يعتبرالزواج من أهم العلاقات الاجتماعية التي تؤثر على حياة الأفراد والمجتمعات بشكل عام، حيثُ تتميز بكونها علاقة حميمة ومتينة تقوم على الحب والاحترام والتفاهم المتبادل بين الشريكين، فضلاً عن توفيرها بيئة آمنة تسمح للشريكين بتقديم الدعم العاطفي والنفسي لبعضهما البعض في الأوقات الصعبة، مما يسهم في تعزيز الصحة النفسية والعاطفية لكل منهما.
ومع ذلك، قد تكون هناك بعض المؤشرات التي تدلّ على انخفاض مستوى السعادة والرضا في العلاقة. من الجيد التعرف على هذه العلامات المحتملة لتتمكن من التعامل معها بشكل فعّال ومناقشتها مع الشريك قبل أن تتفاقم الأمور وتصل إلى حدّ الانفصال في كثير من الأحيان، ومن أهمها الزواج غير الصحي الذي غالباً ما يؤدي إلى الطلاق، ولكن يمكن تجنب الوصول إلى نهاية مأساوية عبر إصلاح العلاقة، والإصلاح يحدث عندما نعرف الأسباب التي أدت إلى وصول الزواج إلى هذا المستوى غير الصحي، لذا اقرئي السطور التالية لتتعرفي على علامات الزواج غير الصحي، وكيفية إصلاحها للحفاظ على حياة زوجية صحية مستقرة وناجحة.
1_ تعامل الزوجين معاً بعدم تهذيب
الكلام والأسلوب غير المهذب ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع شريك الحياة، حتى إن كان للتعبير عن الاستياء، فالعلاقة بين الزوجين تتطلب الاحترام، أما الحديث مع شريك الحياة بطريقة غير مهذبة يُعد بمثابة رسالة أن هذا الشخص لا يستحق جهد التفكير في أسلوب مهذب للتعامل معه، وهذا مؤشر خطير لما تسير عليه العلاقة.
2_ عدم احترام الزوجين كل منهما للآخر أمام الأطفال
التعامل بأسلوب غير محترم عندما لا يكون هناك طرف ثالث، يؤذي الزوجين فقط، ولكن التصرف بهذه الطريقة أمام الأطفال، يلحق الأذى بالأطفال أيضاً.
3_ الظن السيئ بشريك الحياة
عندما يعتمد أحد الزوجين، أو كلاهما، على الظن السيئ تجاه شريك حياته، بمعنى أنه يفسر كل تصرفات الآخر بطريقة سلبية، يعزز المشاعر السلبية والاستياء داخله تجاه شريك حياته، وأيضاً يجعله يشعر بأنه عديم القيمة.
4_ الزوجان لا يحبان قضاء الوقت معاً
عندما يتوفر الوقت سواء كان يوم الإجازة أو وقت الفراغ أو في حالة غياب الأطفال عن المنزل، فإن عدم وضع شريك الحياة على قمة الأولويات ليكون هو الرفيق في هذا الوقت، أو إذا حدث وقضى الزوجان هذا الوقت معاً فإن الشعور السائد يكون التوتر، فهذه علامة على أن الزواج غير صحي..
5_ العراك بدلاً من النقاش
إذا تحول كل نقاش إلى معركة شديدة اللهجة، فإن هذا ناقوس خطر ينذر بعلاقة غير صحية.
6_ عدم وجود حلّ وسط ورفض التنازل من الطرفين
في أي علاقة، يأتي التضارب والخلاف كجزء لا يتجزأ من تفاعلات الشركاء. ومع ذلك، عندما يفتقر الشريكان إلى القدرة على التوصل إلى حل وسط في مواجهة الصراعات، فإن ذلك قد يشير إلى مشكلة في العلاق اذا كان أحد الشركاء أو كلاهما عنيداً وغير مستعدّ للتنازل أو التوسّط، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تعقيدات أكبر في العلاقة وتصعيب عملية التفاهم والتواصل.
مفتاح النجاة
مفتاح النجاة من علاقة زوجية بلا مستقبل هو تغيير نهجك تجاه زوجك. إذ بصرف النظر عن مدى اعتقادك بأنه مخطئ، سواء أكان على صواب أو خطأ فعلاً، فإن الاستمرار في التفاعل مع الشريك بالعقلية القديمة ذاتها لن ينجح. بدلاً من ذلك، جربي أساليب جديدة ومختلفة لمواجهة الأمر بالشكل التالي:
تحديد الهدف من الرغبة في استمرار الزواج
من المهم، قبل الشروع في خطوات إصلاح زواجك، أن تكوني صريحة مع نفسك وتحددي سبب رغبتك في الاستمرار.
