ربما تكون قد سمعت عن كتاب العادات الذرية أثناء تصفح الإنترنت أو في أحد مواقع التواصل الاجتماعي او من صديقٍ ما. إن هذا الكتاب كان من أكثر الكتب مبيعًا منذ صدوره في عام 2018. وباعتباري محبًا للكتب ولدي شغف بالكتب التي تلبي احتياجات تحسين الذات، كان عليّ تجربة هذا الكتاب. ويسعدني أن أقول إنه يستحق الضجّة التي حصلت، لقد ساعدني بأدوات ملموسة لخلق عادات أفضل ألتزم بها الآن بينما أتخلى عن العادات القديمة التي كانت تعيقني.
تشكل العادات حياتنا اليومية، وبعضها بسيط مثل تنظيف أسنانك كل صباح أو ضبط المنبه قبل الذهاب إلى السرير كل ليلة. تتطلب هذه العادات القليل من التفكير أو الطاقة وهي متأصلة في روتيننا. إن بدء عادة جديدة ليس بالأمر السهل دائمًا، لذلك من المهم أن يكون لديك الحافز ونظام جيد لتتمكن من الالتزام بها. العادات الذرية تكوّن طريقة مضمونة ليس فقط للتأكد من التزامك بعاداتك ولكن أيضًا لاختيار العادات الصحيحة، بل إنها تعكس النظريات للمساعدة في التخلص من العادات السيئة أيضًا. لذا، إذا كنت تتطلع إلى بناء عادات أفضل، فتابع القراءة للتعرف على الحيل التي غيرت حياتي.
1. التحسن بنسبة 1% كل يوم:
لنفترض أنك تريد إنقاص الوزن وهدفك هو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية كل يوم وتناول نظام غذائي صحي، في البداية، قد يبدو ذلك أمرًا شاقًا، ولهذا السبب فإن أفضل طريقة للبدء هي أن تبدأ بخطوات صغيرة. ربما يكون الأمر بسيطًا مثل ارتداء حذاء الجري والمشي في الخارج لمدة 10 دقائق أو إضافة الخضار الورقية إلى وجبة واحدة يوميًا. في النهاية، يمكنك العمل لمدة تصل إلى 30 دقيقة أو ممارسة التمارين في صالة الألعاب الرياضية وتناول الأطعمة اللذيذة والصحية في كل وجبة، لكن التركيز على الهدف النهائي سيكون أمرًا ساحقًا وليس مفيدًا. في كثير من الأحيان، ننظر إلى الرياضيين أو قادة الأعمال الناجحين ونتساءل كيف وصلوا إلى ما هم عليه وكيف أنجزوا الكثير. الجواب هو أنهم بدأوا بخطوات صغيرة ولم يتوقفوا أبدا.
2- دمج العادات:
إن أسهل طريقة لإدخال عادة جديدة في روتينك اليومي هي تنفيذها مع عادات أخرى موجودة لديك سابقاً. يعد تكديس العادات بمثابة صيغة لضمان عدم اهمال عاداتك الجديدة، على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في اكتساب عادة التأمل كل صباح ولكنك تجد نفسك تنسى أو لا تملك الوقت الكافي، فإن أفضل طريقة لإصلاح ذلك هي إلحاقها بعادة أخرى. إذا كان روتينك الصباحي يبدأ من الاستيقاظ وتنظيف أسنانك وسكب فنجان من القهوة، أدخل فقرة "التأمل لمدة خمس دقائق" قبل تناول قهوتك. حدد النية، وقلها بصوت عالٍ، ثم أدخل العادة الجديدة في روتينك. في بعض الأحيان، يمكن أن يحدث متى وأين تختار تنفيذ هذه العادة فرقًا كبيرًا.
