(عندما يفرض عليك الكتمان لحظة الانفجار تطلع حولك أولا)، كثير ما يتعرض الافراد الى قضايا ضغط سواء في مجال العمل أو الدراسة او حتى في المنزل على مستوى العائلة، وهذه عادة تشكل تراكمات نفسية وتؤثر على مزاج الفرد وتصرفاته فقد يتحول في لحظة واحدة الى كتلة من النيران التي تلتقف ماحولها وعادة هذه النار تبدأ بإلتهام الاصغر والاسهل.
قد يرد القارئ ما هذا التهويل للامر، فنقول له: نعم ليس الامر بهذه البساطة حتى لا نحيله الى التشبيه بالنار، كتلك التراكمات الملتهبة أول ما تستهدف من هم اضعف منها فالمرأة عندما تتراكم عليها ضغوطات المنزل او الزوج أول المتعرضين لزجرها وعصبيتها هم الاطفال فتتخذ منهم محطة لتفريغ صراعاتها الداخلية وعدم قدرتها إما على احتواء الامر أو تنظيم وقتها وتعدد الاسباب في هذه الدائرة لكن لو وقفنا على تلك المحطة التي تم تفريغ الغضب فيها ولاحظنا آثار الكلمات والافعال لنراها لوحة من الدمار النفسي وندوب قد تذهب وقد تبقى آثارها مرسومة في الاذهان.
ومن المحتمل أن الطريقة تتخذ اسلوب حياة، في أحد الايام سألت عن عمة تظلم كنتها كثيرا قالوا كانت عمتها شديدة الظلم فصار حال هذه الكنة أيضا محطة تفريغ ومنها قد تتفرع ايضا محطات تفريغ أخرى وهكذا..
عندما نعود الى علم النفس نجد الكثير من الامراض والتصرفات هي ليست سوى انعكاسات داخلية طُبعتْ في اللاشعور وتمركزتْ هناك وبدأتْ تكرر نفسها.
والشواهد كثيرة في هذا المجال فهناك الكثير من رؤساء العمل ايضا يفرغون ضغوطهم على العمال، والمعلمة تنقل مشاكلها العائلية وترميها دفعة واحدة بوجه طلابها، لازلتُ اذكر عندما كنتُ في الثانوية حين توفي والد مدرستي أول عمل قامت به أمرتنا بإمتحان بفصل كامل لم تشرحه قط!.
هذه الانعكاسات غالبا ما تؤثر التأثير السلبي وإن كان مسكوتا عنها من قبل المستضعفين لكنها تعكس لهم مدى ضعف هذا الشخص أما البعض الاخر فيظنه هو النهج القويم فيتبعه.
والحل الأمثل لتفريغ كل ما فيك وجدته عند الامام علي عليه السلام حين كان يدلي رأسه في البئر ويسرد همومه هناك حتى لا يثقل أحد بحمل همومه ولا يتأثر أحد بها.
وهذا عمل جيد من الممكن استثماره عند اول فرصة لمكان خال ومن الجميل أن تلحق بدعوة وبكاء ليريح القلب، لذا حاول أن تجد المحطة الملائمة حتى لا تكون سببا في جرح أحدهم أو اسماعه كلمة قد تسبب لكَ العديد من المشاكل.
اضافةتعليق
التعليقات