فقد يكون الهدف الوحيد الذي اخترتيه هو أن لديك أطفالاً، وقد يكون السبب عاطفياً، أو أنك لا ترغبين في الطلاق والشعور بالوحدة. أو ربما ما زلتِ تكنّين مشاعر حب خفية لزوجك.
تفهم الاختلاف بين الرجل والمرأة
وفقاً لموقع "لايف هاك فإن بعض النساء يفضلن الحب في الزواج على أي شىء آخر، لكنهن لا يعرفن أن الرجال يعبرون عن حبّهم بشكل مختلف تماماً. فهم يميلون إلى إيصال حبهم من خلال الأفعال بدلاً من الكلمات. لذا احذري من مواجهة زوجك والتشكيك في حبه لك، فقد يبعده عنك عدم تقديرك لما يقدمه بطريقته الخاصة حتى وإن لم تكن تعجبك.
البدء في التواصل مرة أخرى
التواصل أحد أهم العناصر لاستعادة زواجك. فقد توقف كلاكما عن الحديث بشكل فعال في مرحلة ما خلال العيش معاً، بسبب الاهتمام بالأطفال وجعلهم أولوية، أو أن كلاً منكما لم يعد يجد ما يقوله للآخر لسبب ما.
من الضروري أن تجعلي إعادة التواصل والمحادثة بينكما أولوية، حتى لو كانت لبضع دقائق نهاية كل يوم. تحدّثي عن أشياء أخرى غير الأمور العادية، وسوف تبدأ الأمور في التغير إلى الأفضل.
اجعلي زوجك أولوية
عدم جعل الأزواج بعضهما بعضاً أولوية يجعل الحياة الزوجية تخبو، وربما تنتهي. ولاستعادة الحب الزوجي، ربما يكمن السر فقط في إعادة الاهتمام بزوجك وجعله أولوية، مثلما كان من قبل بداية الزواج أو في مرحلة الخطبة.
تغيير البيئة الزوجية لجعلها أكثر جاذبية
عليك إدخال بعض التغييرات التي تجعل من الممكن استمرار العلاقة، وأن تكون أكثر قبولاً من زوجك ومنك أيضاً. غيري طريقة تفكيرك وتصرفك وحديثك. اعملي على تغيير طريقة تفكيرك في شريكك، حتى لا تثيري في نفسك أنماط الغضب والانتقام السابقة.
عدم إلقاء اللوم
إلقاء اللوم على شريكك في كل مشكلات الزواج سيعيد الأمور دائماً إلى نقطة الصفر. وبدلاً من ذلك، تحملي المسؤولية حتى لو بدا ذلك غير عادل بداية إصلاح العلاقة فإذا بدأت في العمل على نفسك وتحسين أفعالك فلسوف تلهمين زوجك لفعل الشيء ذاته.
التسامح
رغم أن كل الأشياء التي حدثت بينكما حتى الآن تجعلك ترغبين في إنهاء الزواج، فإنه ربما حان الوقت للتخلي عن الماضي والمسامحة لإفساح المجال لما يمكن أن يكون بداية جديدة بينكما.
لا تهاجمي زوجك
لا تفكري في مهاجمة زوجك بسبب شيء يزعجك، بل اعملي على تغيير كلماتك وأسلوب التواصل للحصول على استجابة مختلفة منه هذه المرة. أظهري مزيداً من المرح واللطف والتفهم.
لا تتجاوزي الحدود
تجنبي فعل الأشياء التي تجعل زوجك يشعر بعدم الارتياح أو الغضب. احترمي الحدود التي لا يرغب منك تجاوزها. بمجرد تأسيس الاحترام بينكما، قد يتدفق الحب من تلقاء نفسه مرة أخرى.
علامات صغيرة على الاهتمام
تذكري أن السعادة تكمن في الإيماءات الصغيرة، مثل كتابة رسالة حب إلى زوجك، أو تذكر مناسبة عزيزة عليه أو يوم زواجكما، مع باقة جميلة من الورود، أو تجهيز وجبته المفضلة.
التعبير عن الامتنان
وفقاً لما ذكره موقع "ماريج، فإنه يمكنك البدء في إصلاح زواجك بقول عبارة بسيطة "شكراً لك". عبري عن امتنانك واجعليه يعرف أنك تقدّرين أفعاله ووجوده في حياتك.
زوجك غير مسؤول عن سعادتك
كل شخص مسؤول عن سعادته الشخصية، ويجب ألا يلوم الطرف الآخر على عدم شعوره بالسعادة. لا تنغمسي في أفكارك حول كونك في زواج فاشل وبلا حب، لأن ذلك سيؤدي إلى تحفيز مشاعرك السلبية ولن تشعري بالرغبة في إصلاح زواجك.
اضافةتعليق
التعليقات