• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لا تدرجات لونية في حدود الله!

مريم حسين العبودي / الأثنين 02 تشرين الاول 2023 / تربية / 1794
شارك الموضوع :

تختلف أشكال التجاوز على حدود الخالق وعلى الأمور التي وضع فيها حدودًا وقيودًا حاسمة لا تهاون لمن يجتازها

للإنسان قدرة بالغة على الإدهاش، على أن يُقدِم على أفعال وتصرفات تثير العجب والانبهار في الآن ذاته، فهو يستطيع أن يتحول من مخلوق سويّ وطبيعي ذو فطرة سليمة، إلى كائن ثقيل الوجود والحضور، يستهلك من نسبة الأوكسجين الضئيلة في هذا الكوكب دون نفع يُذكر. يشوّه المرء بأفعاله ولسانه خَلقه التي كوّنه الله جل جلاله، يحوّل تلك الصورة لانعكاسٍ شيطاني، والعجب كل العجب كيف يمتلك البعض تلك المقدرة على هذا التحوّل من السمو الإنساني إلى أرذل مراتب القباحة.!

كنتُ إذا ما حصل قربي موقف فيه شجار أو تطاول من شخص على آخر في نقاشٍ ما سواء في العمل أو العائلة، أتعمد البقاء ساكنة، رغم كرهي الشديد لما أسمع من أفواه هؤلاء البشر وهم في حالةٍ من اضطراب المشاعر والغضب الذي لم يُسيطروا عليه، أمكثُ في مكاني وأسمع دون أن أتفوه بكلمة فالطرفين عاقلين بالغين ويعرفان ما يفعلان، بل وإن نُصحوا سيزدادون غضباً، وفي واقع الأمر، منحني الاطلاع على أحوال الآخرين في مختلف المواقف الحياتية دروساً عظيمة ومجانية، كنتُ أصمت وتزداد علامات التعجب في داخلي. تواجدتُ في مواقف كثيرة، لكن من أكثر الأمور التي تؤلمني هي المواقف التي يتطاول بها الابن والبنت على أمهم، يصرخون بوجهها ويعاملوها مثل عبدٍ لهم لا مثل جنةٍ في حياتهم، يرموها بالشتائم، ويقهروها بشكلٍ مؤلم... وهي بفطرة الأم النقية تستقبل سوءهم بالخير وبكلامٍ أموميّ، وكلما زادت طيبتها زاد لؤمهم، فأندهش حقاً من مقدراتهم تلك، وبينما أستشعر عرش الرحمن يهتز لفعلتهم، يذهبون هم للنوم كل ليلة قريريّ العين.

تختلف أشكال التجاوز على حدود الخالق وعلى الأمور التي وضع فيها حدودًا وقيودًا حاسمة لا تهاون لمن يجتازها، فالبعض يرى التجاوز على هذه الحدود يتمثل فقط في أمور عظيمة مثل الإشراك والكبائر والإلحاد، يتجاهل البشر أن الخطوة التي تُخطى بعد الخط الأحمر هي تجاوزٌ سافر، والـ10 خطوات هي تجاوز سافر أيضاً! ففي القوانين الإلهية لا تُستبسط الذنوب ولا تُخفف العقوبات.

إن سرقة علكة من متجر، هي ذاتها سرقة خاتم ألماس من محل مجوهرات، إذ لا فرق في كمية ما يُسرق وثمنه طالما إن الفعل واحد، وهو أخذ ما لا حق فيه ودون إذن وعلم صاحبه ودون عُذر مشروع. وهكذا يشمل الأمر كل الأفعال الأخرى، لا توجد تدرجات للون الأحمر فيما يخص الحدود الصارمة، ولا يُفلت صاحب التجاوز من فعله ولو بعد حين. (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ).

اللسان، أداة حادة عكس ما يقوله علم الأحياء، إنه أكثر أعضاء جسم الإنسان حدّة وصلابة وفتكاً! حيث يمكن بكلمات ونبرات صوت معينة أن تُكسر قلوب وتُسحق، بل وتتحول الكلمة التي تخرج كسيفٍ حاد تُدمي إذن سامعها إلى انتقامٍ مخبأ وكامن يخرُجُ لصاحبهِ في المستقبل البعيد من حيث لا يحتسِب وبشكلٍ غير متوقع.

فالكلمة القاسية التي ينطقها الإبن أو البنت في وجه أمهم أو أبيهم وتسبب الألم النفسيّ لهم، ستُرد لهم بأنهم سيسمعون ذات الشيء وذات الكلام من أبنائهم لاحقاً. وهذه هي عدالة الله في أرضه وخلقه، إذ لا تُهمل عنده الحقوق، ولا يغفرُ مقدار نقير النواة لمن يتعدَّ حدوده الواضحة التي بينّها في قرآنه وعلى لسان نبيّه (صلى الله عليه وآله).

(فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).

الدين
الاخلاق
المجتمع
الشخصية
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    العزلة تزيد فرصة الوفاة للمصابات بسرطان الثدي

    النشر : الثلاثاء 20 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    تجنب هذه الأطعمة قبل النوم

    النشر : الأحد 07 آب 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماهو الفرق بين الموز الناضج والغير ناضج؟

    النشر : الأثنين 02 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    فوائد جمّة في حبة الزيتون

    النشر : الأحد 05 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماهي أضرار المشروبات الغازية؟

    النشر : الأثنين 16 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    يوميات عائلة في الحجر في ظل جائحة كورونا

    النشر : الأربعاء 29 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 341 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2323 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 22 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 22 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 22 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة