تتمشى كورقة ناعمة تنقلها الريح من مكان الى اخر بخفة حركاتها.. عيناها تراقب زوجها بحذر... تتلفت الى افعاله وتحسب ما يقوم به خطوة بخطوة..
تفكر وقلبها مليء بالشك لماذا يجلس سارح البال... لماذا حمل هاتفه ودخل الغرفة متسللا وبصورة هادئة؟ لماذا يتأخر بالعودة الى المنزل ما يقارب النصف ساعة مبررا ذلك بزحمة الطريق؟ لماذا يذهب للعمل صباحا بدون ان يسأل هل تحتاجين الى شيء؟ لماذا لا يأكل صحنه بالكامل؟ لماذا لم يعد يبادلها الحديث كما عهدته سابقا؟ لماذا ولماذا؟
اسئلة تراود تلك المرأة التي اعتلت الشكوك قلبها حتى اصبحت افكارها ملتهبة كفوهة من نار... اخذت تفتش حاجياته من كبيرها لصغيرها... تبحث عن دليل يرشدها لما يخبئ... فهي تبحث عن السبب لكن تدعوا ربها في كل وقت ان لاتصل الى ما تخاف من نتيجة.
فزوج صديقتها متزوج منذ سنتين دون ان تعلم الزوجة، وصديقتها الاخرى تعاني من مشاكل مع زوجها بسبب علاقاته مع النساء... وجارتها هجرها زوجها وذهب الى اخرى.. الاشياء المخيفة تدور في مخيلتها ولا مجال لاستبدالها.. فالعقل اخذ يجلب كل سلبي ويضعه امامها تاركا الاشياء الجميلة..
اعتلى الشك قلبها ولن يهدأ لها بال ابدا.. فالتغير الملحوظ في سلوكيات الرجل من السهل على المرأة اكتشافه.. عكس ما يظنه اغلب الرجال حول ان المرأة لا يمكنها ان تكتشف التغيّر الا بعد فوات الاوان... لكن دائما ما تميل النساء للسكوت ومجاراة الوضع خوفا على حياتها الزوجية واولادها فسكوتها من ضمن اطار المحافظة على الاسرة من الضياع والتشتت.
انها نقطة البداية ويجب عليها ان تقضي عليها قبل ان ينطلق زوجها بمخططاته للأمام... بعد ان تأكدت من ان زوجها الحنون لديه علاقات مع عدد من النساء..
اخذت تفكر كيف تصل الى حل لمشكلتها التي باتت تهدد عشها الذهبي.. امامها عدد خيارات اولها ان تخبر اهلها واهل زوجها لكنها وضعت قرارها منذ زواجها بان لا تشرك اهلها واهله في خصوصياتهم.
فكرة اخرى تجول في خاطرها ان تستشير من حولها ممن عانين من خيانات الازواج وكيف وصلن الى حل.. لكن وان كان هذا الحل قد يساعدها في اتخاذ القرار لكن القرار لن يكون صائبا فلكل رجل تفكير خاص وتصرّف وطريقة تعامل ولربما لن تجدي حلول نفعت مع احدهم مع اخر...
فكرت في ان تترك المنزل، ثم تراجعت عن هذا القرار لان تركها لمنزلها سيتيح لزوجها المبررات لأفعاله الغير صحيحة..
واخيرا رفعت عيناها وفكرت في التغيير... حملت بأفكارها الى تلك اللحظة التي ابتدأت عندها لحظة الشك..
نظرت الى نفسها.. فلم تجد ما يستدعي ان يخونها زوجها.. جلست تسجل كل ما تتذكر عن الاسلوب والتعامل وتدوّن طريقة الرد والتحاور فيما بينها وبين زوجها.. دققت في كل شيء.. واستدرجت نفسها الى ان تضع امام كل شيء من نقاط حياتها نظاما معينا وترتيبا ابتداءا من استيقاظهما ونهايةً بالخلود الى النوم..
رتبّت جميع ما يجب ان تقوم به وسلسلته من جديد لكنها ادرجت زوجها في هذه السلسلة اليومية.. لم تدع له فراغا شغلت وقته معها ومع العائلة لكن بصورة مبرمجة وسلسة ومن دون ان يشعر.. ابتدأت بالعمل ببرنامجها الجديد من يومها الثاني.. وبسلاسة وببساطة استدرجت زوجها من جديد الى عشها الذهبي.
لم تستعين حواء هنا بحلول مبرمجة وموضوعة، استفادت من خبرات من حولها لكنها وجدت حلا لمشكلتها بطريقتها الخاصة وبأسلوب يتناسب مع طبيعة زوجها.. عكس ما تفعله اغلب النساء عندما يواجهن مشاكل مع ازواجهم سواء مشاكل اسرية عابرة او خيانة او أي مشاكل اخرى فتطلب العون ممن حولها فتأخذ الفكرة في كيفية التصرّف والحل وتطبقها على حياتها وبالحذافير دون مراعاة الفرق بين طبيعة ومزاج وافكار رجل عن رجل اخر لتزيد من وقع المشكلة بطريقة الحل الغير مناسبة.
وانت حواء كيف تجدين الحل المناسب لمشاكلك مع زوجك؟؟ فكري وارسلي لنا طريقتك.
اضافةتعليق
التعليقات