الكثير منا أصبح يرى الحياة من نافذة ضيقة جداً.. حيث من الصعوبة رؤية نور الشمس؛ أو الإحساس بنسمات الهواء العليل تلامس وجوهنا؛ أو نفاذ صوت العصافير لأذاننا وسماعها تشدو وتغرد، لقد رأينا الصعوبة والألم فى كل شئ، حتى فقدنا إحساسنا بكل معنى جميل وكل قيمة عليا، ولم ندرك أن الله تعالى ما خلقنا لنعاني من كل شيء.. بل خلقنا لنحظى بكل شئ - نعم كل شئ - من صحة وسعادة وثراء ووفرة. يقول تعالى في محكم كتابه: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ). صدق الله العظيم، "سورة البقرة.
الحياه جميلة عندما نعيشها على امل، عند فقدان الامل يعني فقدان الحياة بل ربما يؤدي الى الممات فكثير من الامراض علاجها الامل حيث ان اليأس هو الموت البطيئ.
يذكر التاريخ عن اليأس انه كان سبب موت الكثير من الاشخاص فقد اخبر مساجين انهم تناولوا سم في الاكل وسيموتون بعد يوم او اقل وقد ادى ذلك الى موت اغلب المساجين قبل الوقت المحدد طبعا لم يكن سبب الموت السم لأنه لم يكن موجود اصلا لكن سبب الموت هو فقدان الامل واليأس من الحياة.
ان الانسان لا يمكنه العيش بلا امل فالأمل من مقومات الحياة وسبب طبيعي لاستمرار الحياة
روي عن الامام علي عليه السلام: (تفاءل بالخير تنجح).
وكذلك هناك الكثير من الادعية التي نقرأها يومياً وفي كل الاوقات فهي مشبعة بعبارات الامل والتفاؤل والثقة بالله عز وجل التي تساهم في تثبيت هذه الركائز في نفوس المؤمن.
اضرب مثلاً دعاء يوم الاثنين الوارد عن الامام السجاد سلام الله عليه ففيه تتجلى نبرة التفاؤل
والامل في اروع صورها عندما يخاطب العبد مولاه قائلاً ((اللهم اجعل اول يومي هذا صلاحا واوسطه فلاحا واخره نجاحا)) ويدفع التشاؤم واليأس بقوله: ((واعوذ بك من يوم اوله فزع و اوسطه جزع واخره وجع)).
وايضاً دعاء الندبة ففيه تتجلى الامال بأعلى مستوياتها ففيه تفاؤلنا بالدعاء لظهور صاحب الزمان عجل الله فرجه وزوال غمومنا ونهايه الظلم والاستبداد فهو كل الامل ومااجمل الحياة حين نعيشها على امل ظهوره والتشرف برؤية المعشوق المنتظر فهو غاية آمال المنتظرين فعندما نعيش على هذا الامل يستحيل ان يتسلل اليأس إلينا...
اضافةتعليق
التعليقات