يساهم تناول حبوب الزنك في خفض خطر الإصابة بالضمور الشبكيّ المرتبط بتقدم العمر، والذي يسبب فقدان البصر (Age-related macular degeneration)، كما أنّ تناول الزنك مع بعض الفيتامينات المضادة للأكسدة، وليس وحده، يبطّئ من تطور حالات فقدان البصر المتطورة المرتبطة بتقدم العمر (3).
الزنك هو عنصر معدنيّ من المعادن الصغرى الأساسيّة، وهو يلعب في العديد من الوظائف في جسم الإنسان (1)، حيث إنه عامل مساعد أساسيّ وضروريّ لعمل أكثر من 300 إنزيم مختلف في الجسم (2)، ومن دلائل أهميته في الكثير من وظائف الجسم وجوده في جميع الخلايا، ولكنّ التركيز الأكبر منه يوجد في العضلات والعظام، وقد تم اكتشاف الزنك كعنصر غذائي أساسي في الستينات في أطفال ومراهقي مصر وإيران وتركيّا، والذين كانوا يعانون من تأخّر شديد في النمو والنضوج الجنسيّ.
المصادر الغذائية للزنك تعتبر الأغذية المحتوية على البروتينات أعلى المصادر الغذائيّة بمحتواها من الزنك، وتشمل مصادره الأسماك القشرية (وخاصة المحار) واللحوم والدواجن والكبدة، بالإضافة إلى البقوليّات والحبوب الكاملة إذا ما تمّ تناولها بكميّات كبيرة، وتعمل مركبات الفيتات (Phytates) في الحبوب على خفض امتصاصه، وخاصة عندما يكون تناولها عالياً (1)، وتعتبر أيضاً حبوب الإفطار الجاهزة المدعّمة به، والحليب ومنتجاته، والمكسرات مصادر جيدة له أيضاً (2)، ويختلف محتوى الخضروات من الزنك بحسب محتوى التربة التي زرعت فيها (1)، ويعتبر تناول مصادر البروتين الكافي مرتبطاً بالحصول على كميّات كافية من الزنك (2).
وأظهرت نتائج دراسة حكومية أمريكية جديدة، نشرتها مجلة (أرشيف طب العيون), أن أقراص الفيتامينات والزنك، قد تساعد في الوقاية من العمى، أو ضعف البصر المرتبط بالشيخوخة والتقدم في السن.
وقال الباحثون في معهد جونز هوبكنز للعيون: "إنه لو تعاطى كل مواطن معرض لخطر الإصابة بحالة متقدمة من تحلل طبقة الماكيولا العينية - وهي ضعف البصر المرتبط بالسن – لو تعاطى أقراص الفيتامينات والمعادن والزنك, فإن أكثر من 300 ألف شخص سيتجنبون الإصابة بهذا المرض خلال الخمس سنوات التالية".
وقدر أطباء العيون، أن هناك 8 ملايين شخص في الولايات المتحدة – مثلاً - في سن الخامسة والخمسين وما فوق, يتعرضون لخطر أعلى للإصابة بشكل متقدم وخطير من المرض العيني، قد يدمر الرؤية المركزية، كحالة متوسطة من تحلل الماكيولا في إحدى العينين أو كلتيهما, أو حالة متقدمة من المرض في أحدهما, ولكنهم قد يحققون الوقاية بتعاطي الفيتامينات بصورة يومية, مشيرين إلى أن هذا المرض يعتبر السبب الرئيسي للعمى في البلدان المتقدمة.
وقال الباحثون في مجلة (أرشيف طب العيون): "إن تحلل الماكيولا العينية، أو ما يعرف بالتحلل البقعي المرتبط بالسن, هي حالة مرضية تتحلل فيها طبقة الماكيولا - وهي البقعة الموجودة في مركز الشبكية - مع مرور الوقت؛ فيصبح من الصعب على المرضى التركيز على الأجسام الموجودة أمامهم مباشرة، بينما لا تتأثر الرؤية الطرفية أو الجانبية".
وأشار العلماء في كلية هارفارد الطبية, إلى أن حوالي 30 في المائة من الأشخاص في سن الخامسة والسبعين وما فوق، يعانون من درجة معينة من هذا المرض التحللي، والذي ينتشر عند معظم المسنين بشكل بسيط, لافتين الانتباه، إلى أن السبب الدقيق لتحلل الماكيولا لم يتضح بعد، على الرغم من التعريف عن بعض عوامل الخطر، والتي تشمل التدخين والإكثار من الدهون والمواد الدسمة, ووجود مستويات منخفضة من مضادات الأكسدة.
وأظهرت الدراسات أن الفيتامينات والمعادن المضادة للأكسدة، تساعد في تقليل خطر تقدم المرض وفقدان البصر, وقد يرجع السبب المحتمل للمرض، إلى انخفاض مستوى تدفق الدم إلى الشبكية؛ نتيجة الإصابة بتصلب الشرايين.
اضافةتعليق
التعليقات