قامت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية بإقامة ورشة تحت عنوان: ملفات مفتوحة. مع المدربة المعتمدة والمستشارة الاسرية الأستاذة منى الأحمد، من السعودية، وذلك بتاريخ 19/4/2018 ولمدة يوم واحد وبمعدل 3 ساعات.
انطلاقاً من الآية الكريمة: (ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا)، بدأت الاستاذة بالتحدث عن موضوع الورشة وهو: ملفات مفتوحة، وقد سميت هكذا لأن الكثير من أبناءنا على حد قولها يتصرفون أمامنا بشكل ومن وراءنا يتصرفون بشكل اخر ومغاير، وقد يرغبون احيانا اخرى بالتحدث معنا بشيء ولكن لايستطيعون ايصاله لنا بالطريقة المرغوبة او المحترمة، فيضطرون لأن يراوغوا، أو يتصرفون في حين اخر تصرفات حقيقية ولكنهم غير راغبين فيها..
فالكثير من ابناءنا قد يصلي لأننا نحن نصلي، وليس رغبة في الصلاة والقرب من الله..
لماذا يحدث ذلك.. وماهي الاسباب؟!
وتوضيحاً لهذه الفكرة عرضت المدربة مقطع فيديو عن العقل الجمعي وخطورته، وقدمت دراسة وبحث نفسي عن ذلك، بمعنى: هل انا كل شيء أراه أو أسمعه أنقله!
عندما نكون ضمن مجموعة، ندخل لاشعوريا معهم لنتطبع بعاداتهم، كما نحن الآن مع الغرب وثقافاتهم الغريبة، وقد تكون ايجابية في بعضها كالاحترام وغيرها، فنحن من دون أن ندرك نأخذها ونستقبلها بدون دراية، فالكثير من الاعمال نقوم بها لأن الجميع يقوم بها.
وهكذا مع موضوع اللباس والحجاب، فالموضة أخذناها لأننا نحب أن نكون ضمن مجموعة من دون ان ندرك إن كان ما أخذناه صحيح ام خطأ، ونحن ننقله بدورنا الى مجموعات اخرى، لذلك يقول الرسول (ص): من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة، ومن سنّ سنّة سيئة فعليه إثمها وإثم من عمل بها الى يوم القيامة.
وهنا يأتي السؤال؛ هل ياترى كل ماكان يفعله اجدادنا صحيح أم خاطئ، وإذا اردنا ان ننقل الى اطفالنا ثقافة جديدة هل فكرنا هل هي صحيحة أم خاطئة، وهل هي تسري على نهج الرسول واهل بيته، ام فقط نكرر ماكان يفعل آباؤنا!.
وتوجهت الاحمد بالسؤال الى الحضور، عن شيء معين من التراث او العادت والتقاليد لآباءنا، سواء كنا نحبه أو نرفضه، وإن كان صحيح أم خطأ لكننا أخذناه وانتشر في المجتمع؟.
ومن ثمّ أوضحت مفهوم الانعتاق من العرف، بالمعنى الايجابي، ولماذا نحيي التراث..
وتحدثت عن: حياتي لونها مختلف، وأعطت للمشتركات تمرين عملي لتختبر فيهنّ نشاط وقوة الخيال لديهنّ وذلك بعرض مجموعة من الصور الغير مترابطة وكتابة قصة قصيرة مستمدة من هذه المشاهد..
وكذلك بيّنت أهمية القدوة، فسألت الفتيات ماذا تعني كلمة قدوة؟ ومن قدوتك؟ وايضا تطرقت لأسئلة أخرى، ك هل انت متميزة أم متمردة؟
ثمّ عرضت لهن جدول مفارقات بين التميز والتمرد، فالتميز هو نوع من التفكير النقدي، وهو لايعني العناد المتحجر والوقاحة المتكبرة والرفض العنيف لمواقف الاخرين.
على العكس من التمرد وهو ينبثق من شعور الضعف والخوف عند المراهق، ويسفر عن شعور بالعجز امام سلطة قوية ثابتة ومستمرة في الزمن، ويتميز المتمرد بالنبذ والرفض والتأزم.
