لابد من غلاف جميل يزين علاقاتنا الاجتماعية أينما كانت، فالكلمة الطيبة والابتسامة البريئة والإطراء الصادق يفعل الأفاعيل في رص المحبة وقولبة الألفة مما يجلب للإنسان الراحة واستقرار النفس وسكون المشاعر.
وتعتبر علاقات العمل إحدى أهم الأمور التي من الواجب الاعتناء بها، فالموظف يقضي نصف نهاره بين الزملاء مستمعا ومحاورا وصامتا أيضا، ومن رياض المهارات المتعددة يقطف العاقل زهور الحوار الهادئ والاستماع الفعال وفنون التفاوض والإقناع، فليس الهدف من التواصل إلقاء الكلام جزافا، وهذره اعتباطا، فلكل فعل ردة فعل تساويه بالقيمة وتعاكسه بالاتجاه وهذا قانون للحياة وليس للفيزياء فقط، وبيئة العمل أرض خصبة لبناء العلاقات وتوسيع دائرة المعارف والأصدقاء فمن يبذر اليوم طيبا سيحصد غدا بلا شك ما بذر.
ويستوقفنا سؤال مهم هنا، هل علي أن أكون مجاملا لبقا بغض النظر عن الحدث والشخص والفعل أم أن للمجاملة حدود؟
الإنسان السوي هو من تأبط خيرا وسار به لينثره أينما حل وارتحل، فهو صالح ومصلح، انتخب من الطرق أفضلها ومن الكلمات أحسنها كي لا ينزغ الشيطان بينه وبين إخوته، فإن رأى خيرا أثنى عليه وشجع فاعله، وإن رأى شرا ستره ونصح فاعله، وكلنا نعلم أن نصيحة السر زين ونصيحة العلانية شين، فهنيئا لمن زان وأصلح ولم يشن ويفضح، وهذا يعني أن لا يرتدي الشخص قناع المجاملة الكاذبة فيطري القاصي والداني دون حق، فيزيد المسيء إساءة، ويُثبَّط المحسن لمساواته مع من دونه.
وكلنا في هذه الجادة نحاول الموازنة حتى لا تميل مركبة العلاقات وتنقطع وشائج المحبة، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وآله أسوة وقدوة إذ كان لا يجامل في باطل وإن كان لأقرب الناس له رحما، ولا يترك الثناء وإن بعُدت لُحمة المستحق.
فإن وجد المسيء والمقصر وسيء الخلق جدارا من الرفض المجتمعي سيراجع حساباته ويتراجع القهقرى، فما أكثر الأيادي التي تصفق لهم سرا وعلانية فيزيد صدى تصفيقهم التلوث والفساد الوظيفي، لكن خرائط العمل الناجح لا ترسم إلا بألوان النزاهة والإخلاص والخلق الحسن والرقابة الإلهية.
اضافةتعليق
التعليقات