في أغلب الأحيان نؤدي الأشياء دون التفكير فيها. فخلال التواصل مع الآخرين، لايعي بعض الناس أو يلاحظون أن لديهم تصرفات سلبية تعيق التواصل، إن الخطوة الأولى على طريق التغيير هي أن تدرك الشيء الخاطىء الذي تفعله.
ويتم الادراك أثناء التواصل بأن الاسراف في الحديث عن الذات مثلاً وقلة الابتسام تعيق هذا التواصل، فيجب اتخاذ القرار بتعديل هذا السلوك. ويجب أن يستند هذا القرار إلى طاقة عالية والايمان القوي بأن التغيير ممكن.
ومع أن قرار التغيير بالغ الأهمية إلا إنه ليس كل شيء ويجب أن تتعلم كيف تمارسه، فأنت تتعلم التحكم في انفعالاتك وتقييمك للناس من أجل تحقيق تفهم أفضل للآخرين، وتعمل ما يلزم لتنمية مهارات التواصل.
فيتفادى بعض الناس المعالجة على خطوات ويحاولون إحداث التغيير في مرة واحدة إلا أن هذه الطريقة أصعب وقد تؤدي إلى تجنب التغيير نهائياً.
قُم بممارسة ما استوعبته في حياتك يومياً؛ لأن متطلبات العادات القديمة سوف تزحف على الخارج حيث سيتم اختبارك. فعقلك اللاواعي سوف يختبرك لمعرفة ما إذا كنت ترغب حقاً في أن يحل سلوكك الجديد مكان الأنماط السابقة، فقد تعود عاداتك القديمة التي كانت تعيق نجاح تواصلك.
بالمواظبة يصبح التغيير دائماً، ومهما كان الهدف فيجب أن يظل نموذج التغيير جزءاً من حياتك. وهذا تطبيق للافتراض "إذا كان النجاح مهيأ للآخرين، فمن الممكن لأي شخص أن يتعلم ويعمل الشيء ذاته".
وبالنسبة لأية خطوة من هذه الخطوات، فإن مواصلة العمل حتى الإنجاز يحتاج إلى طاقة عالية كامنة داخلك.
إذاً، ما دمنا نحن بحاجة إلى طاقة عالية للتغيير فكيف يتم توجيه وتركيز الطاقة؟
ان امتلاك الطاقة هو أساس النجاح، ولكن من المهم معرفة كيفية تركيز هذه الطاقة وترويضها وتوجيهها على الأشياء المهمة، بدلاً من تبديدها وتشتيتها على الأشياء غير المجدية. ويحدد التركيز اسلوبك في الحكم على الآخرين وفي مشاعرك، وأحاسيسك، وتكون بؤرة الانتباه ايجابية أو سلبية. ولكن مع الأسف وفي معظم الحالات تسيطر الناحية السلبية. والشيء المشجع هو أننا نستطيع التحكم في تركيزنا وتغييره.
إن قانون التركيز يعتبر من أقوى قوانين العقل، فعندما تضع تركيزك وانتباهك على شيء ما يقوم العقل بإلغاء أية معلومات أخرى لكي يفسح المجال للشيء الذي تركز عليه بالإضافة إلى تعميم الشيء الذي تركز عليه، فتشتعل الأحاسيس وتسبب السلوك.
لنأخذ مثالاً على ذلك: إن استعداد المرأة لشراء كمية ضخمة من الملابس مثلاً هو مشكلة بالنسبة للزوج الذي يفتقد القدرة على التمويل في حالة اختياره التركيز على هذه الناحية دون غيرها، فألغى جميع النواحي الجيدة لدى زوجته وعمم تلك المشكلة على وجه الخصوص. وأفضل إنسان بيننا يجد نفسه مركزاً على النواحي السلبية لسلوك شخص آخر مُلغياً بفعله هذا الصفات الحميدة والمزايا المتوفرة لدى الشخص، والتسرع في الحكم على الآخرين قد يؤدي إلى قطع العلاقات أو الفشل في التواصل.
