مذهلة تلك الموهبة، مدهشة لدرجة فغر الأفواه، تستوقف الدماغ هنيهة، ليعاود نشاطه مشككاً بذاته، بكل ثقة يمارسها أصحابها، يجيدون الدور في كل مرة، حانت لحظة التقمص!!
فتشت بين ثنايا الانترنت عن السبب الذي يجعل الإنسان يتقمص دور الضحية، ما الذي يجنيه، كيف يجيد الدور ببراعة تُعجز المقابل عن التكذيب، وسألخص لكم الجواب .
إن عقلية الضحية مكتسبة وليست موروثة، وهي صفة قديمة ارتبطت بالحكومات الجائرة التي تبرر تعسفها بغزو جاراتها، فتتخذ أسلوب الضحية في محاولة للدفاع عن النفس.
وقد تنشأ من مواقف الخذلان التي يتعرض لها الفرد، فيستمر بلعب الدور الذي يمنحه تعاطف المجتمع، وربما يمارسه البعض لاستغلال الطرف الآخر واظهاره بمظهر الظالم.
وتتجلى عقلية الضحية في لوم الآخرين على تصرفات قام بها الشخص لنفسه، وعدم تحمل مسؤولية أخطائه، ونسبة نوايا سلبية غير موجودة للآخرين، فيحصل بذلك على سعادة مؤقتة، وكسب تعاطف المجموعة.
ويخوض هذا المريض نقاشات مقنعة معقدة لإثبات أفكاره، فهو يميل إلى التركيز على الجوانب السلبية في كل سلوك يصدر من الآخرين، ويعتمد أسلوب الدفاع عن نفسه في أي موقف، كما أنه يتصف بالعناد وعدم تقبل انتقادات المقابل البناءة ويرفض مشورته، وكثيرا ما يشعر بالحزن والكآبة نتيجة تفكيره السلبي، إضافة إلى اليأس والعجز وعدم الرضا .
ويبدو أن حل المشكلة معقد بما أنه لا يتقبل رأي الآخرين أو نصحهم، وهذا ما يسبب مشاكل متفاقمة في نطاق أسرته وعمله.
والسؤال الأهم من ذلك كله، كيف لي أن أتعامل مع هذه الشخصية؟
لا يوجد استراتيجية واحدة في التعامل مع متقمص دور الضحية، فيمكن أن تظهر التعاطف مع مشاعره التي يمر بها، ومحاولة مساعدته على تحمل مسؤولية نفسه وقراراته وعدم لوم الظروف فهناك دائما ظروف أسوء، وتذكيره بقصص الناجحين الذين قاسوا كثيرا للحصول على النجاح.
وقد تضطر لتجنب التعامل معه في بعض الأحيان حتى لا تقع فريسة اتهاماته، أو تسمعه لفترة وجيزة وتعطيه وقتا لمحاولة وضع حلول للمشكلة التي يطرحها بدل الشكوى والتذمر.
ويبقى الحل الوحيد بيد الشخص نفسه، بما أنه اكتسب هذه الصفة ولم يرثها فكما قال تعالى:
(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
اضافةتعليق
التعليقات