• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لا تدرجات لونية في حدود الله!

مريم حسين العبودي / الأثنين 02 تشرين الاول 2023 / تربية / 2004
شارك الموضوع :

تختلف أشكال التجاوز على حدود الخالق وعلى الأمور التي وضع فيها حدودًا وقيودًا حاسمة لا تهاون لمن يجتازها

للإنسان قدرة بالغة على الإدهاش، على أن يُقدِم على أفعال وتصرفات تثير العجب والانبهار في الآن ذاته، فهو يستطيع أن يتحول من مخلوق سويّ وطبيعي ذو فطرة سليمة، إلى كائن ثقيل الوجود والحضور، يستهلك من نسبة الأوكسجين الضئيلة في هذا الكوكب دون نفع يُذكر. يشوّه المرء بأفعاله ولسانه خَلقه التي كوّنه الله جل جلاله، يحوّل تلك الصورة لانعكاسٍ شيطاني، والعجب كل العجب كيف يمتلك البعض تلك المقدرة على هذا التحوّل من السمو الإنساني إلى أرذل مراتب القباحة.!

كنتُ إذا ما حصل قربي موقف فيه شجار أو تطاول من شخص على آخر في نقاشٍ ما سواء في العمل أو العائلة، أتعمد البقاء ساكنة، رغم كرهي الشديد لما أسمع من أفواه هؤلاء البشر وهم في حالةٍ من اضطراب المشاعر والغضب الذي لم يُسيطروا عليه، أمكثُ في مكاني وأسمع دون أن أتفوه بكلمة فالطرفين عاقلين بالغين ويعرفان ما يفعلان، بل وإن نُصحوا سيزدادون غضباً، وفي واقع الأمر، منحني الاطلاع على أحوال الآخرين في مختلف المواقف الحياتية دروساً عظيمة ومجانية، كنتُ أصمت وتزداد علامات التعجب في داخلي. تواجدتُ في مواقف كثيرة، لكن من أكثر الأمور التي تؤلمني هي المواقف التي يتطاول بها الابن والبنت على أمهم، يصرخون بوجهها ويعاملوها مثل عبدٍ لهم لا مثل جنةٍ في حياتهم، يرموها بالشتائم، ويقهروها بشكلٍ مؤلم... وهي بفطرة الأم النقية تستقبل سوءهم بالخير وبكلامٍ أموميّ، وكلما زادت طيبتها زاد لؤمهم، فأندهش حقاً من مقدراتهم تلك، وبينما أستشعر عرش الرحمن يهتز لفعلتهم، يذهبون هم للنوم كل ليلة قريريّ العين.

تختلف أشكال التجاوز على حدود الخالق وعلى الأمور التي وضع فيها حدودًا وقيودًا حاسمة لا تهاون لمن يجتازها، فالبعض يرى التجاوز على هذه الحدود يتمثل فقط في أمور عظيمة مثل الإشراك والكبائر والإلحاد، يتجاهل البشر أن الخطوة التي تُخطى بعد الخط الأحمر هي تجاوزٌ سافر، والـ10 خطوات هي تجاوز سافر أيضاً! ففي القوانين الإلهية لا تُستبسط الذنوب ولا تُخفف العقوبات.

إن سرقة علكة من متجر، هي ذاتها سرقة خاتم ألماس من محل مجوهرات، إذ لا فرق في كمية ما يُسرق وثمنه طالما إن الفعل واحد، وهو أخذ ما لا حق فيه ودون إذن وعلم صاحبه ودون عُذر مشروع. وهكذا يشمل الأمر كل الأفعال الأخرى، لا توجد تدرجات للون الأحمر فيما يخص الحدود الصارمة، ولا يُفلت صاحب التجاوز من فعله ولو بعد حين. (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ).

اللسان، أداة حادة عكس ما يقوله علم الأحياء، إنه أكثر أعضاء جسم الإنسان حدّة وصلابة وفتكاً! حيث يمكن بكلمات ونبرات صوت معينة أن تُكسر قلوب وتُسحق، بل وتتحول الكلمة التي تخرج كسيفٍ حاد تُدمي إذن سامعها إلى انتقامٍ مخبأ وكامن يخرُجُ لصاحبهِ في المستقبل البعيد من حيث لا يحتسِب وبشكلٍ غير متوقع.

فالكلمة القاسية التي ينطقها الإبن أو البنت في وجه أمهم أو أبيهم وتسبب الألم النفسيّ لهم، ستُرد لهم بأنهم سيسمعون ذات الشيء وذات الكلام من أبنائهم لاحقاً. وهذه هي عدالة الله في أرضه وخلقه، إذ لا تُهمل عنده الحقوق، ولا يغفرُ مقدار نقير النواة لمن يتعدَّ حدوده الواضحة التي بينّها في قرآنه وعلى لسان نبيّه (صلى الله عليه وآله).

(فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).

الدين
الاخلاق
المجتمع
الشخصية
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    ست نصائح سهلة من خبير طعام لوجبات تساعد أطفالك على درء السمنة ومحاربة الدهون

    النشر : الأثنين 25 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    كيف تمارس تمارينك الرياضية في شهر رمضان؟

    النشر : الأثنين 03 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    ثلاث قاصمات للظهر.. تجنبها

    النشر : السبت 13 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    الوصاية العاطفية

    النشر : الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    نقش في حضرة التابوت!

    النشر : الأحد 24 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    هل نحن حقاً منتظرون؟

    النشر : السبت 20 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 732 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 647 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 360 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 353 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 352 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 755 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 732 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 18 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 18 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 18 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة