لا تنسى أي أُمٍّ المعاناة التي يمر بها الطفل الرضيع عند بداية ظهور أسنانه الأولى، ولكن بعد عدة سنوات، يبدأ في خسارة الأسنان اللبنية. ورغم تساقطها لاحقاً الواحدة تلو الأخرى، فإن الاعتناء بها مهم جداً لصحة الطفل النفسية والبدنية.
إذ تعمل الأسنان اللبنية، أو أسنان الأطفال، بمثابة منارات ترشد الأسنان الدائمة على الطريق الصحيح. وتهتز هذه الأسنان وتتساقط، لأنَّ أسنان البالغين تشق طريقها لكسر جذور الأسنان اللبنية والاستقرار في مكانها الدائم.
ويمكن اعتبار فقدان أسنان الطفل، خاصةً الأسنان الأولى، طقوس عبور من مرحلة الطفولة. وبينما تتساقط معظم أسنان الطفل، هناك بعض الأطفال الذين لا يفقدون جميع أسنانهم اللبنية.
وغالباً ما يعني غياب الأسنان البالغة أنَّ أسنان الطفل تبقى في مكانها حتى مرحلة البلوغ. ولهذا السبب ولأسباب أخرى، من المهم العناية بهذه الأسنان لصحة الأطفال في تلك المرحلة.
الأطفال يصابون بالتسوس أيضاً
كما هو الحال في أسنان البالغين، يمكن أن يصيب التسوس (تجاويف) أسنان الطفل. ومن العوامل التي تزيد احتمال حدوث التسوس البكتيريا المُسبِّبة للتسوس في الفم، والاستهلاك المنتظم للمشروبات السكرية والوجبات الخفيفة، وعدم تنظيف الأسنان جيداً.
يمكن أن تتطور التجاويف غير المُعالَجة لتؤثر في الأعصاب والأوعية الدموية داخل السن أو تقتلها. وإذا حدث هذا، فقد يعاني طفلك ألماً شديداً في الأسنان.
هذه من بين الأسباب الأكثر شيوعاً التي تستدعي علاج أسنان الأطفال تحت التخدير العام، والتي يمكن تجنبها.
وفي بعض الحالات، قد يكون من الضروري إزالة سن الطفل إذا كانت مصابة بالعدوى أو بها تجويف كبير جداً؛ لكن يمكن أن يتسبب هذا في تزاحم الأسنان.
إذ تتحرك الأسنان الموجودة على كلا الجانبين تدريجياً إلى الفراغ. وبعد فقدان هذه المساحة، تخرج السن البالغة بالنهاية في المكان الخطأ. وفي مثل هذه الحالات، قد يحتاج الطفل تقويم الأسنان لاحقاً.
مشكلات صحية أكبر
إذا تُرِكَت الأسنان اللبنية المُصابة دون معالجة، يمكنها التأثير في صحة الطفل، حسب ما نشره موقع The Conversation الأسترالي.
إذ يقدم الأطفال ذوو الابتسامات الصحية أداءً أفضل في المدرسة مقارنةً بمن يعانون من مشاكل الأسنان. وقد يعاني الأطفال، المصابون بآلام الأسنان، صعوبات في النوم والتركيز والمشاركة في الفصل، وربما يتغيبون عن المدرسة تماماً.
إضافة إلى ذلك، تؤثر صحة الأسنان المتردية في النمو البدني للأطفال؛ فقد يمتنع الأطفال المصابون بالتهاب الأسنان عن تناول وجبات الطعام أو يأكلون كميات أقل؛ مما يؤثر بالتالي على تغذيتهم ونموهم.
علامات مشكلات الأسنان اللبنية
يختلف شعور الأطفال بآلام الأسنان ووصفهم لها عن البالغين، لكن هناك بعض العلامات التي يمكنك التعرف عليها لرصد مشكلات الأسنان:
يشكو من وخز حاد، أو مزعج، أو مؤلم، أو حكَّة في الأسنان، أو حتى وجع في الأذن.
يتجنب تناول الأطعمة الساخنة أو الباردة أو الحلوة أو الصلبة التي تتطلب مضغاً.
يستغرق وقتاً أطول من المعتاد لإنهاء الوجبة.
يشكو من أنَّ الطعام عالق بين أسنانه.
يجد صعوبة في تنظيف أسنانه بالفرشاة.
يجد صعوبة في النوم أو الاستيقاظ أثناء الليل أكثر من المعتاد.
يصاب بالتعب لدرجة عدم قدرته على المشاركة في أنشطة الصف.
يقدم أداءً ضعيفاً في المدرسة.
