يقول الامام علي عليه السلام: «من أبصر زلّته صغُرت عنده زلّة غيره».
من الأمور الجيدة في صناعة وتنمية العلاقات الاجتماعية مع الناس، احترام آرائهم، ووجهات نظرهم، حتى لو كانت تختلف مع وجهات نظرنا. واحترام آراء الآخرين فضلا عن أنها أسلوب جيد للتعامل مع الناس، فهي مفتاح للدخول إلى قلوبهم، ومن ثم كسبهم، والتأثير فيهم.
اما اذا قوبل الطرف الآخر بعدم الاحترام لآرائه، ووجهة نظره، فإنه يشعر بالإهانة، وربما بانخداش المشاعر، وقد تأخذه العزة بأفكاره، حتى ولو كانت خاطئة، ويتعصب وربما يجادل دفاعا عن أفكاره، وبالتالي قد تتأثر العلاقة الاجتماعية معه سلبيا.
فإذا أردت أن تتحاور مع إنسان او تتناقش معه وكان مخطئا فمن الأفضل أن لا تقول له: ان أفكاره خاطئة بشكل سافر أو ان الحقيقة هي عكس ما تقول تماما، وخصوصا في تلك المناقشات والحوارات التي لا يكون للخطأ فيها آثارا خطيرة.
بل من المفضل ان تبدأ بالقول له:
مع احترامي، وتقديري المخلصين لك، ولافكارك ووجهات نظرك..
إن الناس متفاوتون في تقبل نقد الآراء، وتقبل تبيان الأخطاء، لأنهم بالنتيجة مشاعر واحاسيس متفاوتة، فمنهم من يعترف بالخطأ، ويتقبل النقد برحابة صدر، ومنهم من يتقبله بقدر معين، وبحدود معينة ومنهم من لا يتقبله.
ان استخدام الأساليب الفنية غير المباشرة في تبيين أخطاء الآخرين، أو انتقادهم ليس لفا ودورانا، بل هو مراعاة لمشاعرهم، واحاسيسهم، وعواطفهم.
واذا كان لزاما عليك ان تنتقد طرفا ما، حاول ان تبين له أخطائه من طرف خفي، وبشكل فني، لا بصورة مباشرة، خاصة اذا كان رقيق المشاعر، ولا تفرض معدنك عليه فيما إذا كنت قوي التحمل للنقد، وبذلك تحقق أمرين:
1_ تبيان الحقيقة للطرف الآخر، وخطأ ما يعتقد، أو يقول.
2_تجنيب علاقتك معه، التوتر والبغضاء المحتملة.
فإذا أردت أن تكسب الآخرين إلى وجهة نظرك، كن حكيما في أن تحترم أفكارهم وتبين أخطائهم اذا كان لازما ومن طرف خفي، وبطريقة فنية محببة.
اضافةتعليق
التعليقات
العراق2018-10-18
دمتم بهذه الروح