هل تخيلت يوماً أن فكرة الاستلقاء على السرير ليلاً والخلود إلى النوم من الممكن أن تتحول إلى فوبيا؟
هذا تماماً ما يعانيه الأشخاص المصابون بفوبيا النوم، أو "Somniphobia"، إذ إنهم يخافون التوجه إلى الفراش والنوم لعدة أسباب، من بينها الموت ليلاً، أو عدم الرغبة في الذهاب إلى العمل أو مواجهة أشخاص معينين.
لفوبيا النوم أسباب أخرى، وأعراض كثيرة يعاني منها المصابون به، كما أن له طرق علاج متعددة، من بينها العلاج السلوكي والعلاج بالأدوية.
الهرب من النوم خوفاً من العمل أو الموت
يعاني 12% من الناس حول العالم من أنواع فوبيا مختلفة، وهو رهاب من أشياء يعتبرها بقية الناس عادية، نذكر منها فوبيا الحشرات، والمرتفعات، والنوم، الأمر الذي يؤثر سلباً على الحياة العادية والأنشطة اليومية للأشخاص المصابين بها.
ويعاني الشخص المصاب برهاب النوم من حالة خوف وهلع عند وصول ساعة نومه، إذ يحاول إلهاء نفسه ما أمكن من أجل تأخير توجهه إلى السرير.
فالنوم بالنسبة للمصاب بهذا النوع من الرهاب عبارة عن طريق يقودهم لمخاوف أخرى، من بينها الأحلام المزعجة، أو الأرق، أو شلل النوم، أو الخوف من الموت ليلاً، أو حتى عدم الرغبة في الذهاب إلى العمل في اليوم الموالي، أو تفادي مقابلة أشخاص معينين.
ومن بين الأعراض التي تفسر أن الشخص مصاب بفوبيا النوم، حسب تقرير لمجلة "healthline"، الشعور بالخوف والقلق عند التفكير في النوم، وتجنب الذهاب إلى الفراش أو البقاء مستيقظاً لأطول فترة ممكنة، والإصابة بنوبات الهلع عندما يحين وقت النوم، ومواجهة مشكلة في التركيز إلى جانب القلق والخوف المرتبطين بالنوم، والمعاناة من تقلبات المزاج، ثم مواجهة صعوبة في تذكر الأشياء.
كما أن هناك أعراضاً جسدية تظهر على المصاب بهذا الرهاب عند التفكير في النوم، وهي الغثيان أو مشاكل المعدة، وضيق في الصدر وزيادة معدل ضربات القلب، والتعرق والقشعريرة وفرط التنفس.
من الممكن أن يعاني الأطفال كذلك من هذه الفوبيا، فعند وصول ساعة نومهم يقاومون التوجه إلى الفراش عن طريق البكاء، أو التشبث بآبائهم ومحاولة البقاء مستيقظين لأطول فترة ممكنة.
وحسب نفس التقرير، لا يتم الهرب من النوم بشكل كامل خلال الليل، إلا أنه يكون غير مريح، بسبب الاستيقاظ المتكرر، أو عدم القدرة على العودة إلى النوم مرة أخرى.
وحسب مقال نشرته "Sleep Foundation"، ذكرت أن أسباب الإصابة برهاب النوم غير واضحة بشكل كامل، لكنها مرتبطة بشكل كبير بمجموعة من العوامل الوراثية والاجتماعية، من بينها تطور الرهاب خلال فترة الطفولة، في حال كان أحد أفراد أسرة الطفل مصاباً بنفس الفوبيا، كما أنه أكثر شيوعاً لدى الإناث أكثر من الذكور.
العلاج عن طريق التعرض المتعمد لمواقف مخيفة
هناك طرق علاج متعددة للتخلص من فوبيا النوم، منها طرق سلوكية، عن طريق تطبيق تمارين معينة تساعد على استعادة العلاقة الطبيعية بالنوم، ومنها الأدوية التي يجب تناولها حسب وصفة طبية خاصة.
ومن بين أنواع العلاج السلوكي، نذكر العلاج بالتعرض، ويعني تعرض المريض بشكل متعمد لشيء أو موقف مخيف، وزيادة مستوى التعرض له بشكل مستمر، من أجل تعلم طريقة تنظيم القلق.
وفي حالة فوبيا النوم، يجب تحديد السبب الرئيسي الذي يجعل المريض يتهرب من النوم، من أجل تحديد تمرين معين له من طرف معالجة النفسي، والقيام به بشكل مستمر للتخلص مما يعانيه.
