في ظل عصر الحداثة ومواقع التواصل الاجتماعي بدأنا نستمع عن صفات وأفعال تقوم بها المرأة ويتم تعميمها على النساء بصورة عامة وتبنى عليها قاعدة ويتم اعتمادها في قاموس النساء الذي احتار العالم بتبويبه وتفسير ما فيه من كلمات.
وعلى هذا الأساس تم بناء شخصية المرأة الحديثة وتم تقديمها كقالب جاهز في الأفلام والمسلسلات وتقبلها الجميع واتخذوا منها مقياسا حتى ظن الناس بأن هذه هي المرأة وما يجب أن تكون عليه، وبدأت الناس خارج هذه المقاييس تنظر للمتغيرات على أنهم إما شيء نادر وثمين أو شيء ينظر إليه بنظره استهجان!.
وانقسمت هذه الصفات بين صورة المرأة وجوهرها وعند النقر على زر البحث عن الامرأة المثالية نجدها تتميز بشكل معين من رسمة العين وشكل الأنف والفم والطول والهيئة ولون البشرة فهذا الترويج يصب في صالح مراكز التجميل والعناية والأطباء المتخصصين في مجال البشرة حتى بدأ كثيرا من أطباء الأسنان وغيرهم يدخلون في عياداتهم هذا التخصص، وهناك كثيرا من الفشل في النتائج حيث تعرضت كثيرا من النساء للاحتيال ووقعن في هذا الهوس ضحية، والمشاكل معروفة في هذا الجانب ولا نحتاج إلى التفصيل فيها.
أما الصفات الأدهى التي تقبلتها المرأة على نفسها هي الصفات الجوهرية والتي راحت تؤمن بها منها بأنها كثيرة النكد، وبدأتْ الفيديوهات تنتشر خصوصا الذين استثمروا حياتهم للشهرة، وقد تقبلها الرجل وأخذ عنها صورة نمطية يرسمها عن كل امرأة فأي سؤال أو حوار أو تدقيق بأمر معين يصنفها الرجل على أنها نوع من النكد وإن طبع النساء هذا ولا يمكن تغييره ويترك أحيانا المنزل وبالتالي المرأة تقتنع بأنها تتصف بهذه الصفة وتستحق ردة الفعل منه وينخفض منسوب الود بينهما وترتب مجموعة من الخلافات لهذه التفاصيل البسيطة.
كما زرعوا فيها فكرة تأثير الهرمونات عليها لدرجة كثيرا من النساء صدّقتْ ذلك فراحت تنسب كل أفعالها المنطقية وغيرها إلى الهرمونات، وأيضا الرجل راح يأخذ شكواها من التقصير أو غيابه عن العائلة _حضوريا_ بمأخذ الهرمونات، ولا يجد حلول فعلية للمشكلات، وبدأت الاختلافات البسيطة تهدم قواعد الأسرة، وراح الرجل يبحث عن أسباب جانبية وكذلك المرأة!
من المزري أن تُقاس المرأة بصفات لصيقة وتنسى صفاتها الأصيلة فصبر وتفاني ورقة المرأة وعملها الدؤوب في انجاح الأسرة وحنوها واحترامها وتكاملها مع الرجل هو ما يبني أسرة سليمة نفسيا.
اضافةتعليق
التعليقات