وايضا توجهت الاستاذة بالسؤال الى الفتيات بكيف يرون جيل الامهات والاجداد؟
وايضا سألت الامهات عن شباب اليوم والاشياء التي يحبوها في هذا الجيل؟ فهل شباب اليوم مبتكر/ مبدع، منفتح..
وكذلك سألت الفتيات السؤال التالي: ادخلي لغرفتك وأغلقيها، وتذكري ماهو أقوى شيء قمتِ به سراً فيها؟
ثم عرضت مقطع فيديو عن التطور الحاصل في الملابس حيث كانت بداية محتشمة ومن ثمّ تدريجياً وصلت الى ماعليه اليوم من إبتذال..
وعرضت الاحمد صورة وهي عبارة عن 12 نصيحة لأولياء الرياضيين وهي جديرة بأن يفكر الاهالي بها في تربيتهم وتعاملهم مع ابنائهم، حيث فيها: تقبل الخطأ، المرافقة، التشجيع، تحكم في عواطفك، كن خارج التيار، لاتقدم تعليمات، إطمئن، إشكر، استمع لطفلك..
وأخيرا أوضحت الاستاذة أن هذا العالم جدير بنا، فنحن خلفاء الله في أرضه وعليه يجب أن يكون كل عمل هو عبادة لله، كابتسامة، تربية الابناء، مساعدة الاخرين، بر الوالدين، وكل نية وعمل يقربنا الى الله، وأن ننشر ثقافة حب الله، وكيف نجعل الاخرين يحبون الله، لكي نقابل رب العالمين ونحن مؤدين الامانة.
وأن نعلم أيضا أن معيار ومقياس العمل ليس التراث والعيب والاعراف والتقاليد، بل ليكن مقياسنا حب ورضا ومغفرة رب العالمين.
ونحن بحاجة لملفات مفتوحة، قنوات وحلقات وصل بين الامهات والفتيات، وعلينا أن نعرف ماذا يحتاجون وأن نواكب متطلبات العصر.
وقد استفادت المشاركات وأبدين اعجابهن بالدورة، ونستعرض بعض الاجابات والمقترحات لهن وعلى ماجاء فيها:
_ قد عرضت الاستاذة معاناتنا مع الفتيات، بطريقة جميلة، ووبينت العلاقة بين الدين والعولمة، واهمية توعية الشباب في هذا الزمن.
_ كانت جميلة، والطرح كان جديد، نحتاج لهكذا ورشات ودورات، فنحن نعاني من هذه المشكلة وهي الفجوة بين الامهات والفتيات، والمدربة تملك روحية خاصة، وإلقاءها وتواصلها كان متميزا.
_استفدت كيف يجب أن تكون علاقتي مع رب العالمين ومع نفسي، ونحن نحتاج الى دورات للتعامل مع المراهقين، فهذه المشكلة نعاني منها.
_تعلمت أنه ليس كل مانرى الناس تفعله نقلده على الفور، بغض النظر عن بعض العادات والتقاليد السليمة، فيجب أن نميّز الغث من السمين، وقد بينت المدربة كيف نربي الثقة في داخلنا وفي نفوس ابناءنا، ونتعامل معهم مع سياسة الترغيب وليس فقط الترهيب في علاقتهم مع ربهم.
_ استفدت كيف أتعرف واكتشف طريقة التفكير للطفل، من خلال بعض التمرينات العملية، نكتشف شخصيته، قد تكون من رسومات وقصص.
_ المحاضرة كانت مفيدة، أسلوب المدربة كان ممتعا، تتكلم بعفوية من دون تكلف، لديها خبرة جيدة، أكثر نقطة احببتها هو تعليم الفتيات الأساليب المتعددة لكي نحببهم برب العالمين اكثر من التخويف.
_ تتمتع المدربة بسلاسة في السرد والعرض، أفكارها متطورة، اجمل شيء كان هو ربط الحداثة مع الدين، التنوع جيد كونها من السعودية ولديها ثقافة جديدة، استمتعنا بالنقاشات ايضا.
جدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار النسوية تهدف الى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل واعداد العلاقات التربوية الواعية التي تُعنى بشؤون الاسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واع وتسعى الجمعية لتحقيق أهدافها عبر اقامة المؤتمرات والندوات والدورات واصدار الكراسات واعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا المرأة والطفل.
اضافةتعليق
التعليقات