ويساعد هذا التمرين المعالج النفسي على متابعة سرعة تطور المريض في التخلص من الفوبيا، عن طريق متابعة نسبة تهدئة الأعراض من خلال دقات القلب وضيق التنفس.
إذ إن هذه التقنية تعلم المصاب بفوبيا النوم مهارات التأقلم والاسترخاء، والانتقال بالنوم من تجربة مخيفة إلى مرحلة طبيعة لا بد من المرور منها خلال اليوم، خصوصاً أن هذا العلاج يعتبر الأكثر استعمالاً لأغلب حالات الرهاب، ونسبة التداوي به مرتفعة مقارنة بباقي الطرق الأخرى.
كما يلجأ بعض المعالجين النفسيين للعلاج السلوكي المعرفي، وهو طريقة علاج تعتمد على تغيير العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوك، إذ يتم اعتماد هذا العلاج من أجل مساعدة الناس على تقليل شعورهم بالقلق والخوف.
وبالرغم من أن اللجوء لهذا العلاج لا يعتبر خيار المعالجين النفسيين الأول من أجل مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الرهاب، لكنه يعتبر علاجاً فعالاً لمن يعانون فوبيا النوم.
ويعتمد هذا العلاج على كسر الصورة المخيفة والمقلقة للنوم، واستبدالها بصورة جديدة أكثر فائدة، من خلال تقنيات الهيكلة المعرفية و التدخلات السلوكية، إذ من الممكن أن تتداخل تقنية العلاج هذه مع العلاج بالتعرض.
أما فيما يخص العلاج عن طريق الأدوية، فلا يوجد دواء خاص يوصف للمصابين برهاب النوم، لكن الأطباء يصفون الأدوية التي تساعد على تقليل القلق أو الخوف، إلا أنه لا يمكن تناولها بشكل عشوائي دون إشراف الطبيب.
فيما يمكن أن تكون ممارسة الرياضة بشكل مستمر، والتقليل من استهلاك الكافيين من بين العوامل التي تساعد على النوم، ومعالجة فوبيا النوم، في حال كان سببه حالات الأرق المستمرة. حسب عربي بوست
علاج رهاب النوم الناجم عن الأرق
تقول رونكو إن الخطوة الأولى في علاج رهاب النوم الناجم عن الأرق هو العلاج المعرفي السلوكي. قد يُطلب منك أولا إعداد جدول نوم محدد، ستحصل أيضا على أدوات تساعدك على الشعور بثقة أكبر عند الذهاب إلى الفراش، بما في ذلك تمارين الاسترخاء أو إعادة صياغة الأفكار السلبية الخاصة بوقت النوم.
غالبا ما تزيد الأفكار المتصاعدة من حدة رهاب النوم ، مثل "لن أتمكن أبدا من النوم وبعد ذلك لن أكون قادرا على العمل، وسأفقد وظيفتي". في هذا الصدد، تقول رونكو "إن كبح هذه الأفكار والتعامل معها بشكل مباشر يمكن أن يكون مفيدا". يمكن أن يساعدك المعالج في تطوير هذه المهارات.
من جهتها، توصي الكلية الأميركية للأطباء باستخدام العلاج المعرفي السلوكي للأرق علاجا أوليا لاضطراب النوم قبل وصف الدواء. إذا لم يكن العلاج المعرفي السلوكي للأرق كافيا، عندها يُنصح الأطباء بالنظر في إضافة دورة علاج قصيرة الأمد بالأدوية لمعالجة الأرق، والتي قد تشمل بعض مضادات الاكتئاب، كما وجد بعض الناس أيضا أن الميلاتونين مفيد في علاج قلق النوم.
العلاجات المنزلية
نصحت الكاتبة بالتخطيط لفترة انتقالية بين وقت الاستيقاظ والذهاب إلى الفراش. حيال هذا الشأن، يقول الدكتور أليكس ديميتريو، طبيب معتمد مختص في الطب النفسي وطب النوم في مينلو بارك (كاليفورنيا)، إنه إذا كانت مخاوفك تتراكم قبل النوم فيمكنك تدوين أفكارك في يوميات، وستلاحظ أنها تميل إلى التحسن في غضون 20 أو 30 دقيقة، ولتكون هذه الطريقة فعالة، عليك أن تكتب بطريقة صادقة وحقيقية، عليك التعمق وكتابة مخاوفك وتفاصيل الأشياء المظلمة التي تبقي عقلك مشغولا. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات