هناك أوقات، مثل حفلات أعياد الأعياد وسهرات الأفلام مع الأهل والأصدقاء، أو حتى العزائم والولائم في الأعياد والمناسبات العامة التي قد يشتكي فيها الناس مازحين من تناول "جرعة زائدة" من الطعام.
وفي حين أن الإفراط في تناول الطعام عموماً قد يصيبك بحالة سيئة من عسر الهضم على أبعد تقدير، إلا أن هناك أطعمة يمكن أن تؤذيك بشدة إذا تناولت الكثير منها، وتتسبب لك في أعراض صحية خطيرة قد تصل إلى التسمم.
1- السوشي وسمك التونة
تناول الكثير من أسماك التونة يمكن أن يزيد نسبة الزئبق في الجسم.
إذ يمكن للأسماك الكبيرة الموجودة أعلى السلسلة الغذائي، مثل التونة ذات الزعانف الزرقاء، أن تجمع الزئبق في عضلاتها؛ لأنها تستهلك العديد من الأسماك الصغيرة على مدار حياتها.
ومن الصعب تحديد مستويات الزئبق في قطع السوشي والوجبات المطهوة على البخار؛ لأنها يمكن أن تختلف حسب حجم الأسماك وأنواعها، وهذا يجعل من الصعب وضع حد لاستهلاك السوشي.
ومع ذلك، فإن سوشي التونة من المطاعم يميل إلى احتوائه على مستويات زئبق أعلى من سوشي التونة في السوبر ماركت، وفقاً لبحث نُشر في مجلة Biology Letters العلمية في عام 2010.
بعض عينات التونة الكبيرة الأكثر شيوعاً في المطاعم، كانت مستويات الزئبق فيها أعلى من أو تقترب من المستويات المسموح بها من قِبل الهيئات التنظيمية للصحة العالمية، حسبما أظهرت الدراسة.
ونظراً لذلك، تنصح النساء الحوامل والأطفال الصغار بتجنب تناول الكثير من التونة أو وجبات السوشي الجاهزة.
ووفقاً لإرشادات الصحة العامة، يمكن للناس تناول قطعة بوزن 250 غراماً من شريحة لحم التونة أسبوعياً كأعلى تقدير.
2- لا تكثر من تناول الموز
عندما تحاول أن تكون بصحة جيدة، فإن الموز دائماً ما يكون فكرة جيدة؛ لأنه يمنحك حلاً رائعاً لسعرات حرارية أقل وكمية مناسبة من السكريات.
إلا أنه اتضح أنه عند تناول الكثير يمكن أن يكون له سلبيات صحية كبيرة؛ حيث تسبب الأحماض الأمينية كل شيء، بدءاً من النعاس ووصولاً إلى الصداع الحاد.
لكن يجب الانتباه إلى مستويات البوتاسيوم في الجسم أيضاً.
وفي حين أنه من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن تناول 6 موزات في جلسة واحدة يمكن أن يقتلك، ولكن إذا قام شخص ما بأكل 400 موزة فقد يتوقف القلب عن الخفقان، وتُعرف هذه الحالة باسم فرط بوتاسيوم الدم.
3- زبدة الفول السوداني
سواء تم تناولها بمفردها أو مع طعام آخر كإضافة في الشطائر والساندويتشات مثلاً، فإن زبدة الفول السوداني تُعد أشهر الوجبات الخفيفة التي يتم استهلاكها حول العالم.
ومع ذلك، من الأفضل على الأرجح الحفاظ على حصص صغيرة منها يومياً، فهي لا تحتوي على الكثير من الدهون فحسب، بل إنها أيضاً مادة غذائية عالية الحساسية يمكن أن تحتوي على آثار من العفن الذي يُسمى بـAspergillus niger.
وقد كان التعرض لمثل هذه السموم في الماضي مرتبطاً بتوقف النمو عند الأطفال والتعب والإعياء عند الكبار والبالغين. ووفقاً لموقع الصحة العامة البريطاني NHS، يمكن أن تكون زبدة الفول السوداني أيضاً سيئة جدًا لأولئك الذين لديهم حالة رئوية، مثل التليف الكيسي أو الربو.
