بات من المعروف لدى الجميع تأثير أجهزة الموبايل والاتصال عن طريق الانترنيت على حياة الفرد وخاصة النفسية والعملية، حيث أصبح حاجة ضرورية من ضروريات الحياة في التعامل مع الآخرين وفي البحوث والدراسات وقفزة علمية كبيرة في هذا العصر الحديث إضافة إلى أنه مصدر إستهواء الشباب والأطفال عندما يُستخدم في بعض الألعاب الالكترونية، وأخذ الكثير منهم بالأدمان على الموبايل بحيث لايستطيع مفارقته إطلاقاً.
وفي حين نظن أننا على تواصل مع الآخرين عبر شبكات التواصل المختلفة، إلا أننا في الحقيقة منفصلين عن واقعنا. أما أعراض فوبيا الموبايل فهي تتفاوت بين شخص وآخر حسب تأثيرها في الشخص المصاب:
- فمنها الشعور بالاضطراب حين يكون الموبايل بعيدًا عنك.
- عدم الإصغاء أو الاهتمام بمن يتحدث أمامك والإنشغال بالنظر إلى الموبايل.
- عدم إغلاق الموبايل، الافراط في التأكد من وصول اتصالات، ورسائل من خلال الموبايل. حمل الموبايل عند الانتقال من غرفة الى غرفة.
-الحرص على شحن الموبايل والخوف من نفاذ البطارية بصورة مستمرة.
- استخدام الموبايل وحمله في أماكن غير ملائمة مثل دورة المياه، أو عند الاستحمام.
إن الشعور بالضعف أو بفقدان جزء مهم وضروري من الذاكرة أو بتضاؤل مستوى الذكاء، وهذا ما سيؤدي إلى مشاعر الخوف والحزن والارتباك وربما النقص، ومثل هذه المشاعر تنشأ أيضا خلال الاستخدام قبل فقدان الجهاز، إذ يواصل الفرد تفقد هاتفه بين الحين والآخر وقد يسيطر عليه الخوف من نفاذ شحن البطارية أو نفاذ الرصيد الذي يمكنه من التواصل.
"أضعتُ هاتفي مرّة، ولثانية، وبشكل غريزي بدأت بالبحث عن هاتفي لكي أجد هاتفي!!"
هذه كلمات أحد الأشخاص، تصف كل ما نريد قوله.
الملفت للنظر بدراسة قامت بها مؤسسة البريد البريطاني أنّ أغلب من يدعون أنهم يستطيعون التخلي عن الموبايل والعيش فترة بدونه كانوا يصابون بالتوتر والتشوش فعلاً عندما لا تكون أجهزتهم في أيديهم.
هذا مايحدث، عندما يُفقد الموبايل أو الاتصال الشبكي يضطرب الشخص ويتشوش ( متلازمة الاتصال الزائد) ففقدان التواصل مع المعلومات والأصدقاء، عدم القدرة على الاستمرار باللعب أو التصفح أو الرد على الرسائل، نفاذ البطارية، الدخول في مناطق خارج نطاق التغطية، كلها نتائج تجعل الشخص منزعج وغير ساكن وقريباً من هذه الفوبيا، ولأن المجتمع العلمي لا يملك حتى الآن وصفةً جاهزة للعلاج، في الحقيقة كل ما يقدمه مجموعة إرشادات ونصائح للحد من الآثار السلبية لهذه الفوبيا.
-إن كنتَ قد جربتَ (إن لم تجرب جرب) أن تجعل يوماً في الأسبوع خالي من التكنولوجيا الخاصة بشبكة الانترنت والهواتف الذكية وشعرت بحاجةٍ مُلحة أو توتر أو أي ضجّة ذهنية فأنصحك بالإلتزام ببرنامج يشبه هذا البرنامج بأسرع وقت:
- حدّد وقتاً أقصى بشكل يومي للتواجد في شبكة الانترنت (مثلاً ساعتين).
-الأعمال المرتبطة بالانترنت والاتصالات الضرورية لا تحسب من هذه المدة.
-يوم كامل في الأسبوع كإجازة من أي اتصال بالشبكة، عدا الضروري جداً.
-٣ إلى ٥ أيام في الشهر دون أي اتصال بالشبكة، عدا الضروري جداً.
٢٠ يوم إلى شهر سنوياً دون أي اتصال بالشبكة، كإجازة اعتبرها الأهم والأكثر فائدة بعد تجربة ٤ سنوات، وإن استطعتَ أن تنتهي مسبقاً من أي شيء ضروري ومُلح أو تقوم بتأجيله لما بعد الإجازة فتذكر أن هذا حقك وواجبٌ على نفسك وله مزايا عظيمة جداً سيدركها أي إنسان بعد المحاولة.
-المؤسف بالأمر؛ أنّ أي شيء لا نستطيع امتلاك زمامه يؤثر على أشياء أخرى في حياتنا، فيفلتُ منا زمام أمور أخرى (كالانفعالات).
ولكن الجيد بالأمر، أنك إذا امتلكت زمام أمرٍ ما في حياتك فستتطور قدرتك تلقائياً على امتلاك زمام أمور أخرى. الإنترنت والهواتف الذكية وسيلة عظيمة لاينكرها أحد، نستطيع فعلاً اغتنام كل مزاياها الهائلة دون أية آثار جانبية، فلنحاول أن نستعيد قدر المستطاع جزء من التواصل الأجتماعي الحقيقي مع العائلة والأقارب والأصدقاء فتلك هي السعادة الحقيقة التي فقدناها.
اضافةتعليق
التعليقات