هناك الكثير من الأمور التي تسهم في استقرار ودعم الحياة الزوجية والسير بها نحو الأعلى، فوجود المال والحب والتفاهم والاهتمام والإخلاص والتفاني والمساعدة وغيرها الكثير ترفع درجات الترابط وتسهم في تخفيف اثر المشاكل، وان أي تقصير او قلة في احد هذه الأشياء يؤدي الى تزعزع وارباك في استقرار العلاقة، خاصة اذا كانت الزوجة غير متسامحة ومتطلبة ولا تتحمل أي تقصير.
في استبيان "لشبكة بشرى حياة" كانت الصدارة للمال وان رفض البعض ان يكون لديه مال بلا اهتمام، او مال بلا تقدير او مال بلا حب، لكن اعتبار المال سبيلا لتجنب الخلافات ووسيلة مساعدة لإظهار الاهتمام، فمن لا يمتلك مال كطائر مقطوع الجناحين لا يستطيع الطيران وان كان يمتلك في داخله حب وتقدير واهتمام، كما وصفت ذلك احدى السيدات..
وعندما طرح السؤال الاتي على النساء، هل يؤثر المال على استقرار العلاقة الزوجية ؟؟
فكان الجواب..
تقول السيدة ام فاطمة مهندسة حاسبات (ثلاث وعشرون عاما): انا متزوجة منذ سنتين وام لطفلة تبلغ من العمر عدة اشهر زوجي مهندس ولكنه لم يحصل على وظيفة بعد، يعمل اعمال حرة .. لكن مدخوله لا يكفي ولا يسد الاحتياجات الإضافية.. كمراجعة طبيب او ملابس جديدة للطفلة لذا نعاني من توتر في علاقتنا الزوجية في اغلب الأحيان بسبب المال خاصة عندما يتعلق الامر بتوفير احتياجات الطفلة.
اما رأي السيدة ام مصطفى موظفة في دائرة الصحة فكان: اي ازمة مادية تنعكس على العلاقة الزوجية، لان الاسرة ليست امرأة ورجل فقط بل هناك أولاد ونحن مسؤولون عنهم، وجيل اليوم جيل متطلب، والعجز عن توفير متطلباتهم قد يؤدي بهم الى تذمرهم وخروجهم عن السيطرة.
اما رأي السيدة ام محمد باقر فكان جوابها: يؤثر المال على الزوج والزوجة ان زاد او نقص، فيجب ان يصرف بلا بخل ولا تبذير.
رأي السيدة ام علي فكان مختلفا عن ما سبقها فقدمت التفاهم على المال حيث قالت: " لا يؤثر اذا كان الطرفين "الزوجين" متفاهمين فيما بينهم، لان المال يسهّل المعيشة ولا يجلب السعادة.
اما السيدة ام رضا فاعتبرت المال سر تعاستها، فزوجها مشغول دائما بعمله من دون ان يلتفت الى الاسرة بل ترك شؤون المنزل والأولاد لها، واهتم بالعمل لكسب المال، لكنها تقول: اشعر باني فقيرة مقارنة بالنساء فالمال هو السبب بالبعد بيني وبين زوجي.
السيدة ام كريم وهي امرأة مسنّة تقول: امضيت عمري أعيش مع زوجي على "الحلوة والمرة"، لم اتذمر يوما ولم اشتكي، قضينا أيام وليالي نعاني من شحة المال فما يكسبه زوجي لا يسد قوت يومنا لكني تحملت كل شيء، اما بنات اليوم لا يراعون حرمة الزواج وقدسيته، ومن أول مشكلة او ضائقة مادية يلجأن للهرب من المشكلة والذهاب لمنزل الاهل وفي بعض الأحيان يصل بهم الامر لطلب الطلاق.
اما رأي السيدة نجاح الموسوي (مدربة تنمية بشرية) فكان: المال والبنون زينة الحياة الدنيا
لو لم يكن للمال اهمية كبيرة في حياتنا بصورة عامة ما قدّمه الله على البنون، وان ذلك بحد ذاته مبحث كامل بيّن لنا الله عز وجل من خلاله كيف ان المال يعتبر من اساسيات الحياة الذي مُثل بزينة الحياة، ولا يغيب عن اذهاننا ان كل شيء في الحياة ملموس كان او محسوس اذا لم يلتمس بالزينة او التزين بالجمال ما كان له لذة.
وتلك هي نقطة الانطلاقة في الحياة، الحياة السعيدة تعاكسها الحياة التعيسة التي تملؤها المشاكل بذلك وبالتأكيد يدخل المال ضمن اساسيات الحياة السعيدة ولكن بالحد المعقول اي الاكتفاء الذاتي والرضا والاقتناع.
اضافةتعليق
التعليقات