ينطلق رنين ساعة المنبه ليوقظها من النوم معلنا فجر يوم جديد، ليست على استعداد للقائه حيث تجد نفسها لا تزال متعبة بعد ان اوت الى الفراش متأخرة، تحدق بعينين ذابلتين الى جدول المهام اليومية التي عليها انجازها قبل الذهاب الى العمل،
بالكاد تقوم من السرير لترتشف فنجان القهوة، لتبدء اعمال البيت التي تجهل الكثير عنها فغالبا ما تضع كمية كبيرة من الملح في الطعام وكثيرا ماكان الطعام يحترق، لم تكن لديها الخبرة في اعداد الطعام وادارة المنزل واعماله ليس لأنها حديثت عهد بالزواج فحسب وانما لم تكن في يوم من اهتماماتها، كانت تصب اهتمامها في بشرتها ورشاقتها واظافرها وشعرها،
اما اليوم فتجد نفسها امام عالم كبير وغير مألوف عليها التعامل معه بجدية.
ليست مجبرة على الاعمال المنزلية بحكم الدين والشرع هذا صحيح، ولكنها مسؤلة عن بيت وزوج بحسب المتعارف في مجتمعنا الشرقي،
كثير من الفتيات يتزوجن وهن صغيرات في العمر و يجهلن اعمال المنزل والطبخ، قد يكون بسبب الدراسة او العمل او اسباب اخرى... فيواجهن مشاكل في بداية حياتهن الزوجية من هذه الناحية فكثير من الازواج يتذمرون ان تأخر تحضير الطعام او اعد بطريقة غير متقنة.
يتوقع الزوج ان تكون الزوجة منذ الايام الاولى من الزواج طباخة ماهرة وتتوقع ان يصبر عليها زوجها قليلا حتى تكون كذلك،
تواجه الزوجة مشاكل كثيرة ان لم تكن تتقن الأعمال المنزلية ان لم تكن عائلية فهي نفسية، فهي تشعر بأنها مسؤولة عن هذه الاعمال وهذا طبيعي لأنها نشأت بمجتمع شرقي تكون المرأة فيه مساندة لزوجها تتقاسم معه المسؤليات، فتشعر بعدم الرضا عن نفسها ان اخطأت او قصّرت قليلا تجاه بيتها او زوجها.
عن هذا الموضوع كان لموقع بشرى حياة جولة استطلعت فيها اراء بعض (السيدات المتزوجات حديثا) وكانت السيدة (ريام) من بينهن وعن السؤال الذي وجه لها اجابت: واجهت بعض المشكلات في بداية زواجي فلم اكن اجيد الطبخ وادارة المنزل، لم تشغلني هذه الامور سابقا في بداية الامر كان زوجي ينتقدني بطريقة المزاح ولكن وبعد فترة من زواجنا اصبح الانتقاد بسبب وبدونه واصبحت انزعج كثيرا حتى ساء الامر وفاق الحد، شكوت الحال لوالدته فوقفت الى جانبي وساندتني ولن انسى دورها في دعمي واستمرار حياتي الزوجية، والدة زوجي كانت تأخذ دور المعلمة الحنون طلبت الى ولدها ان يساعدني في كل صغيرة وكبيرة في البيت بينما كانت تعلمني الطبخ، وجعلت من ابنها يصبر ويتحمل حتى تجاوزنا هذه المشاكل وبعد فترة قصيرة اصبحت ماهرة جدا في الطبخ بشهادة زوجي وعمتي.
السيدة (نور) هي الاخرى حديثة عهد بالزواج،
كان السؤال الذي وجه اليها عن تنظيم الوقت بين اعمال البيت والعمل خارجه فهي موظفة ملتزمة تحب عملها، تعمل كرئيسة قسم في دائرة التربية، اجابت: احاول ان لااقصر في البيت ومع زوجي حتى ان كان على حساب راحتي اسعى لتنظيم الوقت واحدد الاولويات،
اضغط على نفسي كثيرا واتجاوز على ساعات راحتي فأنام متأخرة ليلا واصحو باكرا لأنجاز اعمال البيت كي يتسنا لي العمل خارجه،
وعن السؤال اذا كانت تجيد اعمال المنزل اجابت: لم اكن اجيد الطبخ واعمال المنزل قبل الزواج ماجعلني اواجه مشاكل مع نفسي في بداية زواجي كنت اشعر بعدم الرضا عنها ولكن بذلت قصارى جهدي لأتعلم فأصبحت انجز اعمال البيت بوقت قياسي.
السيدة (دعاء) هي الأخرى لاتجيد الاعمال المنزلية لأنها لاتزال تدرس في الجامعة مايجعلها بعيدة عن اعمال المنزل ولكنها ماتزال في ايام الخطوبة ولم تتزوج بعد، طرحنا عليها سؤال ان كانت تجيد الطبخ والأعمال المنزلية، فأجابت: اقضي اغلب اوقات عطلتي في محالولة تعلم فنون الطبخ وادارة المنزل من والدتي قبل ان انتقل الى بيت زوجي.
واضافت: من الضروري ان تكون المرأة على اطلاع على كل صغيرة وكبيرة في شؤون البيت بغض النظر عن باقي الامور، ان لم تكن الزوجة تتقن اعمال المنزل فستواجه عوائق في حياتها الزوجية فبالنتيجة هي سيدة المنزل ومجتمعنا شرقي يعني هي ستكون مسؤولة عن اعمال المنزل شائت ام ابت.
تدخل المرأة ما يسموه بالقفص الذهبي وبعد ايام تفاجىء ان عليها التخلي عن بعض عاداتها اليومية القديمة وتقدم بعض التنازلات لإنجاح زواجها وتتقاسم المسؤليات مع زوجها فتسعى ان تكون ربة منزل ناجحة، تدخل المطبخ وتغوص بين كتب الطبخ ووصفات النت، في بداية الامر يصعب هذا ان لم تكن تجيد الطبخ والاعمال المنزلية، ولكنها تأخذ الامور بنظر الاعتبار وتتعامل بجدية واضعة مقولة "ان اقرب شيء الى قلب الرجل معدته" نصب عينيها.
عزيزتي العروسة ان لم تكن لديك الخبرة بأدارة المنزل وامور المطبخ لاتخجلي ان تطلبي المساعدة ولا تنسي ان تطلعي زوجك على الامر ليكن على استعداد لتناول الطعام ايّن كان طعمه عندها سيكون مستمتع اكثر وسيشجعك على التطور.
اضافةتعليق
التعليقات