هناك حياة، بالتأكيد في مكان ما على هذه الأرض، إنها تعجبنا وتروق لنا كما تروق لكل سكانها، لكن لم يُقدَّر لنا معيشتها..
ما العمل هل نبقى بلا حياة، نقتنع بما نملك من أشباه الحياة، أم نهرب إلى تلك الحياة التي تتواجد في مكان ما على هذا الكوكب، أولم يصدق جلّ علاه حين قال: "إن أرضي واسعة"، إذاً لمَ لا نتحرك حيثما الحياة؟!
أنصنع لنا واحدة لنعيش فيها، تبدو فكرة حسنة لكن متأكدة بأنها لن تكون أنجح من محاولة اليتيم بالحصول على أم فقام برسمها وتمدد بجانبها، هكذا نحن، نرسم أحلامنا على ورق ونتمدد بجانبها، منتظرين تلك العصا السحرية لينفث عليها البعض من غبار الأمنيات العجيبة ويحولها إلى واقع.
ومن قال أننا لا نملك تلك العصا، ومن قال أننا لا نملك تلك الحياة، نعم نحن من يملك ولمَ لا، إن كان ما نملكه قد حفر لنا الصخور، وشق لنا الأرض ومهد لنا السبل، وبنى لنا شاهقات السماء، وعرّفنا بما لا يُرى ولا يُسمع من عوالم الكائنات.
إن ما نملكه بين جنبات أرواحنا هو - الإرادة - تلك النبتة السحرية المستودعة في النفس، بنموها اللانهائي والغير قابل للتشذيب أو التهذيب، تسلك بنا حيث المعقول بعد إن كان لامعقولاً، وحيث الممكن بعد أن كان مستحيلا، وحيث الأمل المتفجر من قماقم اليأس.
كل ما هنالك هو كيفية الحفاظ على هذه النبتة حية، كيفية العناية بها، كيفية تغذيتها، وما المصادر لتبدو معطاء مورقة في كل حين، حياتها من حياة الانسان وامتدادها من امتداده، وأثرها حتى بعد فنائه.
حيث قابلية التغيير والعطاء والبذل تُحيي كل ميت يمر عليه الإنسان، ابتداءً من حاملها - الإنسان نفسه-، وانتهاءً بما حوله من أُناس، أماكن، مبادىء وقيم.
مع إحياء وتفعيل ما نملكه بين جنبات أرواحنا من إرادة سنرى الحياة في كل شيء حولنا، لن يكون هناك المزيد من الأموات الأحياء، لن يموت الفرد عدة مرات وهو لا يزال على قيد الحياة، لن تموت الإنسانية، ستستغل الحياة بما فيها أفضل إستغلال بما تعنيه كلمة (حياة) من معنى.
إصنع أنت المبادرة ولا تنتظرها من أحد، نحن لسنا ضحية ظروف نحن من يشارك في صنعها..
إفعل ما يمكنك، بل أفضل ما تستطيع، قدّم وإن لم يُقدَّم إليك..
إرسم لوحتك.. إعزف لحنك.. قل كلمتك.. ثم، إرحل..
اضافةتعليق
التعليقات