار"، قدمتها الأستاذة فهيمة رضا، بتاريخ 16/2/2025 الموافق 17 شعبان، في مقر الجمعية الكائن في كربلاء المقدسة.
ابتدأت رضا الورشة بسؤال الحاضرات عن معنى الانتظار أهو فعل أم حالة؟، وأردفت:
الانتظار، كلمة موجودة في ثقافة أهل البيت وليست معاصرة، كلمة الانتظار نسمعها مرارا، ومتصلة بصاحب الزمان، منتظرو الظهور، منتظروا المهدي (عجل الله فرجه الشريف).
الانتظار هل هو فعل؟، أو حالة؟
الصيام، الصلاة، كلها أفعال، الفعل له وقت معين ومقيد بشرائط.
يقول النبي (صلى الله عليه وآله): أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج.
العمل أليس بالجوارح؟ نفكر بأن الأعمال بالجوارح، في ثقافتنا الدينية الأعمال تنقسم إلى أعمال الجوارح، وأعمال الجوانح، هناك كتاب يسمى بحديث النفس عن العلامة علم الهدى، لو يسأل شخص غير متمسك بولاية أهل البيت (عليهم السلام) بأن هل هناك كتاب باسم أفعال الانتظار؟
سيكون الجواب: لا.
لأن الانتظار حالة، العيش مع منهج خاص في الحياة مع أجواء خاصة.
الانتظار في أي مكان؟، في أي زمان؟، يعني نصف شعبان؟، شهر رمضان؟، شهر محرم؟، حرم أهل البيت؟، المسجد ، الحوزة؟
كلا.
الإنتظار حالة معينة يعيش الفرد معها في جميع أوقاته، الانتظار ليس أمل بل الترقب، الترصد، هذا المثلث مطلوب، هذه الحالة مطلوبة، الانتظار هو الجوهر الحاكم على الحياة.
لو سُئلتي: لماذا تدرسين بشكل جيد؟، لماذا أنتِ خلوقة؟، لم هذه المداراة مع الناس؟
الجواب سيكون: لأنني منتظرة، فالإنتظار يحتاج إلى جد واجتهاد.
رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام):
"إِنَّ لَنَا دَوْلَةً يَجِيء اللهُ بِهَا إِذَا شَاءَ".
ثُمَّ قال: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ القَائِمِ فَلْيَنْتَظِر وَلْيَعْمَلْ بِالوَرَعِ وَمَحَاسِنِ الأَخْلاقِ وَهُوَ مُنْتَظِرٌ، فَإِنْ مَاتَ وَقَامَ القَائِمُ بَعْدَهُ كَانَ لَهُ مِن الأجْرِ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ أَدْرَكَهُ، فَجِدُّوا وَانْتَظِرُوا، هَنِيئاً لَكُمْ أَيَّتُهَا العِصَابَةُ المَرْحُومَةُ».
ماهي صفات الشيعي الحقيقي؟
قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه، واتبع آثارنا وعمل بأعمالنا، أولئك شيعتنا.
يا ترى كم مرة مولانا صاحب الزمان (عجل الله فرجه): رفع يده وقال أو يقول: اللهم اشهد اني بريء من فعل هذا الرجل، أو هذه المرأة !
قيل للباقر (عليه السّلام) إنّ الشيعة عندنا كثير، فقال عليه السّلام «هل يعطف الغني على الفقير، ويتجاوز المحسن عن المسيء، و يتواسون؟» قيل لا، فقال «ليس هؤلاء شيعة، الشيعة من يفعل هذا».
وفي الختام طرحت رضا سؤالاً:
عندما نقول: ونصرتي لكم معدة. ماهي النتائج لهذا القول؟
عندما نسأل الطالب الجامعي، يقول أنا خريج انكليزي ولكن لا يستطيع أن يتكلم اللغة سنقول باستغراب أي جامعة درست فيها؟
لو نسأل الشخص ما هو اختصاصك، يقول رياضة، ولكن في الواقع لا يملك أي لياقة بدنية، ألن نستغرب من عدم قدراته؟
إننا نتوقع أن نرى النتيجة، وهكذا عندما نقول منتظر المهدي (عجل الله فرجه)، سنتوقع شخصاً متمسكاً بالدين، منتظراً للامام بحق.
اضافةتعليق
التعليقات