للعيد نكهة خاصة لا تفنيها الذاكرة، حيث ما زالت أغلب العوائل في مختلف المدن العراقية تزاولها لكونها جزء من العادات المجتمعية المحببة والتي لها طابع خاص حيث لم تتمكن الحداثة من طمسها بل بقيت بثبات تعيدهم لذكريات مباهج العيد المقترنة بطفولتهم وكأنها وليدة اللحظة...
حلوى العيد
اعتادت النسوة في تحضير حلوى العيد وهي عبارة عن صناعة المعجنات (الكليجة) هذه الحلوى المحببة لدى أغلب العوائل، بهذا الجانب حدثتنا أم طيبة قائلة: في الماضي كانت أمي تصنع (الكليجة) من التمر والسمسم وتقوم بتقطيعها إلى أشكال مختلفة ويرافقها أخوتي لمساعدتها في حمل الصواني إلى فرن الصمون لشوائها حيث تجد الكثير من نساء المحلة بجانب الفرن لنفس السبب.
وأضافت: لقد تغيرت العادات وفق تقدم الزمن حيث أصبحت النساء تحضر حلوى العيد (الكليجة) بطرق مختلفة بحسب نكهات جديدة وذلك من خلال المنصات الالكترونية الخاصة بتحضير المعجنات وغيرها من الأطعمة، حتى شوائها أصبح خلال الفرن الكهربائي أو ما يسمى (الأوفن).
ختمت حديثها: إنني أشتاق لأيام زمان غير إن الواقع الزمني يفرض علينا عاداته ولا يمكن تجاوزه بسهولة.
فرصة للتصالح
أما أم براء فإنها تعتبر العيد فرصة طيبة للتصالح ونبذ الخلافات بين أفراد العائلة الواحدة وأنا قررت في هذا العيد الذهاب إلى بيت أخي الذي بينه وبيني مشكلة عابرة أملا بعودة المياه إلى مجاريها السابقة أتمنى لكل العراقيين التصافي والمحبة وغفران الذنوب والأخطاء ونسيان الماضي وفتح صفحة جديدة لحياة سعيدة.
بزيارتهم تنشرح الصدور
في السياق ذاته أعربت الحاجة أم هيثم عن انشراح صدرها بزيارة أهل القبور، حيث اعتادت إلى الذهاب للمقبرة لرؤية ابنها الشهيد في ليلة العيد على حد قولها فالجلوس عند قبره يشعرها بأنها رأته من جديد كما تركها منذ أكثر من 30 عاما.
حدثتنا قائلة: ذكرياتي مع العيد تتوقف هنا بجوار هذين القبرين كنت قبل عامين أحضر إلى هنا مع زوجي لكنه غادر الحياة ليكون بمحاذاة ابننا الوحيد فأنا لم أرزق بالذرية من بعده، كان أمر الله مقضيا وأنا راضية لحكمه أسأله أن يرزقهما الجنة في الآخرة.
أرجوحة العيد
فيما قال أسعد الخالدي/ محامي (53) سنة: أجمل ذكرياتي في العيد هي (العيدية) وركوب أرجوحة العيد فقد كانت لعبتي المفضلة مع أبناء عمومتي، حيث كان يتم نصب أرجوحات خشبية بصناعة يدوية في باحة الشارع الواقعة بالقرب من مقام الحر الرياحي (رضي الله عنه) فقد كنا من سكنة قضاء الحر آنذاك.
وأضاف: تغيرت تلك العادات بتقدم السنوات وما عادت تلك الباحة تعج بالأرجوحات الخشبية والأطفال والصبية حيث أصبحت مدن الملاهي متوفرة بكثرة وليس كالسابق وباتت العوائل تصطحب أطفالها إليها وأنا من جملتهم إذ أرافق زوجتي وبناتي وحفيداتي وأذهب إلى لعبة الأرجوحة مباشرة برفقة أحفادي وكأني بذلك أستعيد طفولتي.
عيدُ مضيءُ بالحكايات
ستبقى ذكريات العيد تضيء بالحكايات تمر مع كل الأزمنة محملة بعبق الماضي الجميل تسرد لنا طفولتنا الجميلة ففي العيد فرحة للكبار والصغار لا تشوبها الملل حيث تكون متجددة ومطرزة بالأمل والبهجة تشرق في كل مرة حاملة معها المسرات بقدومها فمنهم من يفرح بزيارة بيت الله الحرام وهناك من تسعده رؤية قريب أو صديق أو غائب عن الديار ليسجل التاريخ من جديد ذكرى قد حصلت إليه في عيد الأضحى المبارك.. وكل عام وأنتم بخير
اضافةتعليق
التعليقات