لم يستطع محمد من تحقيق حلمه بالارتباط من زميلته بسبب ارتفاع أسعار الذهب واصرار عائلتها على أن يشتري لها مصوغات ذهبية تليق بها، وقف محمد عاجزا أمام التضخم الكبير الذي طرأ في الأيام القلية السابقة من عقد قرآنه والذي حال دون اتمام زواجه الذي أصبح بخبر كان.
أسعار خيالية
طاف موقع (بشرى حياة) في أسواق الصاغة بقضاء الهندية التابع لمحافظة كربلاء وأجرى حديثا مع أحد الصاغة المعروف بإسم حكيم آل ياسين قائلا: إن ارتفاع اسعار الذهب خلال فترة قصيرة أربك السوق وأثقل كاهل العديد من العائلات العراقية وعلى وجه الخصوص الشباب المقبلين على الزواج حيث يتوجب عليه تقديم مصوغات ذهبية تكون مهرا لعروسه ومع ارتفاع الأسعار وبقاء البطالة على حالها والرواتب كما هي لا يمكن أن تكون هناك موازنة مما قد يجبر الكثيرين على تأجيل موضوع الزواج إلى أجل غير مسمى.
وأضاف حكيم: إن سوق الذهب قد أصابه الركود بسبب عزوف النساء عن شراء المصوغات الذهبية أو بيعها وهذا مايؤدي إلى تدهور الاقتصاد ونزول المستوى الاقتصادي والمعيشي للكثير من الأسر وانحساره في فئة قليلة ومحددة من المجتمع العراقي.
زينة وخزينة
تقول أم علي/ ٥٥ عاما: إن الذهب معروف بكونه زينة للنساء وخزينة للرجال وقت الحاجة، اشتريت الذهب حين كان سعر المثقال الواحد ٢٠٠ ألف دينار أما اليوم يصل إلى سعر ٤٠٠ ألف دينار للمثقال الواحد أي بحدود ضعف السعر، فمع مرور الأيام تصعد قيمته الشرائية فلا ضرر من بيعه وشراء عقار أو لقضاء حاجة ملحة لي ولأبنائي، مستدركة بقولها لكنني لا أبيع كل ما أملك من الذهب دفعة واحدة بل أكون حريصة على أن أحتفظ بقسم منه للأيام العسيرة لاسمح الله.
أم العروس
حدثتنا أم مريم، عن قرب خطبة ابنتها مريم وتقول: في حال ارتفاع أسعار الذهب لا أستطيع أن أحرم ابنتي من حقها الشرعي بطلب مهر لها وشراء مصوغات ذهبية جميلة تزينها يوم الفرح، لكن بالمقابل سيكون مهرها ليس بالشيء المبالغ فيه أو بالصورة التعجيزية للشاب، فالحياة أولا وآخرا لا تقف عند هذه الكماليات.
أما مريم فكانت تتأمل نزول الأسعار حتى تتمكن من شراء الذهب الذي ترغب به وعلى حد قولها، نحن في زمن المظاهر حين تطالبني صديقاتي وبنات أقاربي من رؤية ما قدم لي من ذهب يوم الخطبة، لكن الظروف الاقتصادية التي تعصف بالعالم على حد سواء لم تسعفها في تلبية كامل رغباتها ولا يمكن أن تخسر شابا محترما بسبب أمور مادية كهذه على حد قولها.
الشباب
يقول أحمد: لا أعرف كم كان سعر الذهب قبلاً أعتبر هذا أشياءً كمالية وليس بالشيء الضروري لي كشاب ولكن عندما نفكر بالزواج نجد أنفسنا نتساءل بكم سعر المثقال وكم تريد الفتاة أو والدها من المثاقيل ليتم الزواج!.
داعيا العوائل والنساء خاصة أن تنظر للحياة الزوجية بعين البصيرة وبأن تكون الأمور المادية التي تتخلل المراحل الأولى لبناء عش الزوجية بنسب معقولة لنساهم ببناء مجتمع متكامل متضامن كما دعانا ديننا الاسلامي، والابتعاد عن المغالاة وحياة البذخ التي هي معدمة بالنسبة لشبابنا الذي يعاني من البطالة وعدم توفر الدرجات الوظيفة التي تحفظ لهم الحياة الكريمة.
حلول عقيمة
الحكومة لم تجد حلولا لحل أزمة ارتفاع الأسعار والتضخم الذي ضرب بقوة الأسواق المحلية فحين نتابع قرارات مجلس الوزراء نجدها حلولا عقيمة كمنحة (١٠٠) ألف دينار أو توزيع حصص غذائية إضافية أو إضافة مادة أو مادتين لمفردات البطاقة التموينية بالرغم من ارتفاع أسعار النفط الخام والذي يعود بالزيادة الانفجارية للموازنة الاتحادية ويبقى المواطن الفقير هو المتضرر الوحيد من غلاء الأسعار وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
اضافةتعليق
التعليقات