كانت نظريتي مع عقارب الساعة يشوبها علاقة القلق والصراع، حيث في قرارات سريعة أطلقها عقلي، جعلني أفكر لأصالح مع مؤشرات الزمن، تقربت من تلك الساعة، كنت أراها كأنها ساعة الاحتضار التي أرى فيها ذاتي بين الموت والحياة معلقة بين جدران غرفتي.
جلبت الكرسي ووقفت فوقه أنزلت علبة الزمن وقبلتها، بدأت ألعب مع عقاربها لكي تتحرك بعد أن اوقفتها خطواتي، عبرت عدة دقائق، لاحظت أني لا أرى غير الضباب، فركت عيني وقرأت آية الكرسي لأرى، فوجدت نفسي فوق عقرب الساعة، وقد صار يحدثني وسألني: - أي زمان تجدين المتعة فيهِ؟ فنظرت إليهِ وقلت ارجعني إلى عالم لا مؤشر يحكمه ولا زمن يقيده..
حيث ضفائري ذات الشرائط البيض وسروالي الجينز وحذائي الذي يعطي إشارات ملونة لا تحكمه الدقائق عندما أدعس عليه بقدمي.
تمعن العقرب بنظرته الجميلة التي كانت تشعرني بمعاني الوفاء وأبلغني برجاحة عقلي وكم أنا بريئة.. وإذا به يأخذني بلحظات طليقة جعلني أشعر كأني في طائرة تهبط بسرعة فائقة على الأرض أوشك أن يغمى عليّ بعدها، توقف فاختض عندما رأى نفسي يختنق وعيني كأنهما احولت أمامه.
فأعطاني حفنة ملح وفر ميله ببطئ وبصوت "التك تيك" كأنه عزف فيّ الروح فأبصرت عيوني بوضوح، قلت له: كل هذا وأنت تسرع بي كان ثمن الأوقات التي مضت بين قلقي، وخوفي وكم تذوقت من عذابهما وكم كانت الأزمنة التي مرت عليّ سريعة ولم استنشق من عبيرها، فأخذت أذرف الدموع، حتى أطراف ضفائري الملقاة على صدري تبللت، فجلس العقرب محنيا رأسه يتوسل أن لا أبكي على الزمان الذي لم أقضِهِ بما أحب من اهتمامات، وأخبرني أن القادم أجمل يا صغيرتي وأنه سوف يأخذني كل سنة بزيارة سنيني التي لم أتمعن بها أكثر وأن أعيد ترتيبها بنفس هادئة تودّع القلق بحسن الظن بالله.
ووعدته أن أصحح فيها أخطائي، وأن أعامل مستقبلي القادم بحذر. التزمت بكلامه في مخيلتي وقلت له: اجزم لك لن أبكي على مؤشر الزمن.. حينها شعرت بالراحة وهو يحتضنني ويطبطب على ظهري كأنه يقول لا تخشي الزمن بعد تلك الرحلة معي..
وفجأة تبخر أمامي وبدأ يختفي، فقلقت كثيرًا وأخذت أعيد فرك عيني حتى سمعت صراخ أخوتي في صباح مشرق مع تغريدة منبه الطاولة.. استيقظي من نومكِ دقت ساعة الفطور.
شعرت براحة وأنا أنظر إلى الميل هذهِ المرة كأنه يقول تك لمستقبلكِ وتيك لحاضركِ فإن القادم أجمل.
اضافةتعليق
التعليقات