بلاد النهرين، العراق الغني بالثروات الطبيعية ويحتل المرتبة الخامسة بأكبر احتياطي نفط بالعالم ويعد من الدول الفتية في التركيب العمري السكاني حيث يبلغ عدد شبابه 10.5مليون ما بين( 15-29) سنة ويمتلك كل نقاط الجذب للشركات الاستثمارية مما دفع الجميع للتنافس للحصول على فرصة عمل بداخله بحسب ما صرحت به مؤخرا "ندى شاكر" عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، كل هذه المميزات لم تشفع للشاب العراقي أن يجد عملا يعتاش منه ويبني مستقبله والسبب ببساطة ادارة الدولة المبنية على المحاصصة والمنافع الشخصية ونهب ثرواته.
في هذا العام ونحن على أعتاب سنة جديدة وبوعي قادة المظاهرات التي بدأها شباب الواعد والتي دخلت شهرها الثالث وثقتهم العالية بالقدرة على التغيير واصلاح ما أفسده الفاسدون وما خربه المخربون، كانت لهم مبادرات تضاف لثورتهم كضربة نوعية مزدوجة في قلب الفساد، والتي تبنوها وتعد بمثابة انتشال للروح الوطنية من بركة اللامبالاة التي بها اغرقها العملاء ومنحته قبلة الحياة لتنعش نبضه، المبادرة الاولى والكبيرة باهدافها والعظيمة بغاياتها وسمو اهدافها هي حملة دعم المنتجات المحلية. حاملين لافتات تشجيعية في ساحات الاحتجاجات مكتوب عليها (عندما تشتري منتج وطني كأنما اخرجت نقودك من جيبك اليمين ووضعته في جيبك اليسار) وعممها اخرون على صفحات التواصل الاجتماعي منتسبين واطباء وفنانين ومواطنين دعما وتشجيعا للمنتج الوطني كلا بطريقته معتبرين هذه الحملة هي واجب وطني مقدس لتقليل البطالة من خلال عودة الحياة للمعامل التي دمرت وعطلت منذ 2003 وسرح الآلاف من عمالها، وأُغرقت الأسواق المحلية العراقية بالمنتج المستورد الذي لا يجد له منافس محلي.
ومن ثمرات هذه الحملة التي عززتها التظاهرات في بغداد والمحافظات عاد معمل البان ابو غريب لنشاطه بعد سنوات من الخمول، ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر العمل في قسم الاجبان وهو يسير بشكل مثير للاهتمام.
ومثل ما دعموا المنتج الوطني ارتفعت دعوات لدعم الشباب وتشغيلهم بالمعامل والمصانع بدل من العمالة الاجنبية التي نافست المواطن الفقير على رزقه وضيقت عليه بسبب جشع التجار وغياب القوانين التي تحمي العامل العراقي ومناشدات للحفاظ على نظافة الشوارع ومبادرات اخرى ننتظرها من شبابنا ليبهرونا بإبداعاتهم وأفكارهم البناءة.
اضافةتعليق
التعليقات