في احد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالنساء فقط طرحت احدى الآنسات استفسارا فحواه لو تقدم لك رجل اكبر من عمرك هل ستوافقين؟ وهل فرق العمر بين الزوجين سبب في نجاح العلاقة الزوجية ام هو أساس الفشل فيها؟
نقطة اجتمعت فيها اراء النساء حيث فاقت التعليقات والمقترحات الخمسمائة تعليق خلال ساعة واحدة وبين مؤيد ومعارض كانت النسبة 50% مؤيد لمثل هكذا زواج 30 % معارض و20% أخرى اعتبروا ان نجاح الزواج لا يعتمد على العمر.
فالنسبة الأولى من النساء وكانت هي الأعلى والتي فاقت النصف كان رأيهن ان عمر الزوج يجب ان يكون اكبر خمس او عشر او حتى خمسة عشر عاما من الزوجة، وعللن ذلك بان الزوجة تحتاج للاهتمام والرعاية، ومن اكبر منها عمرا سيمنحها هذه الرعاية ويشعرها بالاهتمام، وسيكون لها زوجا وابا واخا وحبيبا في ان واحد.
اما وجهة نظر البعض منهن: ان بعض الشباب يكون طائش في المراحل العمرية المبكرة ،ويكونون غير قادرين على تحمل المسؤولية التي سترمى على عاتقهم، لذلك تواجه المرأة العديد من الصعوبات في زواجها، فلذلك من الأفضل لها ان تتزوج بمن يكبرها عمرا.
والبعض نظرن الى الفارق العمري من ناحية الحالة المادية، حيث ان من يكبرها عمرا سيوفر لها جميع متطلباتها، لأنها ستعيش بعيدة عن الضغوطات المادية واسمته مرتاح ماديا ، عكس شباب اليوم الذي يعيش في شحة مادية وفقر فيقضي يومه بالبحث عن عمل او وظيفة ،وان كان يملك عملا فهو في اغلب الأحيان لا يكفي لسد احتياجات الاسرة في هذا الزمن، بينما من يكبرها عمرا سيوفر لها منزل وسيارة وكل شيء تحتاج.
من جهة أخرى رفضت ما يقارب 30% من النساء من الزواج بمن يكبرها عمرا، معلله سبب ذلك الرفض الى ان فرق العمر سيكون عائقا في اجتماع وجهات النظر بسبب اختلاف التفكير بين الجيلين، وسيكون سببا في العديد من المشاكل بسبب تباعد الأفكار، عكس الاعمار المتقاربة التي تجتمع في اطار الفكر الواحد والهدف الواحد، وفضلن ان لا يكون الفرق في العمر بين الأزواج اكثر من خمس سنوات كحد اقصى.
اما الطرف الثالث من النساء وكانت نسبتهم ما يقارب 20%، فمنهن من اعتبرن ان فرق العمر ليس مهما بين الأزواج لان المرأة والرجل هما المسؤولان عن بناء العلاقة الزوجية السعيدة التي أساسها التفاهم والاخلاص، والمرأة تستطيع ان تصون بيتها وزوجها وتحافظ على زواجها وتجعله مستقرا باسلوبها واخلاقها وتربيتها الصالحة التي نشأت عليها، فالتربية السليمة للرجل والمرأة ستنعكس عند هذه النقطة.
اما راي البعض الاخرمنهن فكان لا يعتمد نجاح الزواج على العمر بل يعتمد على الحالة المادية للزوج جيبته مليانه وافقي، والبعض منهن قال اكو تسعينات وعقلهم جبير ويعرفون يتصرفون واكو كبار وميعرفون يتصرفون.
ان اختلاف الآراء ووجهات النظر التي يعتمدها كل من الرجل والمرأة في تحديد الفارق الأمثل لعمر الشريك، سببها غالبا الظروف الداخلية والخارجية للشخص نفسه ،كذلك الضغوطات النفسية او الاستقرار الاسري وعدمه، وتلعب الأمثلة الواقعية التي تعاصر الأشخاص دورا أساسيا في التأثير عليهم ، بالإضافة للنمو العقلي الذي يختلف باختلاف الافراد، وغيرها من الأمور التي تتداخل لتسبب هذا التباين في القبول او الرفض.
لكن الدين الإسلامي وضع قانونا لكل شيء في الحياة، وللزواج كان النصيب الاوفر من هذه القوانين والتشريعات، فالرسول الكريم وضع الأساس الذي يبنى عليه اختيار الزوج، فقد قال: صلى الله عليه واله وسلم اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، لم يضع قيود الزواج لا المال ولا المنصب بل الدين والأخلاق وهذا هو المنهج والقانون الصحيح والواضح.
وخير مثال على ان الفارق العمري بين الزوج والزوجة ليس مقياسا للسعادة الزوجية رسولنا الاكرم، فقد تزوج السيدة خديجة وهي تكبره بخمسة عشر عاما وقد قبلت به لدينه وخلقه، وهي كانت من اغنياء قريش، وسادت حياتهم على الالفة والمحبة والمساندة، وقطفت من ثمار هذا الزواج المبارك كوثر الجنان فاطمة الزهراء عليها السلام.
لذا ابحثي عزيزتي عن زوج مناسب دينيا وخلقيا وابتعدي عن التفكير في المادة والدلال والجاه والمنصب فان التوفيق من الله، وثقي بان الله سيعطيك ما يناسبك وسيكون كفؤا لك فعن ابي جعفر عليه السلام قال : المؤمنون بعضهم اكفاء بعض.
اضافةتعليق
التعليقات