4- البطاطس أيضاً فيها خطر كبير!
كواحد من أشهر وأكثر الأطعمة استهلاكاً حول العالم، لكن البطاطس ليست آمنة للاستهلاك بشكل مفرط كما قد يظن البعض، خاصةً إذ بدأت تتحول إلى اللون الأخضر وتنبت منها جذور هوائية جديدة.
واعتمادًا على كيفية التعامل معها، يمكن أن تنتج البطاطس مبيداً طبيعياً للآفات يسمى سولانين، والذي يمكن أن يسبب القيء والسكتة القلبية عند استهلاكه.
هناك القليل من الأخبار السارة – تشير دراسة أجرتها جامعة نيو مكسيكو إلى أن الشخص الذي يبلغ 50 كيلوغراماً تقريباً، يجب أن يأكل نص كيلوغرام كاملاً من البطاطس الخضراء قبل أن تظهر عليه علامات تسمم السولانين.
ولكن رغم ذلك، فإن تناول الكميات القليلة من المبيد بشكل دوري قد تؤدي لمخاطر على المدى البعيد.
5- الشوكولاتة والقهوة
خلافاً للاعتقاد الشائع، يمكن لتناول الكثير من الشوكولاتة أن يصبح عاملاً خطيراً على صحتك الجسدية؛ إذ يمكن أن يؤدي تناول الكثير منها (بالإضافة إلى الشاي والكوكاكولا والبيبسي) إلى شيء يسمى تسمم الثيوبرومين.
ومن بين الآثار الجانبية لتلك الحالة: عدم انتظام ضربات القلب، والنزيف الداخلي، والنوبات وصولاً في النهاية إلى الموت.
ومع ذلك، فإن الأمر سيستغرق ما يقرب من 85 قطعة شوكولاتة بالحجم الكامل للإصابة بهذا النوع من التسمم.
في ذات السياق، قد نعلم جميعاً الآثار الجانبية غير السارة للإفراط في تناول القهوة، مثل التوتر والصداع والهبوط. وهذا يرجع إلى المستويات العالية من الكافيين التي يمكن أن تكون خطيرة للغاية في الجرعات العالية، والتي قد تصيبك بتسارع ضربات القلب والإغماء وربما حتى الموت. حسب عربي بوست
هذه أعراض التسمم الغذائي
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن قرابة 600 مليون شخص، أي نحو شخص من كل 10 أشخاص في العالم، يصابون بالتسمم الغذائي سنويًا لتناولهم أغذية ملوثة، ويموت منهم 420 ألف شخص، بينهم 125 ألف طفل دون الخامسة من العمر.
وأضافت المنظمة أن الأمراض المنقولة بالأغذية ناجمة عن 31 من عوامل المرض، أبرزها البكتيريا والفيروسات، ويزداد خطر هذه الأمراض في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل؛ لارتباطها باستعمال المياه غير المأمونة في إعداد الطعام، وسوء مستوى النظافة.
وأشارت إلى أن تلوث الغذاء يمكن أن ينقل أمراض خطيرة، على رأسها الإسهال وحمى التيفود، والتهاب الكبد A والدودة الشريطية، والسموم الفطرية الأفلاتوكسين، التي ينتجها العفن على الحبوب المخزونة على نحو غير ملائم.
ويساعد إتباع بعض الإرشادات الصحية في تجنب الإصابة بالتسمم الغذائي، ومنها عدم تقطيع اللحوم والأسماك على نفس لوحة تقطيع الخضراوات، وغسل اليد بشكل جيد قبل إعداد الطعام.
ومن الأمور المهمة في علاج التسمم الغذائي تناول كميات كبيرة من السوائل، لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل وأملاح، فضلا عن تناول مختلف أنواع الأعشاب الساخنة، وتناول التفاح والموز والشاي الأسود.
