لنأخذ صورة سلفي، هيا لنبتسم، لنرسم البسمة على شفاهنا، لنجلس هنا وهناك ونلتقط الصور لأنفسنا، ولنفرح بكل لحظات حياتنا، وفي كل مكان نذهب إليه نأخذ تلك الصور في الأماكن الجميلة، سواء في حديقة ما أو في أول يوم من عملنا.
تعددت أماكن التصوير التي لجأ إليها الجميع، وخاصة السلفي التي انتشرت بكثرة بين الشباب، وأصبحت ضمن أهم الأمور في حياتهم ولا يتخلون عنها ثانية واحدة، وأخذت تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح الكل يمارسها، فأصبح التصوير هواية الجميع لالتقاط كل لحظة في يومهم، البعض يجب أن ينشر صورة جديدة له كل يوم في حسابه، ليرى التعليقات واللايكات، وصار هوس الشباب والجميع كبيرا في تصوير السلفي.
التطور الالكتروني والتكنولوجي والهواتف الذكية أصبح ظاهرة جميلة وجيدة حينما تستخدم بالطريق الصحيح، لكن أنا أراها تتجه بالناس نحو الهاوية، فأخذت شبابنا وأصبحوا جزءا منها، لا يستطيعون التخلي عنها حينما لا يوجد لديهم شبكة الويفاي، أو انتهى اشتراكهم، فيقولون بأن لا قيمة لنا ويحزنون لهذا الأمر، حتى أخذت هذه الظاهرة تدمر العديد من الشباب، فهي سلاح ذو حدين، لأن هنالك الكثير من يستخدمها بالخطأ، واللعب بحياة الآخرين، فكل الأسف لذلك ويا حسرة على شبابنا الذي بات يسير وراء هذه الظواهر الخاطئة، بحجة أنها تعني التطور والتحديث لحياتنا.
وضعت هاتفي أمامي وأخذت صورة لوجهي (السلفي)، لكن هل أخذنا صورة لعبادتنا وصلاتنا التي باتت لا تذكر، خاصة شباب هذا الوقت الذي نصفه بأنه لا يصلي ولا يذكر الله، وحينما تقول له صلِّ يقول لك بعبارة مخزية، لم يعطني الله شيئا، هذه حياتي كلها قهر وضيم، للأسف هذا هو تفكيرهم!.
لما لا نستعيد لحظات لقاءنا مع الخالق بأجمل الصور، ونلتقط صورة سلفي جميلة مع المعبود، فهنا لسنا نحن من يصورها بل الله يصورنا، فلنجعلها رائعة ولنلتقي مع ربنا بحق وصدق لنتذوق لذة الخشوع، ودمعة العاشقين الوالهين للقاء محبوبهم، ولنسطر كلمات الحب والدعاء ولنفرش سجادة صلاتنا، ونجلس رافعين أيدينا بذكره، ونتكلم معه بحروف عشق مبكية ذارفة دموع الألم من الدنيا، ولتكن أجمل التقاطة لصورنا معه.
فالإمام يقول: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا. فلنحاسب أنفسنا كل يوم ونجعلها في مرضاة الله الواحد.
فما أجمل أن نصور هذا السلفي الذي فيه نجاتنا ولقائنا مع المعشوق الخالق، فلتكن صورة (السلفي) في لقائه أجمل.
ذكرت هذة الالتقاطة من التصوير (السلفي)، التي أصبحت ظاهرة منتشرة يحسبها البعض تطور لكن أستخدمها المفرط والسيئ للشباب والمجتمع. فأاردت أسالكم
هل صورنا عبادتنا مع الله كيف تكون؟
هل علاقتنا معه جيدة أم فقط وقت الشدة؟
هل التقاطنا صلاتنا التي أصبحت حركات نؤديها؟
فالله لاينظر الى صوركم بل ينظر إلى عبادتكم وقلوبكم المتوجة نحوه هل هي صادقة أم كاذبة؟
لنسأل أنفسنا هذه الاسئلة ولنرى حالنا أين؟
اضافةتعليق
التعليقات