• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

خطأ في البرج

آلاء هاشم القطب / الأحد 10 نيسان 2016 / علاقات زوجية / 1591
شارك الموضوع :

كشخص في متاهة يصطدم بجدرانها المغلقة، تحاكي سعاد خيبة الامل في كل مرة، تنظر من فوق شرفة منزلها بيأس يفوق السبع درجات بمقياس ريختر

كشخص في متاهة يصطدم بجدرانها المغلقة، تحاكي سعاد خيبة الامل في كل مرة، تنظر من فوق شرفة منزلها بيأس يفوق السبع درجات بمقياس ريختر، لملمت افكارها المندثرة كحطام طائرة اصطدمت ببرج عالي، ودخلت مسرعة تفكر في آخر شيء قالته لها عمتها عندما كانتا يتناولان طعام الغداء في مطعم يقع فوق احد الأبراج العالية ان تاريخ ميلادك غير صحيح لقد ولدتي قبل عدة اشهر من التاريخ المكتوب في بطاقتك، ولكن بسبب سوء الاوضاع والحرب المندلعة في تلك الاثناء تأخر والداك في انشاء بيان ولادتك عدة اشهر.

أيعقل ان تبلغ سعاد ما يزيد عن الربع قرن وهي غافلة عن هذا الموضوع.

وقفت أمام مكتبتها المملوءة بكتب الأبراج والجرائد والمجلات الحاوية عليها، أخرجت مذكراتها لسنين سبقت، تقلب أوراق أصبحت سمراء مائلة للصفرة، تتذكر ما طرأ عليها في حياتها بسبب توقعات الأبراج التي كانت تعتمد عليها في جميع مجالات حياتها، حتى أصبحت الأبراج هوسا يطارد اقدارها وتطاردها توقعاته.

 أخذت احد الكتب من درج مكتبتها، فتحته لتتصفح أوراقه، فوجدت خطوطا حمراء تحت عبارات كتب فيها... عام مشؤوم، اغلبه امراض، ستفقدين عزيزا على قلبك، ستكونين وحيدة، وسيتراجع مستواك العلمي.

أخذت كتابا اخر، عثرت بداخله على ورقة كانت قد كتبت بداخلها الى متى تبقى تطاردني الكواكب المشؤومة؟ متى سيخرج القمر من برجي لتدخل بدله الزهرة كوكب الحب والجمال.

قلبت دفتر مذكراتها ، وكانت قد كتبت.. سوف أترك الدراسة الى ان يتركني كوكب زحل وينتهي النحس من حياتي.

تذكرت كيف كانت تلقي اللوم في فشلها بجميع أمور حياتها على تاريخ ميلادها بسبب كونها من أصحاب الأبراج الضعيفة والتعيسة وقليلة الحظ.

تناولت حزمة من الأوراق كانت قد كتبت فيها توافقات الأبراج مع الشريك واي من الابراج تتوافق معها من الجنس الاخر، ثم كيف انها رفضت العشرات من الخاطبين لانهم لم يكونوا على توافق مع برجها، وكيف انها اختارت شريك حياتها وفقا لذلك، لدرجة انها اعتقدت دائما ان سر سعادتها وتفاهمها معه  يأتي من كونهما من نفس نمط البرج فَرَمَت سبب سعادتها على البرج ونست ان الانسان هو من يصنع السعادة لنفسه.

لم تكتفِ بهذا المقدار من الهوس في الابراج فقد حددت موعد حملها لتكون ولادة مولودها في اكثر الشهور حظا وتوافقا مع برجها وبرج زوجها.

في تلك الأوراق هنالك العديد من بطاقات الدعوة لزواجها ولكن بتواريخ مختلفة، فقد اجلت زواجها عدة مرات بسبب تقلبات الأبراج الطارئة التي استدعتها لفعل مثل هكذا أمور في العديد من مشاريع حياتها، كزواجها، رحلة شهر العسل، الخروج  من المنزل لدعوة عشاء او نزهة او عيادة مريض، ولأنها تعتبر نفسها من اقل الأبراج حظا فكانت تأخذ الحيطة والحذر اكثر مما ينبغي.

من بين الأوراق ورقة أخرى كانت قد كتبت فيها الأشياء السعيدة ستأتي قريبا، ستخرج الكواكب المنحوسة من برجي وسأعيش في سعادة لربع قرن قادم.

نظرت الى الأبراج بتمعن وتذكرت ما قالته لها عمتها عن تاريخ ميلادها الصحيح فوجدت نفسها في احد اكثر الأبراج تعاسة لهذا العام ، بسبب اجتماع عدة كواكب تسبب لها الوعكات الصحية والأزمات المالية، وسيكون لديها تراجع في المستوى الوظيفي،  لكن العام سينتهي وهي من اكثر الناس فرحا وبهجة، فقد رزقت بمولود جديد وعمل جديد وانتقلت لمنزل جديد وسافرت عدة مرات الى بلاد مختلفة ولم تصب بوعكات صحية ، والحالة المادية لا تعاني أي ارباك.

في تلك الاثناء ادركت ما كانت غافله عنه وهو قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم كذب المنجمون ولو صدقوا، وان من يتكلم بالغيبيات هي مجرد رجما بالغيب، وان الامر كله بيد الله يفعل ما يشاء و بأمره مقادير كل شيء.

 شعرت بندامة لم يكن لها مثيل ، كيف انها اضاعت وقتها، أموالها ، تفكيرها بأمور هي لا تمت الى الواقع بصلة، وكيف انها طبع على قلبها فنست ان  مفاتيح الكون بيد الخالق ، وان الامر بيده يقول للشيء كن فيكون.

أخذت تجمع جميع الكتب والصحف والمجلات والأوراق التي تحتوي على الأبراج، وطلبت من زوجها ان يساعدها في احراقها لأنها ما عادت تعني لها شيئا بعد اليوم.

السعادة الزوجية
الأبراج
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    أهم النصائح لآدم وحواء قبل الزواج

    النشر : الأربعاء 24 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماذا لو اغلقت الزوجة قلبها؟

    النشر : الخميس 13 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    تربية الأطفال في عصر التكنلوجيا على ضوء نهج البلاغة

    النشر : الثلاثاء 25 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    لحظة ألم.. دعاء زين العابدين اذا اعتدى عليه الظالمين

    النشر : السبت 04 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    صوت المروحة

    النشر : السبت 20 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    ما هي مظاهر الحرية في الاسلام؟

    النشر : الخميس 13 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3319 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3319 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2324 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 24 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 24 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 24 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة