كشفت دراسة نشرت بوقت سابق من عام 2021 الجاري في مجلة "سيركيلايشين" (Circulation) أن أمراض القلب ما تزال السبب الأول للوفاة في جميع أنحاء العالم.
وفي مقاله الذي نشرته مجلة "إيت ذيس نوت ذات" (Eat This Not That) الأميركية، قال الكاتب المختص بالشؤون الصحية أليك كوراب إن العلماء يعتقدون أن الاضطرابات في نمط الحياة التي سببتها جائحة كورونا، من المحتمل أن تسهم في تفاقم مشاكل القلب عالميا.
ويقول سليم فيراني -الحاصل على دكتوراه في الطب والأستاذ المشارك بأمراض القلب في كلية "بايلور" (Baylor) للطب في هيوستن تكساس- إن "الظروف الاستثنائية المرتبطة بكورونا غيرت من الطريقة التي نعيش بها، حيث تبنى الكثير من الناس سلوكيات غير صحية تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية".
وأشار فيراني إلى أنه من المحتمل أن تكون التداعيات الكاملة لهذه الأزمة الصحية ملموسة لسنوات عديدة قادمة.
عدم الخضوع لفحص ضغط الدم
في عام 2017، خفضت جمعية القلب الأميركية المبدأ التوجيهي لمستوى ضغط الدم الصحي من أقل من 140/90 إلى أقل من 130/80. هذا يعني أن ما يصل إلى 8 من كل 10 رجال فوق سن 55 عاما يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إضعاف جدران الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية ناهيك عن السكتة الدماغية والخرف.
ولتقليل مخاطر ارتفاع مستوى ضغط الدم، قم بفحص ضغط الدم بانتظام، واتبع نصائح طبيبك حول طرق الحفاظ عليه في نطاق صحي من خلال اتباع نظام غذائي صحي للقلب والحفاظ على وزن مثالي وممارسة الرياضة.
عدم قياس مستويات الكوليسترول في الجسم
مع تقدمنا في العمر، ينتج الجسم بشكل طبيعي المزيد من الكوليسترول، والذي يمكن أن يتراكم في الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. وينصح الخبراء بفحص الكوليسترول كل 5 سنوات.
في المقابل، يحتاج الأشخاص المتقدمين في السن إلى إجراء فحص دوري. وينبغي أن يكون إجمالي مستوى الكوليسترول لديهم أقل من 200 ملليغرام لكل ديسيلتر. بينما ينبغي أن يكون الكولسترول الضار (LDL) أقل من 100 ملليغرام/ديسيلتر ومستوى الكولسترول الجيد (HDL) يساوي 60 مجم /ديسيلتر أو أعلى من ذلك.
وللحفاظ على مستويات ضغط الدم منتظمة، اتبع نظاما غذائيا منخفض الدهون المشبعة والدهون المتحولة. كما عليك ممارسة الرياضة في معظم أيام الأسبوع والحفاظ على وزن صحي.
إذا كان مستوى الكوليسترول السيئ لديك مرتفعا، فهذا ليس بالضرورة بسبب اتباع نظام غذائي غير صحي، فقد ينصح طبيبك بتناول الأدوية للحفاظ على صحة قلبك؛ ولذلك ما عليك سوى الإسراع للخضوع لفحص طبي.
تناول الكثير من السكر
لا تتأثر صحة القلب بالكوليسترول فحسب، لأن استهلاك الكثير من السكر المضاف سواء كان في المشروبات الغازية والبسكويت أو الأطعمة المصنعة يشكل عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب.
ويمكن أن يؤدي تناول السكر المضاف إلى ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالالتهابات في الجسم وزيادة الوزن، ناهيك عن الإصابة بمرض السكري وأمراض الكبد الدهنية وجميع الحالات التي يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بنوبة قلبية.
لهذا السبب، تنصح جمعية القلب الأميركية بألا يستهلك البالغين أكثر من 150 سعرة حرارية (أي حوالي 9 ملاعق صغيرة أو 36 غراما) من السكر المضاف يوميا.
عدم ممارسة التمارين الرياضية بشكل كاف
حتى قبل أن يجبر الوباء معظمنا على البقاء في منازلنا وعدم الذهاب إلى الصالات الرياضية، كان 20% من الأميركيين فحسب يتبعون إرشادات التمرين الأسبوعية لجمعية القلب الأميركية لصحة القلب التي تشمل ممارسة 150 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة أسبوعيا (أو 75 دقيقة من التمارين الشديدة)، بالإضافة إلى تمارين تقوية العضلات مرتين في الأسبوع.
وعليك ألا تتوانى عن ممارسة بعض التمارين الرياضية أو حتى المشي من أجل المحافظة على صحة قلبك.
التدخين
أدت جائحة فيروس كورونا المستجد إلى ارتفاع حالات التوتر والقلق إلى مستوى غير مسبوق، مما دفع الكثير منا إلى اللجوء إلى عادات غير صحية مثل التدخين. يقول الخبراء إن تدخين السجائر هو أكثر سبب للوفاة يمكن تفاديه.
وتجدر الإشارة إلى أن السموم الموجودة في دخان التبغ تلحق الضرر بالشرايين، وتزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية. إذا كنت تواجه مشكلة في التخلص من هذه العادة، يمكنك اللجوء لمساعدة طبية.
شرب الكحول
تأثير الكحول على الكبد معروف جيدا، ولكن الإفراط في تناول المشروبات الكحولية يمكن أن يؤثر بشكل سلبي وخطير على قلبك، حيث يمكن أن يرفع ضغط الدم ويزيد من مستوى ثلاثي الغليسريد في الجسم التي لها علاقة بالتهاب البنكرياس وأمراض شرايين القلب، ومستوى الدهون في الدم. حسب الجزيرة
تخلى عن مرارة الحياة بالتسامح
قد يؤدي التعرض للأذى من قِبل شخص نحبه ونثق به، إلى الغضب والحزن والارتباك، ويمكن أن يتحول التفكير فيما حدث، إلى عملية اجترار للمشاعر السلبية، حتى تتجذر بشكل أعمق وتصبح أحقادا مليئة بالاستياء والعداء.
بعض الناس بطبيعتهم أكثر تسامحًا من غيرهم، يقررون المضي قدمًا في الحياة؛ بدلا من جلب الغضب والمرارة في كل علاقة وتجربة جديدة، أو الانغماس في الماضي الذي يحجب الاستمتاع بالحاضر، مع قابلية التعرض للاكتئاب والقلق.
علميا: التسامح يحافظ على صحة القلب
وفقًا لرائد أبحاث التسامح الدكتور في علم النفس ايفريت ورثينغتون، فإن التسامح مفيد للعقل والجسم، لأنه يجعل الجهاز العصبي الذاتي بقسميه السمبثاوي والباراسمبثاوي أكثر توازناً.
ويضيف ورثينغتون أن الشخص الذي يقع تحت وطأة ضغط مزمن، أو الذي يتمسك بالغضب ولا يقدر على المسامحة، يظل جسمه في حالة استجابة الكر أو الفر لفترة طويلة، مع زيادة الاستجابات المعاكسة، التي تؤدي إلى تأثيرات سلبية، تطال وظائف القلب والأوعية الدموية.
ما هي الفوائد الأخرى للتسامح؟
يؤيد ورثينغتون نتائج دراسة علمية سابقة، نشرتها المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة، تبرز التأثير الإيجابي للتسامح على صحة الانسان وجودة الحياة بشكل عام، ومنها:
• تحسين الصحة العقلية
• تقليص القلق والتوتر
• تخفيض ضغط الدم
• انخفاض أعراض الاكتئاب
• تقوية الجهاز المناعي
• تحسين جودة النوم
• تحسين احترام الذات
هل أنت جاهز للمسامحة؟
في الواقع، اتخاذ قرار المسامحة يعني التخلي عن الغضب والجرح العاطفي والرغبة في الانتقام؛ لهذا يجب على الشخص المجروح، اتخاذ هذا القرار بنفسه لأجل مصلحته؛ حيث لا يكون التسامح مفيدا إذا كان على مضض بسبب ضغط من الأشخاص المحيطين به، أو كنوع من الهروب والتظاهر بالتعافي من الألم.
التسامح يساعدك على الشفاء
لا يمكن أن تنغلق الجروح العاطفية وتشفى بدون التسامح، وهذا لا يعني الإقرار بأن ما فعله الشخص المتسبب في الأذى، بأنه جيد ويستحق المسامحة، سواء شعر بالندم أو لم يندم؛ لكنَّ التسامح ضروري للتخلص من عبء المشاعر العالقة والتخفيف من سُمِّية الغضب وشدة الألم.
عبِّر عن مشاعرك
قبل البدء في عملية التسامح يجب التأكد من إمكانية التعبير عن المشاعر والذكريات المخزنة، في كلمات مكتوبة أو البوح بها لفظيا أمام شخص حكيم موثوق به.
كما يمكن للتسامح أن يتم من جانب واحد، دون الحاجة إلى الاتصال بالطرف الآخر، عبر كتابة خطاب موجه له؛ وهي طريقة أكثر أمانًا للتعبير عن المشاعر المتزاحمة، والتفسيرات لما حدث، دون مقاطعة.
ابحث عن الجانب المشرق
أغلب الذين تعرضوا للأذى من أحبائهم، لا يكونون في وضع يسمح لهم بملاحظة أي فوائد ناتجة عن الموقف المؤلم، تماما كالبحث عن زهرة بين الأنقاض.
لكن مع مرور الوقت، قد يكون لديهم مساحة عاطفية أكبر، للتعرف على ما اكتسبوه، من تلك التجربة.
سامح نفسك وابدأ بالأمور الصغيرة
تشير الدراسات النفسية إلى أن الأشخاص الذين يجدون صعوبة في مسامحة الأذى الكبير، يحتاجون للتدرب على التعاطف الذاتي مع أنفسهم أولا، بدلًا من الشعور بالانزعاج من عدم قدرتهم على المسامحة، والاستمرار في لوم أنفسهم على ما حدث، واعتباره خطأهم. ثم تبدأ مرحلة التعود على مسامحة الآخرين، على الأمور الصغيرة، التي تحدث في الحياة اليومية.
ركز على الأشياء الجيدة في الحياة
بعض الناس يسامحون، لكنهم لا ينسون، ولا بأس بذلك! على الرغم من أن الذكريات المرتبطة بالأذى قد تستمر، فإن محاولات التسامح، تسمح لهؤلاء بالاستمرار في المضي قدمًا بقلب أخفّ، في وجه التحديات التي تطرحها الحياة.
كذلك يسهِّل إعطاءُ الأولوية للرحمة والتعاطف كسلوك اختياري، ملاحظة الأشياء الجيدة، ومنحها وزنًا أكبر من الأشياء السيئة. حسب سكاي نيوز
اضافةتعليق
التعليقات