تعد قصة بيضة كولومبس من إحدى المشاكل التي يواجهها المخترعون والمفكرون والمستكشفون.
كريستوفر كولومبس هو رحالة إيطالي ينسب إليه اكتشاف العالم الجديد (القارة الأمريكية).
ولكن حينما اكتشف كولومبس تلك القارة الأمريكية، استهان به خصومه وجردوا اكتشافه من كل الفضل. وادعوا قائلين: إن القارة الأمريكية كانت موجودة ولو لم تكتشفها أنت لأكتشفها القراصنة الذين يتجولون في البحار المجاورة والقربية.
وفي إحدى المرات كان كولومبس في حضرة الملك وجابهه أحد الحاضرين بالنقد المرير بأنه لم يأت بشي جديد من اكتشافاته. فأخذ كولومبس بيضة وتحدى الحاضرين أن يوقفوها على رأسها، فعجزوا، عندها أخذ البيضة كولومبس وكسر قليلًا من رأسها ثم أوقفها.
َوهنا ضج الحاضرين بالضحك والسخرية.
إن مشكلة الأبداع وكل اكتشاف عظيم في حد ذاته بسيط كبساطة إيقاف البيضة على رأسها. لكن المشكلة في أن الناس لايدركون بساطة الأمر إلا بعد القيام به. وعندها يأخذون بإحتقاره والتقليل من شأنه وكذلك صاحبها.
ويقول علماء الإجتماع إن المبدع لا يأتي بشيء جديد، وإنما هو يربط ويوظف بين الأشياء القديمة. ومعنى هذا أن كل فكرة جديدة تقوم أساسها على فكرة سابقة قديمة ويعيد تأليفها وتوظيفها في الوقت المناسب والمكان الصحيح.
لكن هذا لا يعني أن فضل المبدع قليل، فالربط يحتاج إلى اطلاع ودراسة وشروع وكلما أوغل المرء بالدراسة والقراءة تعددت لديه الأفكار وقد تأتيه لحظية يستطيع أن يربط بين الفكرتين، وهنا يظهر الإختراع.
وإن الفرق بين المبدع والعادي هو أن أحدهما يعرف متى يخطو خطواته الحاسمة ويستننتج بينما الآخر يبقى رقيعًا لا يعرف من الدنيا غير الانتقاد والحسد.
وهذا هو شأن كل مخترع أو مفكر أو مبدع، فهم لا يكادون أن يأتوا بنظرية أو فكرة حتى ينبري لهم الناقدون ويستصغرون أمره وينكرون فضله.
وهذا ماحدث للأنبياء والعباقرة في كل زمان ومكان وإلى الآن.
فمشكلة الإبداع مشكلة أزلية تحتاج لتسليط الضوء عليها حتى لا يغبن المبدع ويتساوى مع الإنسان العادي.
اضافةتعليق
التعليقات