3- كن على دراية ببيئتك:
نحن ضحايا ومهَندسون حسب نوع بيئاتنا، سواء كانت هذه البيئة هي المنزل الذي نعيش فيه والمكان الذي نذهب إليه للعمل وممارسة الرياضة. كل هذه المساحات المختلفة يمكن أن تؤثر على عاداتنا للأفضل أو للأسوأ. إذا كنت تستلقي في سريرك كل ليلة قبل أن تخلد إلى النوم وتشاهد التلفاز، فمع مرور الوقت، سيرتبط سريرك كمكان تشاهد فيه التلفاز. قد يبدو العمل وأنت مستلقٍ على سريرك أمرًا رائعًا، ولكنه قد يكون أكثر صعوبة إذا كان سريرك مرتبطًا بالفعل بمكان للراحة. بمجرد أن نفهم العلاقات التي لدينا مع المساحات التي نشغلها، يمكننا استخدام تلك المعرفة للمساعدة في تكوين عادات أفضل والتخلص من العادات غير المنتجة. وكما قال كلير: "إن ربط عادة جديدة بسياق جديد أسهل من بناء عادة جديدة". لا عجب أن العمل من المنزل قد يكون أكثر صعوبة إذا لم يكن لديك مساحة مخصصة للقيام بذلك.
4- استخدم (قاعدة الدقيقتين):
تنص قاعدة الدقيقتين التي وضعها كلير على أنه عندما تبدأ عادة جديدة، يجب ألا يستغرق إكمالها أكثر من دقيقتين. تكمن الفكرة في تقليص العادة بحيث تصبح أكثر جاذبية ومن المرجح أن تستمر في تكرار هذه العادة. إذا كان الهدف هو كتابة كتاب، فابدأ بكتابة جملة واحدة كل يوم. إذا كنت ترغب في قراءة المزيد قبل النوم كل ليلة، فابدأ بقراءة صفحة واحدة. إذا كنت ترغب في ممارسة المزيد من التمارين، فابدأ بالقفز لمدة دقيقتين، أو إذا كنت ترغب في ممارسة التأمل، فاضبط المؤقت لمدة دقيقتين. كلما زادت طقوس العملية، أصبح الاستمرار فيها أسهل. عليك أن تبدأ ببطء قبل أن تنتقل إلى عادات أكبر وأفضل.
5- اجعل عاداتك مبهجة:
إنها قاعدة أساسية في الحياة أننا نحب أن نكرر أفعالًا مرضية لنا مثل تناول الآيس كريم في يوم صيفي حار، أو ممارسة التمارين الرياضية باستمرار وإطلاق الإندورفين، أو التسوق عبر الإنترنت واستلام طرد في البريد. نعود إلى هذه التصرفات مرارًا وتكرارًا لأننا نتذكر كم كانت مرضية. إن نفس التكتيك فعال عند تكوين عادة جديدة. إن توفير التعزيز الفوري يخبر الدماغ بالاستمرار في العودة إلى النشاط، في حين أن الرضا المتأخر ليس فعالاً. بمعنى آخر، عندما تبدأ عادة جديدة، تأكد من أنها ممتعة حتى تستطيع من الاستمرار فيها.
6- أعد النظر في عاداتك وتقدمك:
العادات هي أدوات عظيمة لمساعدتنا على تحقيق أهدافنا، ولكن بينما نتطور ونكمل أهدافًا معينة أو نضع أهدافًا جديدة، من المهم أن ننظر إلى الوراء ونقيم عاداتنا وتقدمنا. إذا كنت تنوي تأليف كتاب ولم تنته من فصل واحد، فربما تكون العادات التي حددتها غير فعالة وتحتاج إلى التغيير. يجب أن تكون عاداتنا هي التي تحفزنا وتبقينا منخرطين في أهدافنا. يجب أن يكونوا شيئًا نتطلع إلى القيام به. إن أخذ الوقت للتفكير في عاداتنا (سواء الجيدة أو السيئة) هو طريقة رائعة للتأكد من أننا نتحدى أنفسنا باستمرار للقيام بعمل أفضل.
اضافةتعليق
التعليقات