وكشف تقرير نشره موقع (Healthline) المهتم بالأخبار والتقارير العلمية، عن أشهر 10 أعراض للتسمم الغذائي، وهي:
- المغص والتشنجات
يشعر المصاب بآلام حادة في منطقة البطن من تحت الضلوع وحتى فوق الحوض؛ جراء ما تسببه الكائنات الدقيقة من إنتاج السموم، التى تهيج بطانة المعدة والأمعاء.
ولكن هذا العرض لا يمكن أن يكون وحده دليل على وجود التسمم الغذائي، وأيضا ليس كل تسمم غذائي يحدث نتيجته آلام في البطن.
- الإسهال
عرض أساسي للتسمم الغذائي، لما تسببه البكتيريا في الأمعاء وتجعلها تمتص السوائل والماء بشكل أقل، ويمكن أن يسبب الإسهال في بعض الحالات الجفاف لما يفقده الجسم من سوائل، لذلك عند حدوث هذه الحالة لابد من شرب كميات كبيرة من الماء وتناول الأعشاب.
وللتأكد من وصول الحالة إلى الجفاف يجب مراقبة لون البول، فاللون القاتم دليل على الجفاف.
- الصداع
التسمم الغذائي يرهق الجسم بالكامل، والصداع هو عرض شائع لتلك الحالة، لتأثير التسمم على الجسم بالجفاف والتعب.
- القيء
يسبب التسمم الغذائي تقلص عضلات البطن ورفع الحجاب الحاجز وارتفاع نسبة الحموضة في المعدة، ما يسبب حالة القيء.
ويجب ملاحظة تكرار عدد مرات القيء ومراقبة حدوثه مع الإسهال، حتى لا يصاب المريض بالجفاف.
- الإعياء
يؤثر التسمم الغذائي على الجسم نتيجة الإجهاد الذي يحدث من تكرار حالة القيء والإسهال، فيشعر المريض بإعياء تام في جميع أنحاء جسمه.
ونتيجة هذا الإعياء يستجيب الجهاز المناعي فيرسل جزيئات مناعية تسمى "السيتوكينات" تكافح وجود البكتيريا والطفيليات الموجودة في الجسم، ولكنها تسبب فقدان للشهية.
-الحمى
تزداد درجة حرارة الجسم عند الإصابة بالتسمم الغذائي، فترتفع من المعدل الطبيعي 36-37 درجة مئوية إلى 40-41 درجة، نتيجة إطلاق مواد كيميائية مناعية تسمى "بيروجينات" تكافح الكائنات الدقيقة وزيادة كرات الدم البيضاء.
- القشعريرة
نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم، فإن الجسم يصاب بقشعريرة وتعرّق، حيث يقشعر الجسم لمحاولة تخفيف الحمى.
- الإجهاد
يحدث هذا العرض نتيجة إطلاق الجهاز المناعي جزيئات "السيتوكينات" المناعية، وفقدان الشهية لذلك يجب أن يأخذ المريض فترة راحة مناسبة بعد التعافي .
- الغثيان
هو الشعور بميل إلى القيء، وهو مرتبط بالتسمم الغذائي، ويأخذ وقت يتراوح بين ساعة وثماني ساعات بعد الوجبة، وهو يعتبر أول إشارة للجسم بوجود تسمم غذائي.
- آلام العضلات
نتيجة التسمم الغذائي يطلق الجهاز المناعي مادة "الهيستامين" التي تكافح العدوى والالتهابات الموجودة في الجهاز الهضمي والتي تسبب إجهاد للعضلات.
وفي حال عدم زوال هذه الأعراض سريعًا، يجب زيارة الطبيب، وينبغي الحذر بشدة في التعامل مع أعراض التسمم الغذائي عند الأطفال والحوامل وكبار السن؛ فتدهور الحالة الصحية عند هؤلاء الأشخاص يكون أسرع. حسب العربية
اضافةتعليق
التعليقات