ومن الواضح أن الادراك ليس الحقيقة الملموسة. وسوف يكون للموضوع الذي تصوب فيه تركيزك بالغاً في حياتك كما يقول المثل: أينما ركزت الانتباه تدفقت الطاقة وظهرت النتيجة.
كيف نوجه إدراكنا العقلي؟
الأشياء المختلفة لها معانٍ مختلفة لأشخاص مختلفين. فإذا قلت شيئاً لشخص قد تسره وإذا كررت الشيء نفسه لشخص آخر قد تغضبه، ما معنى هذا؟ والإجابة هي الإدراك – والإدراك السلبي يولد الانفعالات السلبية.
فالادراك السلبي يحدث بسهولة وبسرعة فائقة مؤدياً لاستنتاجات وأحكام خاطئة ومن ثم يحدث التواصل السيىء، فعندما نوجه إدراكنا العقلي على النحو السليم يمكننا التحكم في انفعالاتنا وبناء تواصل سليم.
ما الحل للمشاكل التي تواجهنا؟
أحياناً يقف الناس عاجزين عن الحركة والتقدم في مواجهة التحديات والمشاكل، ليس لأنهم يفتقرون إلى المصادر الناجحة، ولكن لأنهم لا يعرفون ماذا يريدون أو ماذا يفعلون وربما لا يعتقدون أن في إمكانهم تحقيق ما يريدون.
وحل المشكلة يكمن في استراتيجية تغيير التركيز، وهي تتمثل في توجيه بعض الأسئلة لذاتك، والهدف من ورائها توجيه أفكارك ومساعدتك على معرفة ماتريد. وسوف تجعلك تستمد طاقتك من قوتك الكامنة في داخلك وتساعدك على الشعور بأنك تتحكم في انفعالاتك. وإذا واجهك تحد أو موقف صعب سوف تقوم بتسليط تركيزك الذهني على الحل لا على المشكلة.
ولهذا الحل توجيهان:
*إذا كان النجاح مهيأ للآخرين، فمن الممكن لأي شخص أن يتعلم ويعمل الشيء ذاته.
* لا تعميم للفشل وإنما استفد من تجاربك.
نموذج تغيير التركيز، لنبدأ بالتركيز السلبي:
على سبيل المثال فكر في مشكلة تُسبب لك حزناً حالياً، تساءل أو اسأل شريكك هذه الأسئلة: ما المشكلة؟ لماذا ظهرت لي هذه المشكلة؟ منذ متى أعاني هذه المشكلة؟ متى كانت أصعب فترة عانيت فيها هذه المشكلة؟ من المسؤول أو المخطىء؟ كيف تحد هذه المشكلة من إمكانياتي؟ ما أسوأ وقتاً عشت فيه هذه المشكلة؟
بعد أن أجبت عن هذه الأسئلة، بماذا تشعر الآن؟ سوف تكتشف أنك تعاني مشاعر سلبية، قف.. وتنفس بعمق.
الآن دعنا نستخدم التركيز الإيجابي:
الآن فكر في المشكلة نفسها واسأل نفسك هذه الأسئلة: ماذا أريد؟ ما المصادر المتوفرة لدي؟ كيف يمكنني استغلال مصادري للحصول على ما أريده؟ حينما أحصل على ما أريد، كيف تتغير حياتي؟ من أين أبدأ؟ ما التحديات التي يمكن أن تواجهني؟ ما أفضل طريقة لحل هذه التحديات؟
بعد أن أجبت عن هذه الأسئلة، بماذا تشعر الآن؟ سوف تجد نفسك أنك تشعر بالهدوء والطمأنينة، إذن هناك فرق لأن التركيز الأول كان سلبياً ولكن التركيز الثاني ايجابي ويقودك إلى الحل.
اضافةتعليق
التعليقات