يواجه صعوبة في التواصل والتحدث.
يكون أكثر عصبية أو غضباً من المعتاد.
متى تجب زيارة طبيب الأسنان
يجب عليك تحديد موعد فحص لدى طبيب الأسنان حين ينمو أول سن عند طفلك، أو بحلول أول عيد ميلاد لهلها، أيهما يأتي أولاً.
وبعد ذلك، حدِّد مواعيد للفحص الدوري، اعتماداً على عدد المرات التي يوصي بها طبيب الأسنان.
تساعد الزيارات المتكررة على الشعور بالراحة عند زيارة طبيب الأسنان لاحقاً بالحياة، وتسمح بمعالجة أية مشكلات في وقت مبكر.
ليس سراً أنَّ بعض الأطفال (وحتى الكبار) يتهيبون زيارات طبيب الأسنان؛ لذا من المهم ترسيخ صورة إيجابية عن طبيب الأسنان في عقول أطفالهم الصغار.
العناية بالأسنان في المنزل
إلى جانب مواعيد الفحوصات الدورية، من المهم التأسيس لعادات إيجابية مع أطفالك عن العناية بأسنانهم وتنظيفها، وذلك من خلال:
التحدث عن الأسنان وسبب أهميتها.
مساعدة أطفالك على تنظيف أسنانهم بفرشاة أسنان ناعمة ومناسبة للعمر.
السماح للأطفال بالاستمتاع بهذه العادة (على سبيل المثال، استخدام فرشاة عليها شخصياتهم الخيالية المفضلة أو مشاركتهم التنظيف والمرح معاً).
أسباب تسوس الأسنان
لا تقتصر أسباب تسوس الأسنان فقط على إهمال تنظيفها ثلاث مرات في اليوم، للنظام الغذائي أيضاً علاقة وثيقة.
ربما تساعد طفلك في المواظبة على روتين تنظيف أسنانك بالفرشاة مرتين يومياً واستخدام خيط الأسنان، لكن لسوء الحظ، قد لا تكون هذه العادة كافية لمنع تأثير بعض الأطعمة والمشروبات.
فقد تسبِّب الأطعمة الحمضية إلى جانب الأطعمة النشوية أو السكرية تسوُّس الأسنان وأمراض اللثة.
ووفقاً للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، تتغذى بكتيريا الفم على السكر الذي تتناوله، ويمكنها تكوين الجير، وإذا بقي الجير هناك فقد يؤدي إلى تسوُّس الأسنان.
لكن على العكس هناك أطعمة أخرى يمكن لتناولها أن يجنب تسوُّس الأسنان مثل البيض والفراولة. حسب عربي بوست
الاحتفاظ بالأسنان اللبنية قد ينقذ حياة طفلك في المستقبل!
غالبا ما يحتفظ الآباء بالأسنان اللبنية لأطفالهم بمثابة تذكار، لكن هذه العملية قد تتجاوز مجرد التذكار وتنقذ حياة الأطفال يوما ما في المستقبل.
وترجع الأهمية إلى الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظام، والتي يتم تخزينها بشكل كبير في الأسنان الأولى للأطفال.
ووفقا للمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية بالولايات المتحدة، فإنه يمكن استخدام الخلايا الجذعية لعلاج أمراض خطيرة مثل السرطان أو مرض السكري، والتي قد تصيب الطفل في وقت لاحق من حياته.
ويمكن أن تساعد هذه الخلايا أيضا في إنماء أنسجة العين وعظام جديدة، حتى بعد مرور عشر سنوات على سقوط الأسنان اللبنية.
وقد يعد استخراج الخلايا الجذعية من النخاع العظمي إجراء مؤلما للغاية، ولكن بما أن السن الذي انتزع من فم الطفل يظل محتفظا بهذه الخلايا، فهذا يعني أنه يمكن الحصول على الخلايا بسهولة من السن واستخدامها للعلاج بدلا من الخضوع لهذه العملية المؤلمة.
وبالتالي، فإن الطفل الذي يصاب بالسرطان قبل بلوغه العاشرة من العمر، يمكن أن يخضع للعلاج بالخلايا الجذعية المستخرجة من سنه.
ولأن الأسنان اللبنية لا تستخدم لسنوات عديدة قبل سقوطها، فإنها تظل في حالة جيدة على الأغلب.
ومن المعروف أن الخلايا الجذعية قادرة على التحول إلى أي خلية في الجسم، ما يعني أن العلماء يمكنهم استخدامها لمحاربة الأمراض. حسب روسيا اليوم
اضافةتعليق
التعليقات