باتت ظاهرة استخدام الهواتف الذكية في العمل عادة يمارسها الموظف في أثناء عمله، وامتدت هذه الظاهرة لتشمل حتى أصحاب الأعمال الحرة من أصحاب المحال التجارية وكذلك العدوى اصابت الباعة المتجولين الذي يعتمد عملهم بالدرجة الأولى على الترويج لسلعهم.
من المؤكد أن الهواتف الذكية لها أهمية كبيرة في حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها ولكن في الوقت ذاته من الخطأ أن نتعلق بهواتفنا ونجعلها تؤثر على أدائنا في العمل، المشهد في المؤسسات الحكومية وعند العبض من الموظفين مؤلم جدا فتراه يتصفح بجهازه اللوحي ولا يكترث لمن حولة والأكثر من هذا ينشر هذه الحالة بين زملائه فيزداد الطين بلة.
وبحسب القانون يجيب عدم استخدام الهواتف أثناء العمل أو تركها في مكان مخصص لها ولكن لا يطبق ذلك فالكل لا يكترث للقوانين ولا يطبقها، نرى أن أهم مفصل من مفاصل اقامة الدولة ألا وهي المؤسسة التعليمية فترى كلا من المعلم والمدير ومعاونيه مشغولون بهواتفهم في حين أن وقت العمل يجب أن يكون مقدس ومحترم لديهم وهذا من المؤكد لا ينطبق على الكل بل هناك أمثلة للادارات الملتزمة.
نحن لسنا ضد التطور، وما تفرزه التقنيات الحديثة، إلا أن توظيفها بالشكل الصحيح هو الأهم، نجد دول العالم المتطورة المصنعة للتقنيات الحديثة تحترم قواعد استخدام الموبايلات في أماكن العمل، بل إن التطور الذي تشهده هذه التقنيات لم يأتي إلا من خلال العمل والجدية، أما حالة اللامسؤولية التي نحن فيها ستبقينا مستهلكين لا منتجين.
استخدام الهاتف خلال العمل يخفض الإنتاجية
توصلت دراسة أجرتها جامعتا فورتسبورج ونوتنجهام ترينت الألمانيتان، إلى أن مستوى الإنتاجية لدى الموظفين ارتفع بنسبة 26% عند فصل الهاتف المحمول عنهم أثناء العمل، وشارك في الدراسة 95 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 19 و56 سنة.
وبحسب الدراسة، فإن الباحثين ركزوا على سلوك المشاركين؛ إذ أجريت عليهم اختبارات تركيز تحت 4 ظروف وهي العمل عندما يكون الهاتف في جيوب المشاركين، وفوق مكاتبهم، أو في خزانة مغلقة، أو دون هاتف على الإطلاق وبينت النتائج أن مستوى الإنتاجية، كان الأضعف عندما كان الهاتف الجوال فوق المكتب، لكن كلما بعدت المسافة بين المشاركين وهواتفهم زاد معها مستوى الإنتاجية.
أثبتت دراسة حديثة أن العمل بالقرب من الهاتف المحمول يخفض من التركيز ما يعني أن التركيز أثناء العمل ينخفض بالهاتف المحمول، أما أستريد كاروليس، من جامعة فورتسبورج، فعلقت على نتائج الدراسة بالقول: "خلاصة الدراسة تشير إلى أن العمل دون الهاتف المحمول يزيد من مستوى التركيز أكثر من العمل بوجوده".
آداب استخدام الاجهزة اللوحية في العمل
إذا كان صاحب العمل لا يحظر استخدام الهاتف أثناء أوقات الدّوام؛ فلا يجب استخدامه بالقدر الذي يضرّ بالعمل؛ بحيث يجب إبقاءه في درج المكتب وتفقّد ورود المكالمات من فترة لأخرى، أو اختيار وضعية الاهتزاز ووضعه في جيب الملابس لمعرفة المكالمات الواردة دون إزعاج الزّملاء.
وعلى الموظف احترام القانون اذا كان القانون قد منع استخدام الهواتف في أوقات العمل واعطاء أهمية للمراجعين للدائرة التي يعمل فيها لأن واجبة الاساسي هو تقديم الخدمات للواطنين بشكل عام ومن دون تمييز جنسي أو عرقي أو طبقي.
نصائح تقلل من أضرار الهواتف على العمل
1- اعتماد وضعية "الهاتف الصامت"، إلا في حال كان يتم الاتصال بك من جهات مرتبطة بالدائرة الخاصة بكم وفي هذه الحالة يتعيّن عليك أن تتيح لنفسك الاستفادة من وضعية "الارتجاج".
2- تناسي الاتصالات غير الضرورية وأرجئ الإجابة عليها إلى وقت لاحق، لا سيّما إذا كان المتصل أحد أفراد عائلتك: أولادك، زوجك، والدتك،... فتكرار التحدث عبر الهاتف أثناء دوام العمل يؤثر سلباً على نظرة الآخرين إليك ويحد من قدرتك على التركيز على عملك وتحقيق أهدافك.
3- إذا كان يتعيّن عليك الرد على اتصال ما لأسباب طارئة، إفعل ذلك خارج قاعة العمل، على الشرفة مثلاً واتبع دائماً هذه القاعدة: ابتعد مسافة 10 خطوات عن زملائك، بل أكثر كي لا تسبب الازعاج.
4- حان موعد الاجتماع، دع هاتفك خارجاً واعلم أنّ إهمال هذه القاعدة قد يسيء إلى وضعك المهني، إلا إذا تعيّن عليك الردّ على اتصال طارئ في هذه الحالة أيضاً من الأفضل أن تتوخ الحذر.
5- التحدث بصوت منخفض طبعاً لأن الصوت المرتفع يزعج الآخرين في هذه الحالة، تبدو قاعدة الخطوات العشر غير مفيدة في كلّ الأحوال، لا يمكن تبرير التحدث بصوت عال عبر الهاتف في مكان العمل.
6- ارسال رسالة نصية بدلاً من التحدث عبر الهاتف، لا سيما إذا كانت المكالمة لا تتعلق بشؤون العمل.
في النهاية على الجميع احترام العمل وتقديم الافضل للارتقاء بالواقع إذا كان في المؤسسات التعليمية التي تعد أساس بناء المجتع أو دوائر الدولة الأخرى، فالكل مسؤؤل أمام الله عن عمله وعلى الكل ان يحترم قوانين البلد ويطبقها حتى وإن لم يكن وراءها محاسب فعملنا أمانة في أعناقنا وعلينا أداءها بإخلاص.
اضافةتعليق
التعليقات