في إحدى الجلسات النسائية، جرى الحديث عن إتباع برنامج غذائي معين، وكالعادة في أي برنامج غذائي أو حمية يتم تنظيم الوجبات وانتقاء نوعية المأكولات كماً ونوعاً، فيحدث فيها التقليل والمنع أحياناً..
"أنتِ تتبعين برنامجاً غذائيا صحيا، ماذا لو متِ في حادث سير"، كانت هذه مداخلة
إحدى الأخوات.
السؤال يدعو للتأمل في تفكير البعض، ومن خلاله تتبين وجهات نظر عدة هي أقرب ما تكون متداولة لدرجة أصبحت معها شيئا عادياً في نظر الأغلبية، وهي..
من يتبع برنامج غذائي صحي له غاية إما التنحيف أو بسبب مرض معين، فيما عدا ذلك يعتبر تضييع وقت ورفاهية أو تبطر في أغلب الأحيان..
مادمنا سنموت في النهاية بطريقة ما، واحدة منها قد تكون نتيجة حادث أو أي سبب آخر لا دخل للصحة فيه، فهذا يعني أنه بمجرد وجود هكذا احتمال فهو يعني أن نتناول ما يحلو لنا من مأكولات ومشروبات ما زاد منها أو نقص، ويعني أن يلغي ضرورة أن يعتني الانسان بصحته وسلامة جسده الذي هو أمانة سيُساءل عنها وعن حالها في يوم ما، ومطالب صيانتها وإعادتها بأقل أضرار ممكنة..
الموت هو نهاية حتمية، مهما تعددت أسباب وسبل الوصول اليه، لكن إدراك حقيقة الموت لا يلغي الاهتمام بالحياة، حياتك أنت رهن قراراتك، سعادتك وشقائك أنت من يشارك في صنعها، أن تعتني بنفسك وتهتم بصحتك فإن في ذلك راحةً لك ولمن حولك من أهل أو أبناء وأحفاد، إذ لا ذنب لهم لأن تكون أنت رقماً إضافيا على أعباء الحياة الأخرى، فتشقيهم كما تشقي نفسك بأمراضك المزمنة والمستوطنة والتي كان يمكن تجنبها أو التقليل منها في حال لو انتبهت لنفسك واهتممت لغذائك في الوقت الذي كنت فيه بقوتك فينفعك ذلك لضعفك.
مثال على ذلك، أن تكون في عز شبابك هذا لا يبرر أن تتناول ما يحلو لك من كميات لمواد معينة كالسكريات أو الوجبات السريعة أو المشروبات الغازية أو غيرها من مواد يُحبذ ليس التقليل منها فقط وإنما الإمتناع عنها نهائيا والاستعاضة بالمواد والسكريات الطبيعية..
صحيح أن الجسد في هذه المرحلة قادر على أن يتعامل معها بدون أن تشعر، لكن هذا لا يلغي الأثر التراكمي لحدوث الضرر على المدى البعيد.
فما إن يصل أحدنا إلى عتبة الثلاثين حتى يصبح ظهور الأمراض المزمنة من السكري والضغط وتصلب الشرايين وغيرها أمر غير مُستغرب.. بينما إن تتبع نظاما غذائيا صحيا يمنعك من صنف ضار من الأغذية كالسكريات الصناعية والمشروبات الغازية وتستبدلها بالسكريات الطبيعية فقط وأنت لازلت في العشرين وبصحة جيدة فهذا أصبح فعلا هو الأمر المستغرب؟!.
اضافةتعليق
التعليقات